|
بين أنصار الله وأنصار الشريعة ضحايا لا علاقة لهم بهؤلاء إنهم أنصار الوطن والإنسانية.
هكذا تترسخ عبارة أن ضحايا الحروب العبثية دائماً هم الابرياء. فگل يوم تفيدنا الأحداث أن أنصار الإنسانية هم الضحايا.
خمسة وعشرون طفل في مدرسة ابتدائية كانوا على متن باص يقلهم هم من دفعوا ثمن الحرب بين أنصار الله وأنصار الشريعة.
يرتدون الزي الطلابي دونما شعارات الموت كورود داخل سلة مهداه لحبيب قد غشاه العشق في إشارة لقمة الهيام بمستقبل جميل.
إنه عام التعليم هكذا رسم بحاح خطة حكومته للعام القادم فقالت جماعات الموت ونحن من سيخط الخطوط العريضة للتعليم بدماء التلاميذ وأنصار التعليم.
وعلى بعد عدة كيلوا مترات من العاصمة صنعاء التي يحتلها الحوثييون خيم الحزن في قلوب أطفال وأهالي أرحب وقبلها نازحي عمران ومهجري دماج وخالط الرعب مخيلات قلوب أطفال يريم والحديدة و اب بصورة فجة تحت مرأى ومسمع المنظمات الدولية الحقوقية منها والبحثية دون إعارة أي انتباه لهذا الحادث العابر على جسور الإنسانية.
نقل أحد الأصدقاء كلام مفاده أن ناشطة حقوقية شهيره ألمانية تشيد بأنصار الله وبدورهم المثالي على اثر ندوة حقوقية في العاصمة اللبنانية بيروت بل وتثني عليهم بتغزل مريب يتعارض مع نشاطها الإنساني الحقوقي لتتجرد من المهنية تماماً حينما تصدق أن ما يقوم به أنصار الله هي مهمة ساميه تخدم الإنسانية وتحترم الحقوق وتدعم الحريات.
هذا نموذج للخرف الحقوقي الذي يجتاح العالم ليساند جماعة شعارها الموت واللعن والدمار وليس ذلك فحسب بل وتبيد آثار كل من يعارضهم.
ماذا لو أن حزب سياسي في برلين بعد انتصاره عبر انتخابات حرة ونزيهه اقتحم بيت احد المعارضين ليفتشها فقط ماذا سيكون الرد حينها من قبل منظمات حقوق الإنسان.
إن ما تمارسه جماعتي أنصار الله وأنصار الشريعة توحي بصورة لا مجال للشك بأن هذه الجماعات تعمل حسب توجيهات ومخططات تخريبية دولية هي ذاتها التي تدعم هذه المنظمات الحقوقية العابرة للقارات.
أطفال ومواطنين أبرياء يدفعون ثمن هذا البذخ العالمي في سياستهم تحت مسميات عده منها حتى وقت قريب الحرب على الإرهاب واليوم الحرب على داعش. تحدث باراك أوباما في جوٍ نيويوركي عشية إعلان الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية داعش أن ضحايا هذه الجماعة هم من السنة في إشارة منه لجلب الدعم الخليجي السني لمحاربة داعش السنية هي الأخرى. جمع القوم وعقدت المؤتمرات الدولية لبدء محاربة هذا التنظيم المخابراتي بامتياز ليذهب ضحيته مزيداً من الابرياء السنة كما قال أوباما.
في اليمن أعلن سيد مران حربة على داعش وحيداً دون مشاركة قوات الناتوا أو غيرها لتكون فرصة للتخلص من كل من لا يؤمن بولايته من السنة طبعاً واجتاح المدن ونهب المعسكرات وجرد بمليشياته الدولة من اسلحتها وعتادتها الحربي واقتحم المدن والمديريات والمؤسسات الرسمية والخاصة ونهب ودمر دور العبادة ومدارس الطلاب وفجر الحياه في خطوة لمحاربة داعش بينما كل الضحايا المحصورة هم من أنصار الشعب والوطن والإنسان في حين يتمتع أنصار الشريعة بكامل حرياتهم وتجوالهم ليفجروا حافلة تقل عسكرييون أو طلاب أو ماره لا علاقة لهم برؤوس الجبال أو كهوف مران. دائمًا الضحايا هم الابرياء حتى في سجون الدولة يفرج على الإرهابيين في عملية نوعية بينما شباب الثورة يموتون في السجون بتهم واهية انتقامية عبثية ضد حريات كفلها الدستور والقوانين الدولية.
نحن أنصار الوطن والشعب والإنسان نعيش حالة من الهلع فمن لم تغتاله مدافع مران تطاله سكاكين الشريعة أو كمد العبث الدولي ومبادرات الأشقاء وحقد طهران أو شظف العيش وتدهور الحالة الاقتصادية.
خمسة وعشرون طفلاً يمثلون خمسة وعشرون مليون مواطن يمني يعشقون الحياة وينشدون مستقبل خالي من الأفكار الإرهابية في شقيها السني والشيعي.
خمسة وعشرون من أنصار التعلم راحوا ضحية أنصار الله وأنصار شريعته هذا أمر لا يصدق، إنه عبث احتياطي للشيطان حينما يتولى الحكم ليستغني عن أي فكره شيطانية للانتقام من بنى آدم.
كفاية عبث يا هؤلاء اوقفوا هذا العبث باسم الرب فما أنتم إلا حثالات المجتمع يستغلكم حثالات العالم لتعبثوا بنا وبوطن ولدتم وترعرتم فيه.
طابت أوقاتكم
في الأربعاء 17 ديسمبر-كانون الأول 2014 09:21:39 ص