الرئيس هادي هامة بحجم الوطن شهادة وإنصاف
بقلم/ د. عبده سعيد مغلس
نشر منذ: 9 سنوات و 5 أشهر و 25 يوماً
الأحد 24 مايو 2015 04:49 ص
الرئيس عبدربه منصور هادي زعيم وطني أحب وطنه وشعبه ورفض الإنصياع لقوى التسلط والنفوذ بمختلف مسمياتها العسكرية والقبلية والحزبية والسياسية والمناطقية التي تقاسمت الوطن أرضاً وإنسان وثروة. فشنت عليه حرباً شرسة على مختلف الأصعدة العسكرية والسياسية والإعلامية ومحاولات التصفية الجسدية. وكان أخرها الفيلم المسمى وثائقيا (الطريق الى صنعاء) الذي عرض وجهة نظرهم فقط. وكان فيلما الهدف منه تشويه صورة الرئيس هادي انتقاماً منه لتفكيكه منظومة حكمهم .
يكفي هذا الزعيم أنه قدم لليمن المشروع الوطني الجامع للدولة الإتحادية، هذا المشروع الذي أخرج اليمنيين من هيمنة وعبودية قوى الهيمنة والتسلط، وحقق لكل أبناء اليمن لأول مرة في تاريخهم منذ عقود طويلة الحياة الكريمة كمواطنين متساوين في الحقوق والواجبات تحت وطن لا سيد فيه ولا عُكْفِي ولا رَعْوِي، وتحمل في سبيل ذالك كل صنوف الإتهامات والتخوين التي شنتها عليه كل وسائلهم وإمكانياتهم المختلفة ،ودفع في سبيل ذالك الشهداء من أهله وأحفاده. وصبر وصمد من أجل إنجاز هذا المشروع العظيم.
إليك أيها الإنسان العظيم كلمة إنصاف فلقد كنت عظيماً بقدر مشروعك العظيم.
فأنا أراك بمنظار الوطن لا المنطقة ،أراك بمنظار الشعب كله لا الفئة أياً كانت حزبية أو قبلية أو جهوية، هذا المنظار المنتمي للوطن كل الوطن وللناس كل الناس عدسته واسعة الأفق مجال رؤيتها يغطي كافة زوايا الوطن وكافة أشكال الناس ،ولكونك بحجم الوطن كل الوطن والناس كل الناس فهذه العدسة هي الوحيدة التي تستطيع رؤيتك .
أما الذين يرونك من منظار حقدهم، فعدستهم سوداء لا ترى الا السواد، والذين يَرَوْنك من زاوية أحزابهم ومصالحهم فلا يرون إلا مجالا ضيقاً لا يستطيعون رؤيتك من خلاله فهم كمن يرى من خرم إبرة. لايستطيعون رؤيتك لأنك بحجم الوطن، ورؤيتهم ضيقة بحجم مشاريعهم التي لا ترى أبعد من أنوفهم .
هذه مشكلتهم وأزمتهم وسبب نكبة الوطن هي مشاريعهم الضيقة التي لم تستطع أن تحلق في سماء الوطن لأنها مكبلة بقيود المصلحة الشخصية والحزبية والقبلية والمناطقية، لقد حلقت شامخاً في سماء الوطن ونظرت إليه كوطن للجميع من صعدة الى المهرة. وعندما لم يستطيعوا التحليق معك ورؤية رؤيتك رموك بألسنتهم وحجارتهم فلا تحزن ولا تبتئس وثق أن كلماتهم لن تُجاوز حناجرهم وحجارتهم لن تطالك وستُردُ عليهم وهذه هي سنة كل المصلحين والأنبياء والرسل وعظماء التاريخ.
فأنت دخلت التاريخ رغم أنوفهم وسيُنصفك التاريخ بأنك رجلاً عظيماً قدم مشروعاً عظيما لوطنه وشعبه.        
وأصدق تعبير في وصف الحال هنا قول ابن مرداس. 
وفي هَوازن قوم غير أن بهم داءاليماني ** فإن لم يغدروا خانوا.                   
إنه داؤنا وعلتنا فإن لم نبراء منه فلا مستقبل لنا.    
توضيح لا بد منه:      
عرفت الرئيس هادي عندما كان نائباً للرئيس السابق اثناء زيارتي والأستاذ جمال البنّا الشقيق الأصغر للإمام حسن البنّا رحمة الله عليهم جميعاً لليمن بدعوة من الدكتور فارس السقاف رئيس مركز دراسات المستقبل حيث دعانا الرئيس هادي الى بيته وقت المقيل وما زلت أتذكر حواره مع الأستاذ جمال البنّا حول القضايا المثيرة للجدل التي كان يطرحها الأستاذ جمال البنّا وكانت تلك لحظة زمنية فارقة بالنسبة لي أن أجد هذا الإهتمام من الرئيس هادي باللقاء بمفكر مثل جمال البنّا حينها أكبرت فيه هذه الروح التواقة للمعرفة والتعرف وتوسمت فيه خيراً لأن المعرفة ضد الجهل ومن يعرف لا يخطيئ المسار، ولم اره من يومها حتى مؤتمر الرياض.   
خاتمة لا بد منها.       
وحتى نعرف الحقيقة في أحداث عمران هناك تساؤلات أضعها هنا لتكتمل الصورة : الجميع يعرف أن اللواء ٣١٠ مدرع الذي يرأسه العميد حميد القشيبي رحمه الله هو من أقوى الألوية وبه قوام من المجندين في حدود ٥٠٠٠ مجند وحوالي ٣٠٠ دبابة وكان يسمى سابقاً اللواء الأول مدرع ويرأسه احمد حسين الغشمي قبل أن يصبح رئيسا، وهو اللواء نفسه الذي فجر أحداث عمران والتي أدت الى حرب ٩٤م ، وعندما تعرض القشيبي للقتل كان معه أفراد لا يتجاوزون أصابع اليدين.
وأنا كمراقب ومحلل محايد اتسأل أين ذهب قوام اللواء ٣١٠؟ وأين ذهبت دبابته؟ أين ذهب أفراد المقاومة الشعبية؟ أين ذهبت القبائل المساندة؟ أين ذهب حزب الإصلاح؟ من يريد أن يعرف الحقيقة عليه أن يحاول الإجابة على هذه الأسئلة بتجرد وعدالة.    
من السهل إخفاء الحقيقة لبعض الوقت ولكن من الصعب إخفائها كل الوقت.