صواريخ تضرب تل أبيب في مدارس الحوثيين.. التعليم يتحول إلى أداة لترسيخ الولاء بالقوة الأمم المتحدة تتحدث عن توقف وصول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة فيتو روسي صادم في الأمم المتحدة يشعل غضب الغرب الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين المحكمة الجزائية في عدن تصدر حكمها النهائي في المتهمين بتفجارات القائد جواس شهادات مروعة لمعتقلين أفرجت عنهم المليشيات أخيراً وزارة الرياضة التابعة للحوثيين تهدد الأندية.. واتهامات بالتنسيق لتجميد الكرة اليمنية أحمد عايض: ناطقا رسميا باسم مؤتمر مأرب الجامع
حياة يملؤها الإهمال وضنك العيش في الوطن وقسوة الفقر جعلت اليمنيين أمواج بشرية وطيور مهاجرة تسافر وترحل لما وراء البحار والمحيطات لتعلق قلوبها بأحلام ومغامرات لعلهم يجدوا في غربتهم ما يعوضهم عن حياتهم البائسة التي أصبحت شبيه بجدران خشبية قد ملئتها مسامير الفقر والعوز والبؤس ... فربما يجدوا في غربتهم ما يجملوا به مستقبلهم الذي لم يستطيعوا أن يجدوا له اثر واضح في وطنهم اليمن .
لكن يظل الهم والإهمال وتحمل الأهوال والخوف هاجسا يلحق ويتتبع غالبية أبناء اليمن حتى وان كانوا خارج اليمن ... فما إن تنطلق عجلة الزمن نحو بدء رحلة الغربة والإغتراب إلا ويرافقها إحساس كبير بأن الله سيعوضهم عن سنين الحرمان والضياع في وطن مليء بالخير لكننا أهملناه ولم نحافظ عليه .
يبدوا لي ان اليمنيين من أسوء الناس حظاً في العالم فما أصعب ان نحلم ثم نصبح تائهين وسط حلم لم يكتمل ومعاناة لا تحتمل وهذا ما حدث للأخ مصطفى العماري حصل على فيزة عمل للعمل في الشقيقة السعودية في العام 2000م مثله مثل عشرات الآلاف من اليمنيين لكن أتت الأقدار بعكس ما توقعه مصطفى ووقع في قضية قتل وهو يدافع عن شرفه وشرف اليمن كلها .
حادث قدره الله فلا رد لقضائه لكن ما يحزن القلب ويملئه الأسى هو الإهمال الرسمي المسخ من قبل حكومتنا وقيادتها السياسية لأبنائها ومواطنيها ... الجميع يضجر ويقدح في التصرف الغير الإنساني والإهمال التي تمارسه الدولة اليمنية ممثلة بوزارة الخارجية وسفاراتها في دول الخارج فلم نعد نرى لمعنى الوطن او الوطنية تجاه سفارتنا سوى اسم اليمن والجمهورية اليمنية وشعار الجمهورية الموجود في سفر جوازنا فقط .
أنا لا أبالغ فمن شاهد تصرفات سفاراتنا في الخارج وهي قد أصبحت تقوم بدور جباية للضرائب من مواطنيها دون ان تقوم بأي دور الراعية لأبنائها خارج الوطن .
لا نريد مالاً ولا مكافئه أو خلافه من الأمور التي قد تدخل في قضايا الاهتمام الخمس نجوم مثلما يحظى بها البعض الذي لهم دولة تذود عنهم وتحفظ حقوقهم من الآخرين .
ما يتعطش له أبناء اليمنيين المغتربين في الخارج هو ان يكون لهم دولة يفتخروا بها و تهتم لقضاياهم وأمورهم وان تكون حصناً لهم من غدر ومكر الأخرين وكم هي كثيرة تلك القضايا التي حصلت ومازالت تحصل لهم من الحوادث والمأسي الانسانية التي اصابت اليمنيين في الخارج في ظل صمت مطبق لا نجد له تفسير سوى اننا كيمنيين ليس لنا نظام ولا دولة تحمينا لا في الداخل ولا في الخارج .
لو نظرنا لكثير من بلدان العالم الاخرى وهي تقيم الدنيا وتقعدها لأي حادث يقع لأحد من مواطنيها وتسخر جميع إمكانيتها المالية والقانونية والدبلوماسية لرفع الأمر لمستويات عليا لتحفظ حقوق مواطنيها في الخارج ... دول عادية وليست عظمى مثل اندونيسيا و الهند والفلبين وغيرهم الكثيرين . ولا ادري ما الفرق بينهم وبيننا ؟
لذا دائما نرى الفرحة العارمة والعامرة لأبناء اليمن المغتربين وهم يحصلون على جنسيات بلد الاغتراب ويشعرون بأمل جديد و أن لون الحياة قد تغير عندهم و تفتحت في وجوههم كثير من الآمال وأغلقت كثير من ملفات الألم والكربة وقيود الأغلال وهذا هو حال الواقع والحقيقة فهي من تتحدث عن واقعنا كيمنيين .
ولما لا فقد تحولت الغربة لليمنيين من تحسين المستوى الاقتصادي الى هجرة لنسيان هموم ماضي مليء بصفحات الفقر والحاجة و الجفاء والنكران والتجاهل والإهمال الإنساني لمعنى الآدمية وهذه هي احد منجزات قياداتنا السياسية في اليمن . فهنيئا لليمنيين الثواب والأجر على الحزن و مأساة العصر و أزمة الزمن لأهل اليمن .
لقد ذكرت قصة بطل اليمن مصطفى العماري كمثال بسيط يذكرنا ويوضح كيفية إهمال الحكومة التي لم تقوم بالحد الأدنى من واجبها ورعايتها لقضية هي في حكم الواجب على الأقل لتخفيف أهات واختصار الفترة الزمنية لتلك القصة والتي قاربت الـ13 عاما. فلا اعتقد ان الإشراف الحكومي على تنظيم جمع قيمة الدية وتبني القضية بشكل رسمي معيبا في حقها بل هو واجب واقل من الواجب التي كان يستدعي ان تقوم بها حكومة دولتنا الفاضلة.
فأين هم والى متى سيظلون يسيرون في هذا النهج المخزي ام نحن نستحق هذا كيمنيين فكم هي الحالات التي لا يمكن إحصائها لما يواجهه المغتربين خارج الوطن .
أخيرا ... كل معانات الغربة وما يتخللها من أحداث لليمنيين يأتي نتيجة طبيعية لامتداد الوضع السياسي القائم داخل اليمن فلا يمكن بأي حال من الأحوال ان نلوم دول الاغتراب على ما تقوم به وهي تعرف مسبقا من هي حكومتنا وما هو ديدنها وما هو حجم مسئوليتها تجاه أبناءها.
فحال اليمنيين في الخارج يعكس واقع اليمنيين داخل وطنهم لذا فليصمت أصحاب المنظمات الحقوقية ويكفوا عن نعيقهم الذي غالبا ما يؤتي ثمارا فاسدة ونتائج سلبية وغالبا تكون تصريحاتهم مجرد استهلاك إعلامي لا اثر له .
حتى ما صدر مؤخرا عن تشكيل ما يسمى بالمجلس الأعلى للمغتربين لن يكون سوى هيئة لا قيمة لها إذا لم يكن هناك تصحيح لوضع اليمن الداخلي واستمرار الدفع بنهج ثورة التغيير على الأرض اليمنية لأنها هي كفيلة بتصحيح بؤر ودوافع الغربة من خلال مؤسسات دستورية تقوم بواجبها الوطني .
فوجود دولة يمنية قوية تحمل مؤسسات وطنية هو كفيل أن يحصل اليمنيين على احترام الآخرين في الخارج ويكون مجرد التفكير بانتقاص اليمنيين صعبا لأنه سيواجه بإجراءات من قبل المؤسسات الوطنية في الوطن الأم دون الحاجة لإنشاء هيئات جديدة للمغتربين او إعادة تعيينات صورية الهزلية لمسئوليها.
ويظــل الســـؤال العالق في الأذهان إلى متى سيستمر الإنسان اليمني فـــي ظـــل عنـــاء العــذاب من جحيم الإغتـراب ؟ فمتى يتم التحرر مــن عبوديـة الحاجـــة والفقـر والغربة !!!!!
واختم بإهداء خاص لمصطفى العماري من الشاعر (مختار صالح جميل) :
اكتب قصيـدة كم فيها من الأخبار *** أخبار شبــل اليمن في العـــز والإجلال
لمصطفى العز نجل السادة الأخيـــار*** عكسـت نظـرة تضــم العـز والآمال
لشعب له نخوة فاقت كل الأقطـار *** هـذه مواقـــف سجلهـا رجـــال أبطال
وانت بطل مثل نخبه من الأحـرار*** لأجل الكرامة تحدى السجن والأغلال