فايننشال تايمز تكشف عن الطريقة التي ستتعامل بها إدارة ترامب مع ايران ومليشيا الحوثي وبقية المليشيات الشيعية في المنطقة عيدروس الزبيدي يلتقي مسؤولاً روسياً ويتحدث حول فتح سفارة موسكو في العاصمة عدن وزارة الدفاع الروسية تعلن عن انتصارات عسكرية شرق أوكرانيا العملات المشفرة تكسر حاجز 3 تريليونات دولار بيان شديد اللهجة لنقابة الصحفيين رداً على إيقاف أنشطتها بالعاصمة عدن محتجز تعسفيا منذ سنه..بأوامر مباشرة من محافظ صنعاء المعين من الحوثيين.. نقل رجل الأعمال الجبر لاصلاحية ومنع الزيارات عنه 3 حلول لحماية صحتك النفسية من الأثار التي تتركها الأخبار السيئة المتدفقة من وسائل الإعلام والسويشل ميديا إحداها لترميم قلعة القاهرة.. سفارة أميركا تعلن دعم مبادرتين في اليمن لحماية التراث الثقافي الكشف عن بنود مسودة اتفاق بين اسرائيل وحزب الله بمقصية رائعة.. رونالدو يقود البرتغال الى ربع نهائي الأمم الأوروبية
المُفصّع مصطلح يُطلقه أبناء مدينة تعز على كل من يحتكم الى القوة، و غالباً إلى السلاح، و يمارسها في غير محلها و ذلك من إجل إهانة الضعفاء و عديمي الحيله وترويعهم و إبتزازهم، و ليس في ميدان الشرف و البطولة و منازلة الأعداء، و كثيراً ما تُعزى مظاهر الإختلالات الأمنية في تعز إليهم بشكلٍ أو بآخر. و انا لست هنا في مَعرضِ تبرئة ساحتهم تماماً وإخلاء مسؤليتهم عن أي جرمٍ إرتكبوه، لكن و من مبادئ الإنصاف ان لا تُرمي التهم جزافاً دون تمحيصٍ و تدقيقٍ و دراسة كافية لكُل ابعادها و تفاصيلها لكي ينال كل إطرافها العقاب اللازم. فإن ثَبُتَ بأنهم اجرموا فعلاً فيجب إنزال العقاب القانوني الرادع و الحازم دون إبطاء في حقهم بإعتبارهم ارتكبوا ما ارتكبوه من افعال ٍ جُرمية في وقتٍ توفرت لهم الإرادة والحرية والاختيار. لكن مهما كانت حرية الإنسان وقدرته العقلية فإنه لا يمكن إهمال الظروف التي أحاطت به حين ارتكب جريمته، فالإنسان خاضع لحتميات مؤثرة تجعل اختياره محدودا. وعلى هذا الأساس، و من ناحية قانونية، فالمجرم لا يعتبر وحده المسؤول عن جريمته، والدراسات الحديثة في مجال علم النفس والاجتماع غيرت نظرة المُشّرعين إلى العقوبة والغاية منها وإلى المجرم وأساليب التعامل معه ما أدى بالمجتمع إلى الانتقال من التفكير في عقاب المجرم إلى التفكير في علاجه وإعادة اندماجه وتكييفه مع الجماعة. والإسلام لا يُشدد فى العقوبة إلا بعد تحقيق الضمانات الوقائية المانعة من وقوع الفعل. فالمفُصّعين لم يُولدوا كذلك، بل إن هناك ظروف إجتماعية موضوعية و بيئة ملائمة أدت بهم الى ما هم عليه. و مع كل هذا، انا مع الإسراع بتطبيق القانون بكل صرامة عليهم، و لكن لا يجب بأي حالٍ من الأحوال إغفال الظروف التي أدت لهذه للظاهرة و تجاهلها، و التهوين منها، وعدم الإسراع في معالجتها. لانها اذا بقيت الظروف على ما هي عليه ستنتج مفُصّعين ومنحرفين آخرين و ستفقد العقوبة هدفها الرادع الذي لا يتمثل بالعقاب فحسب بل يتجاوز ذلك الى كف الجريمة والقضاء عليها وعدم تكرارها. ...! و بقراءة سريعة لفئة (المفُصّعين) نجد أنها غالباً فئةً شابه لم تحظ بنصيب كافٍ من التعليم ورصيدها القيمي ضئيل للغاية و لا تمتلك اية حصانة فكرية أو وازع ديني او اخلاقي كافٍ لردعها او تحصينها من اي اختراق. لكن جوهرها طيب و معدنها ثمين و بالإمكان إصلاحها و إلاستفادة منها بجهدٍ و وقت قليل، اذا ما توفرت الإرادة و الرؤية لذلك. فجميعنا يدُركُ كيف أبلت هذه الفئة البلاء الحسن في ثورة 11 فبرير، يوم ان توافرت الظروف المناسبة لإحتوائها و الاستفادة منها. فدورها كان بطولياً و ملحمياً بإمتياز. فالكثير منهم إستبسل و تقدم الصفوف (في المسيرات و في المواجهات) و سقط منهم الكثيرون و نالوا شرف إشعال و الحفاظ على جذوة الثورة. ومثلوا بالفعل كابوساً قض مضجع صالح في السلم و في الحرب. كما أنهم كانوا في اوائل من إمتشق السلاح ونزل الساح فداءاً الوطن وذوداً عن الأرض و العرض في بداية الحرب الجارية. و لكن يوم ان بدأت الحرب تتكشف عن إختراقات في صف الشرعية و التحالف وتبين، بما لا يدع مجالاً للشك، ان هناك من لا يسعى لتحرير الوطن ككل و تعز بشكل خاص، و يسعى لإبقاء الأوضاع متفلتهً و ضبابيةً على النحو الذي هي عليها الأن لأغراض لا وطنية، بدأ حماس الكثيرين من الشباب يخفُت و إيمانهم يتضعضع و نجحت بعض الجهات في اختراقهم الى حدٍ ما و تجييرهم لخدمة اجنداتها بعلمهم او من حيث لا يعلمون. كما إن ظاهرة (المفُصّعين) ليست ماركة تعزية، كما يحاول البعض تصوير ذلك فيظلم تعز مرتين مرةً بخُذلانها و اخرى بإتهامها ظُلماً بما ليس فيها. كما أن هذه الظاهرة ليست حصراً على مدينة تعز لوحدها، بل إن الحقيقة العلمية الثابتة أنه و في حال توفرت الظروف المناسبة و البيئة الملائمة لها ظهرت، بغض النظرعن الجغرافيا. فكما أن الجيفة جالبة للذباب والجراثيم و القوارض، فإن الفوضى و غياب الرؤية و المرجعية الموحدة الناظمة للعمل جالبة للمفُصّعين..! و واقع الحال، مع الأسف الشديد، يشير الى أن تعز اضحت بيئة مثالية للتفصيع بفعل فاعل و مع سبق الأصرار و الترصد. تعز، المدينة التي شكلت و لازالت عمود المشروع الوطني الجامع لليمن الكبير و التي تصطدم بالضرورة مع المشاريع المذهبية و المناطقية و الشخصية الضيقة أضحت هدفاً لقوى الشر التي تكالبت عليها من كل صوب و دفعت ثمناً باهضاً لتمسكها بالمشروع الوطني. كان هذا قدرها وكانت هي أهلاً له. فالفوضى و ظاهرة التفصيع التي تشهدها المدينة ليست إلاّ احدى مظاهر الخطط الدنيئة التي وضعتها أيادٍ خفية وتحركها و تديرها و ترعاها، لأنها ترى في تعز الصخرة التي قد تعيق نجاج مشاريعها و ترى في تحييدها و إزاحتها و تفتيتها هدفاً استراتيحاً لا مناص منه فلا تألوا جهداً او تعُدم حيلةً من اجل تحقيقة. و في ذات السياق يأتي إلقاء اللوم على تعز في فساد المقاومة و غياب وحدة الصف و القرار و عبث المفُصّعين فيها ومن ثًمَ الإحجام عن مساعدتها و خذلانها. و في ذلك خُبث و لؤم كبيرين.. فو الله ما غابت وحدة القرار و عمت الفوضى و استأسد المُفصّعين الا في غيابكم انتم (كشرعية و تحالف ) و تخاذل البعض و تأمر البعض الأخر ومساهمتكم مجتمعين في توفير البيئة لذلك. و لمن قد تنطلي عليه هذه الإدعاءات السمجة و قد يتبنى هذا الطرح، بحسنِ نية، نقول انه الامر اشبه بمن يضع العربة امام الحصان ، ثم ينتظر ان يدفعها للأمام..! اليس الأولى بالشرعية و التحالف العربي ان يضعا خططاً للتحرير تشمل كافة المستويات العسكرية الميدانية الى المدنية و الخدمية لسد الفراغ الحاصل في المدينة و تحريرها و تطهيرها من كل تبعات الحرب و الحصار الجائر، مهما كانت الظروف و مهما استلزم ذلك من الوقت و الجهد، بإعتبار ذلك مسؤليتهم في المقام الأول، ام ينتظرون ان تتحرر تعز و تتطهر ذاتياً و تنجز كل شيء بنفسها ودون مساعدة ، لتتكرم عليها الشرعية و التحالف آنئذٍ بإرسال مندوب لها ليحكمها..! على كل حال، تعز ستتحرر بـ او بدون مساعدة، فكل شواهد التاريخ و الجغرافيا و المنطق تذهب في هذا الإتجاه. ما سيفرق هو الثمن اللازم لذلك. و ظاهرة المُفصّعين الى زوال حتماً. ستزول بتنفيذ خططٍ عاجلة و قصيرة المدى عن طريق تعزيز سلطة القانون و تطبيقة بكل حزم و صرامة وسرعة، و اخرى متوسطة المدى من خلال تحصين الشباب دينيا و وطنياً و فكرياً و إلتفاف كافة قوى المقاومة حول مشروع وطني واحد جامع، مع احتفاظ كل فصيلٍ او تيار بخصوصيتة، و ثالثة بعيدة المدى عن طريق توفير بيئة صالحة للعيش تمنح الشاب الحُلم و تتيح له فرصة لتحقيقة.. و إذا ما طبقت الخطط العاجلة وقصيرة المدى حالياً فبالتأكيد سننجح في انتشال (المفُصّعين) من هذا المستنقع و إستثمارهم في خدمة الأهداف العليا للوطن... و صدقوني لولا المنُبطحون ما ظهر المفُصّعون..!