في كل جمعة لصالح حكاية!!
بقلم/ هناء ذيبان
نشر منذ: 13 سنة و 6 أشهر و 11 يوماً
الخميس 05 مايو 2011 09:44 م

عانيت كثيراً كي أتمكن من الحصول على رقم هاتف يتيح لي الاتصال بقناتي اليمن و سبأ , وعندما تمكنت من التقاط الرقم تفا جئت بأنه ليس في الخدمة.

لقد كانت عندي رغبة صادقة في الاتصال بهذه القناتين, لأهنئ القائمين عليها في تفوقهم للترويج للكذب والتدليس,وأبشرهم بأنهم قريبا سيدخلون موسوعة جنس بهذه الصفتين..

قناتين لا تكل أو تمل طوال أربع وعشرون ساعة متواصلة, تبث لنا برامج عجيبة, وقصص غريبة تشبه جداً حكايات ما قبل النوم الكاذبة , وقصص البطولات المشوهة والهشة, والقصائد الركيكة , وصور البهلوانات في الشوارع المضحكة جداً , والنكت السخيفة التى لا تضحكنا والله, بل تشعرنا بالاشمئزاز والضيق, وسرعان ما نغلقها حتى لا نصيب بهستريا الكذب والافتراء من جراء ما سمعناه وشاهدناه , من تلك القنوات التى قد تصيبنا بالبلاهة والعته الفكري..

إنه الإعلام المنافق, الفاسد الذي لا يحترم عقل الشعب اليمني , والذي لازال يتعامل مع الشعب على إنه طفل صغير لم يفطم بعد , لا زال يحبوا أمامهم , بل وفاقد للأهلية تماماً , وهم المسئولون فقط عن فكرة ومنهجه وطموحاته وأحلامه , و يمارسون فلسفة السخرية والتهميش والترقيع والتدليس والتخويف والتهديد والقمع والتخطيط الفاشل لإخفاء ضوء الشمس بأصابعهم ..!

فكلما استمعت للمشاركين عبر هواتفهم, التي لا أعرف لها أرقام حتى الآن , أتذكر برامج الكاميرا الخفية , عندما يسخرون من الضيف, ويلعبون عليه لعبة المكالمات الهاتفية من داخل الأستوديو, فهم من يكتبون السيناريو, وهم من يمثلونه ويخرجونه ويعرضونه على شاشتهم المقيتة السوداء , للسخرية من الشعب , فكم هم بارعون فى قلب الحقائق , لا يمكن أن ينافسهم فيها منافس..

إنها قنوات همها الوحيد التلميع والتلفيق, وابتكار حكاية كل أسبوع, تظل تكررها حتى يأتي يوم الجمعة, فيخرج علينا المهلوس صالح يردد علينا مقتطفات منها, وبذلك يكونون قد خلقوا له قصه ليظهر للعالم مدى سخفه وحقارة منطقه, وما عليكم سو انتظار كلمته غدا وهو يتباكى عل الشاعر الذي قطعت لسانه بسكينة زبانيته, والذي مهدت لقصته قنواته المأجورة هذا الأسبوع ..

إنها قنوات التلميع التي تفرز رأيا عاما مزيفا مضللا, يؤمن دائما بالوعود والأوهام والشعارات الجوفاء المزيفة, من خلال مسخ يسمون أنفسهم إعلاميين, مختصين لمناقشة قضايا هامة وحساسة وشائكة, حتى أصبحوا محترفي الاستوديوهات, ومتعددي المواهب والاختصاصات، فمرة يتكلمون في السياسة ومرة في القانون وأخرى في حقوق الإنسان ..

متطفلون على مهنة الإعلامي , همهم إبراز مشهد إعلامي فولكلوري ,الهدف منه تلميع الحاكم والنظام, ولم يعد لهم عمل سوى تبسيط الأمور وتغليط الرأي العام والتضليل, وكل ما يتناقض مع أخلاقيات المهنة الشريفة والعمل النزيه, مبررين عملهم هذا بحماية الوطنية, والحفاظ على وحدة وكيان المجتمع.

بالله عليكم عن أي قيم وأي مبادئ يتحدثون؟ أين المبادئ منهم حين يخرقون حقوق الإنسان التي تنص على الحريات والتي أهمها حرية الرأي والتعبير والحق في الوصول إلى المعلومات؟ أين القيم منهم حين يحجبون الحقائق ؟ هل وحدة وكيان المجتمع تعني تركه في الظلمات؟

للقائمين على هذه القنوات أقول:

لا يكفي أن تمتلك الحق لكي تحافظ عليه, فبالإضافة إلى امتلاكه يجب عليك إشهاره ، ففي الإعلام لا يوجد فقط نوايا حسنة, وإنما هناك حقائق تخاطب العين والأذن وترسخ في الفكر ،وقد ينتصر الباطل إعلاميا اذا ما انفرد في الساحة لوحده , عبر التكرار وبطرق مختلفة وهذا ما عبر عنه وزير الإعلام النازي "جوبلز" حين قال: اكذب ...اكذب.... ثم اكذب... حتى يصدقك العالم, لكنكم غفلتم بأن هناك قنوات كثيرة تعمل عل تعريتكم..!