حلف الدبور
بقلم/ موسى المقطري
نشر منذ: 12 سنة و شهر و 21 يوماً
الخميس 27 سبتمبر-أيلول 2012 04:03 م

مما يشهد به الواقع وتؤيده الوقائع , قيام حلف سيئ يضم القوى المضادة للثورة وإن لم يعلن بشكل رسمي حتى الآن .

هذا الحلف يضم بقايا النظام السابق وعلى رأسهم المخلوع صالح والعائلة وجناح الصقور في المؤتمر كطرف أول كما يضم الحوثيين كطرف ثاني والحراك المسلح المتبني لفكرة الانفصال كطرف ثالث .

الحلف الذي يتوقع إعلانه رسمياً خلال أيام القادمة تحت مسمىً بالتأكيد سيحمل البشرى في ظاهره ويخفى في باطنه العذاب .

أما طرفه الأول وهم النظام السابق , ورأس حربته بالتأكيد سيكون المخلوع صالح وعائلته باعتباره المتضرر الأول من قيام الثورة التي وئدت وللأبد فكرة إقامة مملكته التي خطط لها ولو لم يعلن ذلك .

كما أن الثورة التي أطاحت به أفقدته النفوذ والسيطرة التي تمتع بها طوال ثلاثة وثلاثين عاما ولم يستوعب حالياً أنه بات خارج اللعبة حتى وأن حرص على التواجد إعلامياً .

كما سيشمل ثلة الفاقدين للمصالح المهولة التي انتهت بسقوط حكم العائلة وشلة المتمصلحين الحاليين الذي لا زالت بقايا النظام تغذيهم بفتات الفتات.

وضمن هذا الطرف تربض القاعدة التي تقدم نفسها كجماعة جهادية غير راضية بالواقع وتنقم على الكل لكنها بالتأكيد صنيعة للنظام السابق يحركها كما يريد وهذه تثبته كثير من الوقائع والأدلة .

وطرفه الثاني هم الحوثيون كجماعة عقائدية وكأحزاب سياسية يهدفون ككل إلى استغلال الأوضاع القائمة والتأسيس لدولتهم التي يحلمون بها .

الدولة التي يسعون لها أو المملكة - وسموها ما شئتم - ستعيد مشروع دوله الإمامة ولكن بنسختها المتطورة التي ستتجاوز الفكر الزيدي وستميل إلى المذهب الشيعي الإثنا عشري .

الحوثيون هم من أهم الأطراف المستفيدة من استمرار التأزم في البلد والذي سيتيح لهم التوسع والانتشار وشراء الولاءات والتبشير بمذهبهم .

وطرف الحلف الأخير هو جناح الحراك المنادي بالانفصال والعودة إلى ما قبل 22 مايو وما يسمونه تهرباً ( فك الارتباط )

هذا الطرف من مصلحته إن تستمر البلد في حالة احتقان يستطيع من خلال ذلك اقناع أبناء الجنوب بفشل مشروع الوحدة بحسب تعبيره .

الوقوف في وجه الثورة ووضع العراقيل أمام الانتقال السلمي للسلطة والتأسيس للدولة المدنية هو هدف جميع الأطراف.

أغلب الأحداث التي تعيشها البلد وتحديدا من بعد توقيع المبادرة الخليجية تصب في مصلحة أطراف هذا الحلف.

حركة الاغتيالات – التفجيرات الانتحارية – أنصار الشريعة – التمرد على قرارات هادي – إعاقة هيكلة الجيش والأمن – الاعتداء على السفارة الأمريكية – إقامة حكم مذهبي في صعدة .... الخ

سيسعى الحلف إلى الظهور تحت كيان سياسي اعتقد ان التحضير له يجري الآن وتدلل على ذلك تسريبات بين وقت وأخر عن لقاءات تتم بين الأطراف سواءً في البلد أو خارجه .

المهمة الحالية للأطراف هي إفشال الحوار الوطني الذي سيشكل حال نجاحه مخرج ملزم لكل القوى وسيغلق الباب أمام أصحاب المشروعات الصغيرة التي سيتجاوزها مشروع بناء الدولة اليمنية الحديثة .

أملي ان يتجاوز جميع الأطراف هذه العقلية ويسير الجميع إلى دولة مدنية توفر التعايش للجميع يتساوى فيه الكل أمام سيادة القانون .

أملي ذلك ......دمتم سالمين