هل الحب ما يزال ؟
بقلم/ حسناء محمد
نشر منذ: 8 أشهر و 24 يوماً
الخميس 15 فبراير-شباط 2024 06:36 م
  

لا يمكن لعاقل أن يدعي المثالية بأي أمر مهما تخلق به أو تعود عليه أو اكتسب به المهارة، لأنا جبلنا على الضعف والنسيان والركون لنفس في بعض مصالحها والتقلب مع كل طارئ في السعة والضيق، وهذا في الوضع المستقر نفسيا وخلقيا.

فكيف بمن جرحت سكاكين الصعاب قلبه، وترك بلاء الحياة نتوء على وجنتيه وصدره، فأظلمت روحه واستوحش إحساسه!

 كيف بمن فسدة فطرة مشاعره بدون أن يشعر وهو يراكض مكاسب يجمعها عن يمينه وشماله وتحته! وفي لحظة ساكنة إذا به يلتمس نبضه فيدرك أنه لم يعد موجودا!

وأن الصخرة أصبحت لتكوينه أقرب منها للماء،

وإذا بروحه تقيد بسلاسل غلاظ فيبطش ضميره!

هل ما نزال على مقدرة لإحساس لا سقف له يوقفه ولا مسمار يعلق به ولا حجة يختبئ خلفها ولا سوء ظن يمنع الشراب عن كأسه فيقتله العطش، ولا مرارة افسدت إحساس يتسلل إلى تذوقه فلا يجد لذته.

هل ثم حب يعيش توهجه ويقدم قربانه ويفك قيد معصمه ويركض برجله في لجة لا يخاف ما جهل منها!

هل ثمة ذلك الذي يفصل بينك وبين واقعك فتخال تلك الأنجم تحدثك تأتي اليك وأنت في فراشك فتضيء ليلك، وتأخذك لتريك ما خفي من أسرار الحياة وهذا الكون وما دفن فيه وما ووراه عنك حين كنت لا ترى أكثر مما تحت قدميك.

فتعلم أنك كنت مثل الميت الذي بقيت عيناه مفتوحة فظن من مر عليه أنه حي.

تشعر كم كنت لا تعني شيئا ولا تحدث اثرا وتمر على الكائنات فتعرف فيك ضعفك وهي صامتت وأنت ميت حي.

عودة إلى وحي القلم
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
حسناء محمد
باقي الرماد
حسناء محمد
وحي القلم
اغتيال اللواء بن جلال وعمليات البحر الأحمر.. تساؤلات تبحث عن قرائن للوصول الى إجابة
عبيد علي بحيبح
محمد مصطفى العمرانيقصة قصيرة .. زمن للبراءة
محمد مصطفى العمراني
مشاهدة المزيد