مؤتمر الرياض أما بعد
بقلم/ علي بن ياسين البيضاني
نشر منذ: 9 سنوات و 5 أشهر و 29 يوماً
الأربعاء 20 مايو 2015 03:38 م
مشكلة قياداتنا السياسية أنها مغرمة بالمؤتمرات وقراراتها ، والإحتفاء بها بصورة مقزّزة ، تغنَّت كثيرًا بالمبادرة الخليجية والخروج الآمن ، ثم بالآلية التنفيذية وتطبيقها ، ثم بمؤتمر الحوار ومخرجاته ، ثم باتفاق السلم والشراكة ، ثم نراها الآن تحتفي بمؤتمر الرياض وما جاء به من قرارات ، وكلها مجتمعة رغم ما فيها من خير لليمن واليمنيين إلا أنها تظل كلمات جميلة منمقة في أوراق لا تساوي في حقيقة الأمر قيمة مدادها .. ثم نراها تلمِّح الآن لإمكانية اللقاء مع المجرمين في مؤتمر جنيف بشروط ، وكأن الذي حصل للشعب فلم من أفلام الهوليود ..
لا أدري هل قيادتنا السياسية تعي ما يحصل في الأرض من دمار وخراب وقتل وتشريد ، طال كثير من المحافظات ، أم أن ذلك الأمر لايعنيها البتة ؟! وهل تعي أن نصف مناطق عدن تقريبًا بأيدي الحوافيش المجرمين ، وأن النصف الآخر غير المحتل استوعب كل أسر عدن النازحة من المناطق المحتلة أم لا ؟! وهل تعي أن هؤلاء الناس فى المناطق غير المحتلة بين فكي كماشة ، وفي أي لحظة سيكونون تحت ضربات مدافعهم ودباباتهم ؟! فأين يهربون وخلفهم مناطق محتلة يسيطر عليها الغزاة ، وأمامهم قوات وعتاد يستميتون باستكمال السيطرة على عدن ؟! وهل تعي قيادتنا السياسية أن رجال المقاومة الأبطال أسماؤهم مرصودة ، وهم تحت طائلة عقابهم ، وبيوتهم تقتحم وتخرّب وتُنهب ؟! وهل يعي قيادتنا أن تعز تدمَّر وتحرق ويشرد أهلها ، وكذلك الضالع تباد بكل أسلحة الدمار ، ولحج الخضراء صارت اليوم حمراء من لهيب نيران الغزاة ؟! .
نقول لقيادتنا السياسية : إن كنتم لا تعلمون فتلك مصيبة ، وإن كنتم تعلمون وأنتم تفرحون بقرارات مؤتمر الرياض فالمصيبة أعظم ، وأعظم منها أنكم تعيشون الأمن والأمان ، وأبناء اليمن يكتوون بنيران صراعاتكم ، وحمق سياستكم التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه الآن ، فلا عذر لكم عند الله قبل الناس ، أنكم تساهلتم مع من أوصل البلاد إلى الخراب ، وسمحتم لهم بالإنتشار في أرجائها دون أن تقوموا بمنعهم ، وقد ولّاكم الله أمر هذا الشعب المسكين .
وفى الأخير فالشعب المطحون والمكلوم بمآسيه ، لا ينتظر قرارات فهي لا تعنيه جملة وتفصيلاً ، وكل ما يعنيه أنهم منتظرون أن يشعروا بالأمن والإستقرار فقط ، أما ضنك العيش واضطرابه فلم يعد يهمهم ذلك ، وقد سُلِبَتْ كرامتهم بالتشرد من بيوتهم وامتهانها ، فهل أنتم فاعلون ؟ أم أن الأمر بعد ذلك لا يعنيكم ؟!.