|
بسبب الأزمات والصدمات التي تعرّض لها اليمن بفضل النظام البائد وصل به الحال إلى موت سريري ، جعل منه طريح الفراش ، فاقد للوعي ، وأصبحت الحكومة الحالية أمام مسئولية عظيمة ومهمة كبيرة تكمن في انتشال الجسد اليمني من فراش المرض إلى ميدان العمل والحياة ، من خلال القضاء على الفساد وبقايا الفساد في الدوائر الحكومية والمؤسسات الأمنية ، واستعادة ثروات البلد المنهوبة وتسخير المال العام في مصلحة الشعب العامة ، والقضاء على أجهزة التخريب وعناصره المعيقين للبناء والتنمية .
فكان اليمن في هذه المرحلة التي يعيشها في العناية المركزة أكثر حاجة إلى إجراء عمليات جراحية صغرى وكبرى لتخلصه من بقايا الأورام الخبيثة العالقة بجسده ، بعيداً عن كثرة تعاطي المضادات والعقاقير الطبية التي لم تجدي نفعاً ، بل وتهدد جهاز المناعة لديه.
كم نعاني كثيراً من سوء تعامل المستشفيات اليمنية مع الحالات المرضية ، حيث تقوم بمكافحة آثار المرض الظاهرة دون إجراء فحوصات لمعرفة الأسباب التي تقف ورائه لاستئصالها .
بشكل سريع أتطرق أهم الفحوصات والعمليات الجراحية التي اليمن بأمس الحاجة إليها لإنقاذ حياته من الأورام الخبيثة ، ومن أهمها ما يلي :
- داء التدهور الاقتصادي والعجز المالي ، والذي يرى وزير المالية بأن رفع الدعم عن المشتقات النفطية \\\" دواء مُر \\\" في إشارة منه إلى أنه العلاج الوحيد لداء العجز المالي في الميزانية ، بغض النظر عن تأثيراته الجانبية من اضطرابات شعبية ومظاهرات قد تؤدي بحياة البلد ، وكان الأولى بالحكومة أن تستأصل الداء بالقضاء على من يستهدفون المصالح العامة الموارد النفطية التي تصب في خزينة الدولة ، واستعادة أموال الشعب المنهوبة من خلال تجميد أرصدة ناهبي الثروة من أزلام النظام البائد .
- داء التخريب الذي يستهدف أنابيب النفط وأبراج الكهرباء ، والذي تفضل الجهات المختصة التعامل معه بمعالجة الجراح الناتجة عنه وتضميدها ، دون استئصال الأسباب المنتجة له ، مما يجعله يتكرر مئات المرات خلال أشهر ، وهذا ما ينهك اقتصاد البلد ويدمره ، فكل عملية إصلاح لأنابيب النفط وأبراج الكهرباء المستهدفة تحتاج إلى ميزانية خاصة من المال العام دون مراقبة أو محاسبة ، ودون الكشف عن أسباب التخريب وعناصره للحد من تكرار حدوثه للحفاظ على المال العام ، وقد يكون من الممكن أن تقضي الحكومة على المخربين بتسخير ميزانية واحدة فقط من تلك الميزانيات المخصصة لإصلاح التخريب في ملاحقة المخربين والقضاء عليهم للحفاظ على صحة وسلامة اليمن .
وفي أمراض أخرى مماثلة كسقوط الطيران الحربي يرى الرئيس هادي أن من ضمن العلاج المناسب عدم تحليق الطيران الحربي بسماء المدن كعلاج مناسب للحد من عدد الوفيات ، كما اكتشف مؤخراً علاج جديد للحد من سقوط طائرات سخواي ، يكمن في منع تحليق ذلك النوع من الطيران الحربي من بعد العاشرة صباحاً وحتى الرابعة مساءً ، وذلك بسبب الضغط الجوي معتمداً في ذلك على نظرية روسية استفاد منها أثناء عمله بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية آنذاك .
وأيضاً من ضمن تلك الأمراض والعلل المزمنة التي يعاني منها اليمن داء الاغتيالات والذي عاد بكثرة في هذه المرحلة وينتج كثيراً بواسطة الدراجات النارية ، وبشأن مكافحته يرى وزير الداخلية بأن أفضل علاج للحد منه هو ترقيم وجمركة الدراجات النارية حتى تتم ملاحقة منفذ الاغتيال ، أما الاغتيال فهو حاصل لا محالة ، هذا إذا كانت عملية الاغتيال بواسطة أعيرة نارية ، أما إذا كانت العملية بواسطة تفخيخ الدراجة النارية فربما هذا الدواء لا يجدي نفعاً .
وأخيراً كل الأدوية المستخدمة في معالجة الوضع الراهن لليمن قد يكون استخدامها المفرط السبب الرئيسي في تدهور صحة الوضع في اليمن ، مع وجود الأورام الخبيثة العالقة بجسده النحيل ، من بقايا للورم الخبيث الأكبر صالح وفلول نظامه البائد ، ومن حوثي ومرتزقة من أبناء الشعب مشائخ وأفراد .
في الجمعة 28 يونيو-حزيران 2013 03:03:53 م