الحوثيون مذعورون من عودة ترامب إلى البيت الأبيض وسط تقارير حول عملية عسكرية قريبة.. وهذه أبرز تصريحات قادة الجماعة مقتل وإصابة 5 جنود سعوديين بحضرموت وأجهزة الأمن تخصص 30 مليون مكافئة للقبض على الفاعل بالأسماء والتفاصيل.. إليك المرشحون للمشاركة بإدارة ترامب فضيحة ثالثة تنفجر في مكتب نتنياهو.. ماذا تعرف عنها ؟ توقعات بحدوث زلزال مدمر بهذا الموعد… ومصادر تكشف التفاصيل إفراج الحوثيين عن موظفة أممية بعد خمسة أشهر من الاحتجاز 10 أغنياء استفادوا من فوز ترامب بالرئاسة مصدر مقيم في واشنطن : وزارة الدفاع الأمريكية أكملت استعداداتها لشن ضربة عسكرية واسعة تستهدف المليشيات في 4 محافظات هل يقلب ترامب الموازين على صقور تل أبيب .. نتنياهو بين الخوف من ترامب والاستبشار بقدومه تطورات مزعجة للحوثيين.. ماذا حدث في معسكراتهم بـ صنعاء ؟
من المعروف والمسلم به والمتفق عليه: أن السلفية حركة دينية دعوية علمية، وليست ولم تكن يوما دعوة سياسية.. ولا تعرف شيئا عن السياسة، بل إنها ظلت ردحا طويلا من الزمن كافرة بالسياسة، محذرة منها، أمية فيها.. وخذ مثلا مؤسس السلفية بعد ابن تيمية الإمام الأعظم شيخ الإسلام محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله، هذا الرجل قلما يجود الزمان بمثله.. وفي رأيي الشخصي فليس بين الشوكاني وبينه فقيه – فضلا عن محدث – بمستواه، وإذا ذكر الألباني توارى الجميع، وعلى رأسهم ابن باز والعثيمين رحمهما الله.. ومع ذلك، فقد كان أميا في السياسة لا يفقه منها شيئا، ولا يعرف من تفاصيل اللعبة السياسية أكثر مما يعرفه المثقف والسياسي العربي من الفقه الإسلامي.. وإلا ما أفتى بوجوب هجرة الفلسطينيين، وترك الأراضي المحتلة لليهود باردة مبردة.. هذا الإمام العظيم لا يعرف عن النضال السياسي شيئا مما سبقه إليه الكفار الذين هدفهم وغايتهم رفاهية الشعوب فقط، وعلى رأسها مبادئ الثورة الفرنسية وعلى رأس هؤلاء المناضلين السياسيين: عابد البقر والفئران غاندي، والملحد الذي ينكر وجود الله أصلا جيفارا.. وحتى الرئيس الأمريكي الأسبق لنكولن محرر العبيد.. إلا أن الألباني يتفوق في الوعي السياسي بمراحل على الجيل الثاني والثالث من تلاميذه، كمقبل الوادعي، وأبي إسحاق الحويني شيخ مشايخ السلفية في مصر.. فهذان ظلا يشغلان الساحة السياسية بفتاوى تافهة، من مثل: تحريم الموسيقى والتصوير والبنطلون للرجال ، والتظاهر، والحزبية، والديمقراطية.. فكل هذا كان عندهم رجسا من عمل الشيطان.. وقد توفي مقبل إلى رحمة الله، وهو يرى أن الصلاة في النعال في المساجد المفروشة سنة نبوية.. وأن المشاركة في الانتخابات تفريط في العقيدة.. إلى غير هذه الضحالات الفكرية التي لا تنم إلا عن جهل عميق بأمور الدنيا، وإن سلمنا لهم بالتقدم في أمور الدين، خاصة الذود عن حياض العقيدة ضد عباد الجثث من قبورية صوفية وشيعة وضد ضلال الأشاعرة الذين ما زالوا يبحثون عن ربهم، وهو جهد عظيم نسأل الله أن يكتب لهم أجره، وهو ما فرط فيه الإسلاميون السياسيون وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين وفرعهم في اليمن التجمع اليمني للإصلاح، ومن أعظم جرائمهم تصدير دين الشيعة لبلاد نصفها زيدية أصلا، وتلميع صورة حزب الله الشيعي الكافر.. وفي الوقت الذي كان المصريون يتوافدون على الساحات إبان ثورة يناير الخالدة، كان السلفيون يقدمون رجلا، ويؤخرون أخرى؛ فهم مقيدون بأفهام ومفاهيم بلهاء، لاصلة لها بالإسلام من قريب ولا بعيد، من مثل: طاعة ولي الأمر، الخروج على إمام المسلمين وأمير المؤمنين، خوف الفتنة والحرب الأهلية.. وهذا ما تبين لهم بعد أيام أنه خطأ وخطل وخبل.. فلم يلبثوا أن نفضوا عنهم غبار الفقه السياسي القديم، الذي وطد الأركان للطغاة، وكرس الشعوب للتسبيح بحمدهم والتقديس لهم؛ والدعاء لهم على المنابر.. حتى ظن الناس أن ذلك من الدين، وليس من الدين بسبيل، وليس الآن مجال مناقشة تلك النظريات البلهاء الحمقاء.. وحين تجاوز السلفيون ذلك الفقه سيء السمعة، انطبق عليهم مثلان مصريان هما: \"أول ما شطح نطح\" و \"كان في جره وطلع لبره\" فإذا هم يؤسسون أحزابا سياسية، وهذا جميل ومطلوب.. لكن الذي لا يعرفه: أولئك السلفية ومنهم الشيخ د. عقيل المقطري هو: أن السياسة لعبة قذرة، من دخلها اتسخ، وتلوث.. وأقبح شيء أن يتلوث رجل الدين، فيتلوث تبعا له الدين الذي يمثله، ويشوه صورته؛ وذلك لأسباب لا يعرف السلفيون عنها شيئا، منها أن:
1- السياسة متغير، والدين ثوابت..
2- السياسة مصالح والدين مبادئ وقيم وأخلاق..
3- يجوز اللف والدوران والكذب والنصب والاحتيال وبيع الذمم في السياسة، إذا كان الهدف تحقيق مصلحة للشعب، ولا يجوز في الدين شيء من ذلك؛ لأي سبب أو هدف أو غاية..
4- السياسة تضطر السياسي للعمل وفق المبدأ الميكيافيلي \"الغاية تبرر الوسيلة\" وهذا ما لايجوز في الدين.. وهذا ما وقع فيه الإخوان المسلمون والإصلاح لما مارسوا السياسة، فاضطروا لاستحلال الكبائر، وارتكاب العظائم، ومسخ النصوص الشرعية، وتشويهها، وتحويلها عن وجهها؛ دونما إتباع لدليل أو منهج علمي أو أثارة من علم.. وإنما هو استرضاء القواعد الشعبية التي يقوم عليها الحزب، للتصويت لمرشحيه في الانتخابات..
5- أخطر شيء أن يشتغل رجال الدين: الأئمة – المشايخ – العلماء – الفقهاء – الدعاة – أئمة المساجد.. بالسياسة؛ وهذا ما وقع فيه الإخوان في مصر؛ فهم يقتربون من القرن لتأسيس جماعتهم، وما يزال في مصر مئات آلاف الأضرحة الشركية التي تعبد من دون الله، بل إنك لا تكاد تجد مسجدا سنيا كبيرا في القاهرة نفسها،
ولو أنك دققت في يافطات المساجد الكبرى في القاهرة لوجدت مكتوبا جامع سيدي فلان، وستكتشف أن المسجد مبني على قبر، والدين يقضي بأن الصلاة في هكذا مسجد باطلة.. وخذ مثلا زعم المقطري: أنه يجوز للمرأة شرعا أن تشارك في المظاهرات.. لا نختلف أنه يجوز بل يجب على المرأة أن تشارك في العمل السياسي، لكن بقلمها وكيبوردها، وفي ندوة ومحاضرة فقط.. أما أن تخرج تعرض مفاتنها للرجال بحجة أنها ناشطة سياسية، فهذا ما لا يقول به من شم رائحة الفقه؛ لأن خروج المرأة من بيتها أصلا لا يجوز إلا للضرورة، ومن ذا الذي يزعم أن خروجها للتظاهر ضرورة إلا أن تكون ضرورة حزبية هدفها مغازلة المنظمات الدولية والغرب الكافر.. فأما ضرورة شرعية فلا وجود لها بالمرة.. إن المظاهرة أصلا يقودها الرجال، والاختلاط حرام قولا واحدا حتى في الصلاة، فضلا عن الأغراض السياسية.. ألم يسمع الشيخ الفاضل قوله صلى الله عليه وسلم \"خير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها\" ألم يفكر في العلة والحكمة من هذا الوصف النبوي الحكيم؟؟ وهذا عن صفوف الصلاة، فماذا نقول عن صفوف المظاهرات؟ الخلاصة: لا يجوز البتة للمرأة أن تشارك في مظاهرة إلا
بشروط صارمة، منها:
- 1- الحجاب الشرعي الكامل؛ كأنها في الصلاة، فلا يظهر سوى الوجه والكفين عضو ثالث
2- عدم الاختلاط فلا يكون بين النساء رجل. 3- عدم التصوير4- الأمن والأمان التامان المطلقان
5- أن تكون المظاهرة ضد امرأة؛ كطالبات أو مدرسات على مديرتهن، وما شابه ذلك.. أما هكذا بلا ضوابط، فهذا عبث بالدين ننأى بالشيخ عنه.. وإذا تعرضت مكلفي لكشف حجابها وعورتها وتمزيق ملابسها، أو الضرب – فضلا عن القتل، فضلا عن الخطف والاغتصاب – فتبا للمعارضة قبل النظام، وطز في الاثنين.. ما للنساء وهذا؟ وأما نحن الرجال، فما خلقنا إلا للقتل والقتال، وصدق عمر بن أبي ربيعة إذ يقول:
كتب القتل والقتال علينا *** وعلى الغانيات جر الذيول
إذن ما الحل يا شيخ مقطري؟ الحل يتلخص في ممارسة العمل السياسي بعيدا عن الدين، فلا تسييس الدين، وإن كان يستحب شيء من تديين السياسة وصبغها بأخلاق الدين كالصدق والوفاء.. وستجد في الشعب شيعيا وصوفيا وليبراليا وعلمانيا كافرا، فضع يدك في يده واعملوا معا من أجل الوطن، وفق برنامج سياسي لا وفق نصوص شرعية، وشعارات دينية.. وعندئذ لن يكون عليك أن تقدم تنازلات لتقول هذا يجوز وهذا لا بأس به وهذا مباح.. دع الإفتاء في العمل السياسي، وإلا أفسدت الدين والدنيا معا.. وبالعلمانية الجزئية.. ستحفظ الدين، ولن تضطر لمخالفة أصول العقيدة، والفقه الصحيح كما فعلت مع المرأة اضطرارا لا اختيارا.. فإن فتواك غير مقبولة
ولا قيمة لها في ميزان الشريعة.. وتعلم من الآن ألا تدخل الدين في السياسة، فقل إن شئت \"نرحب بالمرأة \" وليس \"يجوز لها أن تفعل للضرورة\" فهذا طرح ديني لا يليق بالسياسة، هل فهمتم أيها السفية؟ أم أخالكم لا تفهمون؟