تحت ضربات الكاتيوشا والهاون أكتب ، ولا أدري هل أستطيع إكمال مقالي هذا أم لا ؟ وحالي هذا هو حال الكثير من أبناء وطني المكلوم التعيس ، الذي عَجَنَ تعاسته وخَبَزَها قياداتنا السياسية المترفة في قصور الرياض ، ولا نود أن نسمع يومًا ما قولهم " أننا نتوجع لما يحصل لشعبنا من القتل والتدمير ، ونحن نرى ابتساماتهم تملأ شاشات التلفاز " .
عفاش عدو الشعب وصانع آلامه وأحزانه نعلم ذلك يقينًا ، وأن عبد إيران الحوثي دجّال اليمن وأحمقها المطاع ندركه تمامًا من خلال تدميره الشامل لليمن ، لكن ما لا نستوعبه بعد هو ماذا يفعل ساستنا النيام فى الرياض منذ ثلاثة أشهر ونيف ، ولم يطرأ على المشهد السياسي والعسكري أي تغيير سوى استمرار الدمار والخراب والقتل الممنهج من قبل عصابات الحوافيش دون إيجاد أي حل ..
النصر يمكن له أن يتحقق على الأرض ، لكن لماذا يتم تأخيره ؟! والشعب يقصف من قبل العصابات ، وساسته لما بزالوا يقدمون حلولاً لإخراج المليشيات من مأزقهم العسكري والسياسي ، منها مقترحات بتطبيق قرارات مجلس الأمن وكأن الحوافيش يعجزون عن فهم نصوصها ، ومقترحات لتطبيق الهدنة وهي تعني لنا كشعب قتلنا تدريجيًا على مراحل ، أليس ذلك قمة فى الوضاعة والسفه ، وجريمة تضم إلى جرائم الحوافيش ..
نقول : أن ما يؤخر النصر من وجهة نظري ونظر كثير من الناس أنه يخضع لحسابات خبيئة دنيئة تعجن في أذهان ساستنا ، ثم هي حسابات أخرى خارجية لعينة مرتبطة بحسابات داخلية منها القضاء على القوى المؤثرة فى اليمن وإضعافها وتحييدها ، ومنها حسابات لضمان المستقبل السياسي بعد النصر ، ومدى قبول الكل بذلك ، والـتأكيد من الآن على الإلتزام بها ، ومنها أن النصر العسكري على الحوافيش لن يسمح لها مستقبلاً في أن يكونوا ندًا قويًا فى المشهد السياسي للأطراف الإسلامية بمختلف مسمياتها الإصلاحية والسلفية ، ومنها الرغبة الأكيدة لئلا يكون الخروج من المأزق اليمني بالحسم العسكري بل بالتوافق السياسي ولا بواكي لشهدائنا الأبطال في جبهات القتال ، لأن الخروج بالنصر العسكري يعني من وجهة نظر ساستنا بروز قوى النضال فى الميدان على حساب نضال العبث السياسي فى الرياض .
هم قدرنا الجاثم على صدورنا ، بل ويتلذذون بالجلوس عليها ، وسيظلون يكثرون الحسابات الخبيئة الدنيئة طمعًا في صبرنا الذي لا مفر منه ، لكن نقولها يقينًا أن هناك حسابات إلهية حتمية تنتصر للمظلوم وتأخذ حقها من الظالم ، ولنا عبرة فيما حصل لعفاش أنه أضاع كل شيء يوم أن أكثر الحسابات الدنيئة على حساب شعبة المظلوم ، ولذلك نقول لهم : " لا تكثروا الحسابات وأحسنوا إلى من توليتم أمرهم " فالعاقبة الحسنة للمحسنين فقط ..