تيار (اوسلو) وتعنت السلطات (الاسرائيلية)
بقلم/ د.عبدالمنعم الشيباني
نشر منذ: 13 سنة و 3 أشهر و 4 أيام
الجمعة 12 أغسطس-آب 2011 08:35 م

للقراء الكرام محبتي واحترامي، كلهم من دون استثناء، وللتجمع اليمني للإصلاح الازدهار وللمشترك التوفيق.. لو ان اعضاء حزبنا الاصلاح -فرضاً وجدلاً-لا يتقبلون النقد فكيف اذاً نعيب على فراعنة القرن العشرين والواحد والعشرين من حكام العرب والمسلمين تألههم بمنطق (انا ربكم الأعلى) كما ذكر لنا القرآن على لسان فرعون موسى ومنطق (ما اريكم الا ما ارى وما اهديكم الا سبيل الرشاد)..!

استبعد بشدة حدوث ذلك والا فلماذا (سرَّجتم جامع ذمار؟) لتبدلوا الهاً بإله وطاغيةً بطاغية..! اقول هذا رداَ على بعض المتعصبين(الحبوبين) من ابناء وانصار تيار اصلاحنا العظيم، تيار الحرية والنقد بلاحدوووووووووووووووود نحو مستقبل جديد لا وجود فيه للفرعون المستكبر كجسد اله او كفكر فردي مستبد او كرأي احادي كهنوتي، اذ لا يقوم جوهر التوحيد ولا يستقر بدون حرية (عودوا ان شئتم الى احاديث المفكر والقائد العظيم ياسين عبد العزيز كـ مترجم فكري لظلال سيد قطب وخصائص التصور الاسلامي ومقوماته)..

عرفتُ الآن ان اعضاء حزبنا العظيم –جزاهم الله خيراً- لا يقرأون المنهج الفكري والتربوي المقرر عليهم كماينبغي ولا يهضمونه مناقشةً وطرحاً واعتراضاً ونقداً وأخذاً ورداً، ولم يواكبوا احاديث المفكر الكبير احمد القميري ولا خواطر فيلسوف الاصلاح محمد سيف عبد الله ومن قبله ومضات الفيلسوف عبد الله شايف اليوسفي،.. وعرفتُ ان احبابنا من اعضاء اصلاحنا العظيم لم يواكبوا احاديث الاستاذ راشد الغنوشي والدكتور حسن الترابي ومحسن عبد الحميد ورشيد بكار والمفكرين الجدد من امثال محمد الشنقيطي وعزام التميمي وعبد العزيز ثابت سعيد.. اخشى ان ينصرف احباب حزبنا العظيم من تدبر الفكر الى تقديس الشخص المسؤول في التنظيم فتحل على حركتنا الاسلامية العظيمة قارعة اشد مما حلت بالقذافي واتباعه الجهلة العبيد..

موضوع حلقتنا هذه ليس "تبديل طاغية بطاغية" بل موضوع عنوانه: (تيار (اوسلو) والتعنت الاسرائيلي)..

لمحة تاريخية مختصرة وموجزة عن الأوضاع في (فلسطين المحتلة) بعد هزيمة حزيران

بعد هزيمة العرب على يد القوات اليهودية في حزيران 1967 انتكست الأمة العربية كلها وكذلك الإسلامية وعلى إثر ذلك قيض الله لفلسطين ثلة من المؤمنين على منهج حركة الاخوان المسلمين -الحركة الأم بـ مصر- يقودهم احمد ياسين، بدأ الاعداد لجيل النصر الجديد تربيةَ وتنظيماً لمدة عشرين عاماً من التربية والتنظيم حتى اعلنت (حماس) عن نفسها كـ حركة علنية عام 1987 عام الانتفاضة الاولى الكبرى..

كانت حركة حماس هي المسيطرة على الشارع حضوراً وقوةً وبطولاتٍ وانتفاضاتٍ هزمتْ اليهود الغزاة بالحجارة والمقلاع ثم العمليات الاستشهادية التي سمع بها العالم من اقصاه الى اقصاه .. الى آخره.. بعد ذلك عمد اليهود الى حيلةٍ وهو ان يأتوا بتيار سياسي هزيل وغير مقاوم (تيار مبادرات ومفاوضات) كبديل لـ (حماس وتيار الانتفاضة)، وكانت حيلتهم –اي اليهود الغاصبين لفلسطين- توقيع مبادرات سلام واتفاقيات تكرس بقاء الاحتلال وتفرغ (الساحات والشوارع) من اي مظاهر للثورة والانتفاضة على (سلطة احتلال) اغتصبت ارض ومقدسات المسلمين في فلسطين منذ عقود، وكانت اتفاقية (اوسلو) التي تمت في النرويج بالعاصمة (اوسلو) هي اكبر خيانة نفذها تيار السلام والمفاوضات (الفلسطيني) لأن هذه الاتفاقية شرعنت كل اعمال الابادة (الصهيونية) في حق (شعب فلسطين) واعترفت ببيع كامل وشامل للأرض لـ (بني صهيون) ووفرت غطاءً سياسياً ودولياً (للصهاينة) يدمرون ويحرقون وينهبون ويقتلون ويعتقلون ويصادرون الأرض حتى قبور الصحابة .. الخ القصة التي يعرفها الناس..

واليوم كلما تقدم تيار (اوسلو) بمبادرة جديدة لإحياء مايسمى بـ (عملية السلام) تقابل من الجانب (الاسرائيلي) بالتعنت والغطرسة وبمزيد من العنف والقتل والوحشية والبربرية والخطف والقنص للعناصر الناشطة في (الساحات)في القدس والضفة لأن (تيار اوسلو) تخلى عن سلاح المقاومة للمغتصبين للأرض والثروة والانسان وراح رموزه المهزومون من قادة الفصائل (يهرولون) وراء سماسرة ووسطاء مفاوضات فارغة المضمون، سماسرة ووسطاء من امثال (ملوك وامراء ورؤساء) لم يرقبوا في (فلسطين وشعب فلسطين) الاً ولا ذمةً، لأ ن تيار احمد قريع ورفاقه صايب عريقات وحيدر عبد الشافي ونبيل شعث وياسر عبده ربه انسلخ حقاً عن (الشارع الفلسطيني) الى (المبادرات) ورضي هذا التيار بالدون الحقير من وعود السفارات بالتسوية ولم يبال هذا التيار(اللاهث) بمن في الأرض تقنصه رصاصات (السلطات الاسرائيلية)..

يقدم تيار اوسلو (الفلسطيني) انموذجاُ مهيناً بالقبول بمبادرات اعداء (شعب فلسطين) التاريخيين وهي المبادرات التي يقابلها (رؤساء العدو الصهيوني المغتصبين) دائماً بالسخرية والعنجهية والهمجية واصفين تيار اوسلو بأنهم ليسوا سوى (عملاء متسكعين على ابواب السفارات) وان اي محاولة توقيع على مبادرة تسوية جديدة لم يعد يناسب المرحلة وان هذا التيار (قد فاته القطار)، في وقتٍ تخطط فيه (السلطات الإسرائيلية) لإحراق ما تبقى من بؤر المقاومة والثورة الشعبية والتخطيط لخطف واغتيال كل من خطط للانتفاضة او شارك فيها او ناصرها..

من عيون قصائد امير الشعراء احمد شوقي في رثاء الخلافة

لا تبذلوا بُرد النبيِّ لعاجزٍ ** عُزلٍ يدافع دونه بالراحِ

فلتسمعنًّ بكل ارضٍ قتنةَ ** فيها يباع الدَّين بيع سماحِ

ولتسمعنَّ بكل ارضٍ داعياً ** يدعو الى الكذابِ او لـ سجاحِ

يفتي على ذهب المعزِّ وسيفهِ ** وهوى النفوسِ وحقدها الملحاحِ

شاعر وناقد ادبي

Ibnzeidoon@hotmail.com