سلام عليك .. أيها الإصلاح
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 9 سنوات و 11 شهراً و 27 يوماً
الجمعة 21 نوفمبر-تشرين الثاني 2014 10:40 ص

التجمع اليمني للإصلاح , حزب الإصلاح , إخوان اليمن , أسماء لكيان واحد ينطقها الإنسان حسب انتماءه السياسي ومعتقده الفكري . وحدثا بعد حدث , يثبت \" الإصلاح \" أنه الكيان الأرقى في تعامله التنظيمي , وأنه التجمع الأسمى في أهدافه ورسالته . فهو ينطلق في تعامله مع أحداث الوطن \" قديما وحديثا \" من خلال رؤيته الشرعية ورسالته الشاملة وأهدافه السامية ووسائله السلمية . ولم يسع يوما عبر برامجه ووسائله ليحقق ملكا خاصا ولا ليشيد عرشا لقياداته وإنما أراد تطبيق حكم الإسلام الشامل لكل جوانب الحياة ونشر مبادئه وخصائصه السامية وفقا لميزان الله \" إن أكرمكم عند الله أتقاكم \" . فقديما كم فرص لاحت للجماعة لينفردوا بالحكم , ولكنهم فضلوا المشاركة مع غيرهم لتحقيق هدفهم الكريم , وحين تبين \" حديثا \" للإصلاح عدم مصداقية الشريك في عملية البناء أتخذ جانب المعارضة وما يلحق بها من مضايقات حكومية وقيود أمنية , ولم يمنعه هذا من خيار الشعب بدلا من العيش في بحبوحة الحاكم الذي أخذ يمد لهم يد الوصل والإغراء بلا جدوى .

وفي الأحداث الأخيرة لو كان هدف الإصلاح ملكا عضوضا أو حكما جبريا لقذف بشبابه في أتون المواجهات الدامية غير مهتم بما يجره ذلك من الفتنة والدمار والقتل من أجل السيطرة على الحكم . ولكن هذه ليست رسالته ولا غايته , وهي ليست مهمته الأساس في ظل وجود حاكم يحوز كل وسائل الدفاع عن الوطن . ولهذا فضل تضييق دائرة الصراع منعا لتوسع الفتنة والشر والتعصب بكل أنواعه , ومفسدا بذلك كل مخطط دبر بليل . وبالمقابل هناك مكونات تمكن منها حب الذات وشهوة الانتقام , نجدها تدفع بكل أنصارها لتشعل حربا أهلية في البلاد غير أبهة بما يلحق ذلك من نكبات وشتات وآفات , ولديها استعداد تام أن تهلك الحرث والنسل من أجل غايتها الخاصة وحقدها الدفين . وكذبا وزورا يرفعون في طريقهم شعارات تطالب بحقوق الشعب وتنمية الوطن ومحاربة الفساد . وما عرفنا غيرهم من خرب الوطن ودمره وقتل الشعب وغدره ونهب خيراته وقهره .

وعلى مستوى الانضباط التنظيمي وقوة الترابط في كافة المستويات بدءا من اللبنة الأساس حتى رأس الهرم , فقد شيد الاصلاحيون بناء لا تهتز لبناته ولا تسقط جدرانه بفعل زلازل تجمعات المكر وتحالفات الغدر . بناء لا يرتاب ساكنوه مطلقا في قوة عمارته و شموخ منارته وسطوع أنواره وترابط أحجاره , وإننا في كل الأدوار لنثق في حكمة مؤسسيه وحنكة مسئوليه وإتقان مهندسيه , وأن الخير في ما يقررونه عنا .

وما أصابنا من غمط حقنا وتعطيل وسائلنا وتدمير محاضننا فإنه لسهل أمام ما كان سيلحق بالجميع لو قرروا غير ذلك لنا . ومهما كان القرار مخالفا لما يعتمل في نفوسنا من حمية وقهر وضيق فإنه يبقى في النفس ـ تجاهه ـ شيئان مؤكدان , حب المسكن وثقة السكان . وبالمقابل نرى من حولنا من المكونات الدعوية والسياسية والشعبية وكيف يتهاوى بنيانهم ويتفتت أساسه ويتمزق سكانه عند أرق نسمة من ريح خلاف أو اختلاف بينهم , ونسمع كيف ينهشون لحم بعضهم ويسعى أعلاهم لإقصاء منافسه ويقذف أدناهم أوسطهم بتهم التخوين والعمالة , ويتكتلون جيوبا متنافسة وطوائف وفرقا متخاصمة متلاعنة , يتنازعون السلطة ويتنافسون القرار , لا ثقة بينهم ولا إخاء , ولا حب ولا وفاء , ولا إخلاص ولا ولاء .

سلام عليك يا بيتنا الرحب الكريم وسلام على ساكنيك الإخوان الكرام . ومهما حصل بيننا ـ فيك يا بيتنا ـ من اختلاف فهم أو خلاف اجتهاد فلن يكون يوما سببا للانشقاق والانقسام ولا ذريعة للإقصاء والخصام ولا حجة للشك والاتهام ولا سبيلا لتغيير الانتماء وتبديل الولاء . ولتستيقن أننا في ظلالك مرابطون ولعهدنا لموفون ولرسالتك مخلصون .