آخر فصول المسرحية
بقلم/ عبدالله محمد شمسان الصنوي
نشر منذ: 9 سنوات و 9 أشهر و 25 يوماً
الخميس 22 يناير-كانون الثاني 2015 01:19 م


المخلوع لعبها صح وكأنه فعلا يقصدها عندما قال "سأهد المعبد علي وعلى رؤوس أعدائي" , أي انقلاب في الدنيا يبدأ من رأس الهرم فإذا سقط الرأس استسلم الجسد , أما في بلدنا الحبيب لأن الرأس محسوم أمره مسبقا \\\"الأيد الأمينة\\\" فكان على المخلوع أن يبدأ من قاعدة الهرم , فهذه القوة العسكرية الموالية لثورة الشباب تم تفكيكها تدريجيا وتشتيتها فيما عرف بهيكلة الجيش وقد خدع بذلك الثوار أيما خديعة ضنوا أنهم يؤسسوا للدولة الجديدة التي يجب على جيشها أن لا يكون محسوب على أي طرف سياسي متناسين أن الثورة حديثة الولادة ولا بد من قوة تحميها . المهم تم كبح جماح القوة العسكرية الوحيدة الموالية لثورة الشباب وللتذكير فقط هذه القوة هي التي أجبرت المخلوع على ترك منصبه فيما احتفظ هو بكل الولاءات للقادة العسكريين في مختلف قطاعات الجيش .
وهناك قوة أيضا لا يستهان بها وهي شريكة الشباب في الثورة وهي القوة القبلية والتي ساهمت في إسقاط اللانظام السابق كان لابد من استهدافها وجرها إلى صراع مسلح ينهك قوتها ويشغلها بالدفاع عن نفسها أمام مليشيا الحوثي مع العلم أن كثير من مشايخ هذه القبائل هم من رموز حزب الإصلاح اكبر قوة سياسية في اليمن والذي لعب الدور الأكبر في إسقاط المخلوع , كان الأمر واضحا جليا لا لبس فيه حتى قبل سقوط عمران الدولة متقاعسة عن حماية مؤسساتها ورعاياها أمام بربرية الحوثيين واقتصر دورها على إرسال الوساطات الأمر الذي لا يفسره سوى تواطىء الدولة معهم .
سقطت عمران وأجهز على اللواء 310 وقيادته العميد القشيبي والمعروف عن اللواء وقادته ولاءهم لثورة الشباب وعلمنا أن سقوط عمران تم بدعم الدولة رسميا وبعض شيوخ حاشد المحسوبين على المخلوع , الدولة أوقفت الدعم العسكري واللوجستي للواء وحلق الطيران في أجواء عمران وقصف أهداف وهمية وشيوخ المخلوع سمحوا بمرور جحافل الحوثي في مناطقهم حتى وصلوا تخوم المدينة ثم مسرحية تسليم المعسكر للشرطة العسكرية , المهم سقطت عمران واحتلتها مليشيا مسلحة وقتلوا قائد اللواء وعدد كبير من أفراده ونهبوا ترسانته العسكرية وبعد يوم يزور هادي مدينة عمران ويقول عمران لم ولن تسقط وفي هذه الإثناء كانت كثير من وسائل الإعلام تروج إلى أن ما يدور هو صراع بين الإصلاح والحوثي .
توالت الإحداث بشكل درامي إلى أن حاصرت جحافل عفاش والحوثي صنعاء حينها أدرك المدافعون عنها أنهم في مهمة انتحارية وأنه لا جدوى من المقاومة ميزان القوى مختل وأن الدولة هي من تحاصر عاصمتها , عرف الجميع أن المخلوع هو المتحكم في زمام المبادرة وأن أي تحرك سياسي أو أي كان يجب أن لا يتجاهل المخلوع ولذلك رأينا اليدومي رئيس الهيئة العليا للإصلاح يلمح للتصالح مع المخلوع .
ما الذي يريده الحوثيين من المخلوع وماذا يريد هو منهم ؟ المسرحية الهزلية التي شهدها الجميع من قبل سقوط عمران والى الآن تجيب عن هذا التساؤل , المخلوع يعيد نظامه وينتقم من خصومه الذين ثاروا عليه عن طريق الحوثيين وهم بدورهم يريدوا أن يكونوا قوة لا يستهان بها هم لن يحكموا اليمن هم يريدوا أن يكونوا في مواقع صنع القرار
المشهد الأخير من المسرحية هو ما نشهده الآن في صنعاء لا بد من حدوث اشتباكات وسقوط ضحايا وضجة إعلامية قبل إعلان المجلس العسكري المرتقب لإدارة البلاد وإعلان حالة الطوارئ في عموم اليمن ورحيل الحجة أمينة \\\"هادي\\\" ربما يتم احتجازها في سجن خمسة نجوم قبل مغادرته الى المنفى سيكون هناك اتفاق جديد يجمع كل الأطراف السياسية وكسابقه سيوقعون عليه مكرهون تحت ضغط الأمر الواقع