|
لا أدري من أين أبدأ لألم يعتصرني جراء ما يحصل لشعبنا في عدن ولحج والضالع وتعز ومأرب وغيرها من المحافظات ، وما يعانيه رجال المقاومة الأفذاذ من خذلان سياسي وعسكري من قيادة دولتنا المترفين في قصور الرياض ، والعجيب أنك تجدهم فرحين لأي انشقاقات عن علي عفاش ، وكأن بأيدي هؤلاء المنشقين تحرير البلاد ، وهم والله سببًا رئيسًا فيما نعانيه من مآسي ، لأنهم كانوا يشجعون عفاش على الخراب.
قَدِمَ الرئيس إلى عدن ، جاءه المطبلون والمرتزقة وبعض المحترمين ليعلنوا الطاعة من ثم استلام ما تيسَّر من المال نظير تأييدهم ، من ثم تحقيق موقف سياسي أبيض ينفع فى اليوم الأسود ، وتزاحمت القيادات العسكرية والسياسية ، وكَثر التفاخر بلجان الشاصات الشعبية الإستعراضية ، ولم تتحرك قيادة دولتنا وحكومتنا حينها بتجهيز الحمايات الكافية لحماية عدن ، وتجهيز الجيش المدافع عنها ، وقام حينها رأسا الأفعى ( عفاش + الحوثي ) بالتحرّك والتجهيز للإطاحة بهادي لتحقيق نصرًا عسكريًا مؤزرًا ، فكان ما كان.
غادر هادي البلاد ، وغادر معه المحافظ وقائد المنطقة والقيادات الأمنية والعسكرية ، وفرَّت الشاصات بلجانها إلى أبين وكأنّ أمر عدن لا يعنيهم ، فتركوها لوحدها تواجه الصلف العفاشي الحوثي ، يتيمة يحميها أولادها الطيبون الأبطال ..
المقاومة الشعبية ثابتة كالجبال ، تقاوم لأجل العرض والأرض والدين من بطش المعتدين ، ولم يكن في خلدها يوم أن خرجت أنها تنتصر لدولة أو حكومة أو رئيس لأنهم مجتمعين لا يستحقون التضحيات ، لكن كان من الواجب على تلكم القيادات المترفة في قصور الرياض وقد ولّاها الله أمرنا أن تعلم أن الناس تحترق وتشرَّد وتدمَّر بيوتها ويقتل أبناؤها وأطفالها ونساؤها ، فكثر الأيتام والأرامل ، وبالمقابل تلك القيادات لم يقدموا موقفًا عسكريًا حقيقيًا داعمًا لشباب المقاومة يحقّق شيئًا سوى قائد منطقة ( طيب ) سبعيني العمر ارتضاه هادي لأنه من أبناء منطقته ، وكأنَّ عدن عقمت أن تجد قائدًا عسكريًا يقود مسيرة الكفاح المسلح لشباب أبطال نذروا أنفسهم لتحرير الوطن من البغاه المعتدين .
أيها القيادات لا يكذبون عليكم من يبلغوكم أن الوضع العسكري على ما يرام وبصورة جيدة ، استقرار الوضع العسكري في عدن وبعض المحافظات يعود لأمرين إثنين هو بسالة رجال المقاومة الفدائيين وقوة الضربات الجوية التي أحبطت كثيرًا من الإختراقات الحوثية العفاشية ، ولذلك فغياب التكتيكات العسكرية لمواجهة الصلف الحوثي العفاشي المدرّبين يجعل من المقاومة تتكبّد الكثير من العتاد والأنفس وتأخر النصر العسكري ، ولذلك فنحن بحاجة الآن إلى قيادات عسكرية تدير المعركة بكفاءة وحنكة وتقود المقاومة إلى التحرير .
ثم لنسأل قيادتنا هل ننتظر أن يقوم الجيوش الخارجية بتحرير بلادنا من الطغاة المتجبرين ، وألوية الجيش اكتفت بإعلان ولاءها للدولة ، وهي ماكثة لم تقدم شيئًا يذكر على الأرض ، فهل ستتحرك قيادات الدولة بإعطاء الأولوية فى التغيير للجانب العسكري لأنه هو الأولى في وقت الحرب ، وإعادة تشكيل القيادات العسكرية والأمنية بعيدًا عن المناطقية والمحاباة السياسية ويكون اختيارها بناء على المعايير الوطنية والكفاءة العسكرية ، ولذلك نقول لها رفقًا بالمقاومة وشعبنا المنكوب ، إن كنتم فعلاً قياداته ..
في السبت 02 مايو 2015 04:37:04 م