علي عفاش نهاية قصته
بقلم/ علي بن ياسين البيضاني
نشر منذ: 9 سنوات و شهرين و يوم واحد
الثلاثاء 15 سبتمبر-أيلول 2015 06:41 م
عفاش لا ينكره أحد أنه من أدهى حكام اليمن والعرب قاطبة ، بل وألعنهم ذكاء ومكرًا وبطشًا ، ظل يرقص على رؤوس الثعابين ويراقصهم أربعة وثلاثين عامًا ، واستطاع ترويضهم ليعملوا في صفه ويذيقوا شعب اليمن ويلات العذاب والدمار ..
ماكر مخادع سريع البطش والإنتقام لا ينكره أحد ، لكن سيظل مكره يحيق به ليل نهار ليتحقق فيه قول قول الله تبارك وتعالى " ولا يحيق المكر السيء الا بأهله " ، اعجبته نفسه في قدرتها على اللف والدوران والتخريب والتحريش ، وجعل الناس يقتتلون بينهم البين ، وهو يشاهد ذلك مستمتعًا بأعاجيبه الحبلى بالمآسي والآلام ، ولم يعتقد يومًا ما أن هذه الأفاعيل لا تغيب عن الله الذي توعّد الماكر بالبطش والتنكيل والتدمير أيضًا.
ما يناله عفاش الآن يذكّرنا بحالة المرأة التي ظلت تغزل الحرير ثم تنقضه بعد اكتماله ، ويذكرنا بقول الشاعر الذي يقول " لكل شيء إذا ما تم نقصان ** فلا يُغرُّ بطيب العيش إنسانُ " ويعتقد يقينًا أنه سيخلّد ولذلك تجده يبحث عن مجده الضائع بين ركام مباني اليمن المدمرة وأشلاء الموتى ، لعل وعسى أن يعود كما كان ..
العجيب في قصة هذا العاشق الولهان بالحكم أنه ظل فى الحكم ثلاثة وثلاثين عامًا ونيف فخرج منه شر خروج ، وبنى جيشًا عظيمًا فأهلك معظمه عن بكرة أبيه ، وأحرقه في معارك غير متكافئة دون غطاء جوي ، بل وأمعن في جمعهم من كل حدب وصوب ليقاتلوا معه ، حكمة من عند الله أن جاء بهم ( لفيفًا ) ليتم القضاء عليهم جملة واحدة فلم يغنوا عنه من الله شيئًا ..
أوجد ترسانة عظيمة من السلاح التقليدي والمتطور لم يكن ليستخدمه إلا لقتل شعبه فجاءته العاصفة فدمرته شر تدمير فلم تبقي له الا القليل الذي ما زال التحالف يبحث عنه لاستكمال تدميره ، فلم ينفعه كل ما جمعه من سلاح ..
جمع ثروة طائلة بمليارات الدولارات فهي الآن تحت طائلة الإستحواذ من قبل التحالف فتمويل الحرب كلها سيكون من هذه الثروة ، فأزهق ماله لتدمير سلطانه وتدمير كل شيء .. فلم يكن هذا المال الا وبالاً عليه.
سمى نفسه صانع الوحدة ومحققها ، ولأنه كان غير مخلص لها ، ومستفيدًا منها في تعزيز وتوسيع حكمه فخيّب الله مسعاه ، فسحقها ومحقها ودمّرها ، فلن يُشرّف ولن يسجله التاريخ أنه كان صانعًا للوحدة ومحققها ، بل أن ما يحدث الآن أن اليمن معرضة للتقسيم والتشظي وكل ذلك بسببه ..
أما إنجازاته فى اليمن – إن اعتبرناها فرضيًا أنها إنجازات – فبحماقاته وحرصه على إعادة سلطانه كان سببًا رئيسًا ووحيدًا في تدمير اليمن وإعادتها خمسين عامًا أو أكثر الى الوراء ، وكان سببًا في الكم الهائل من القتلى والجرحى والأيتام والأرامل والمشردين والمضطهدين والجوعى والفقراء ، فلم يُبقي له الّا اللعنات والدعاوى من كل هؤلاء وأولادهم وأحفادهم وأولاد أحفادهم جيلا بعد جيل ، لأنه تأريخ لا يرحم ، وسيسطر كل جرائمه ، أما عند الله فسيحمل على ظهره آثام خمسة وعشرين مليون إنسان حكمهم .. 
لم يبق َ له الآن الا حياته ، وحياته بيد الله وحده لا شريك له ، لكنه ما زال يحاول ويصارع كي لا يناله الموت بقصف الطيران وتراه يتنقل بين الأماكن مرتبكًا مشدوهًا خائفًا مضطربًا ، والله له بالمرصاد قال تعالى ( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون ) ، فالخاتمة ووفقًا للقانون الإلهي أن الله لا يهدي كيد الخائنين ، وإن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ، وما ذلك على الله ببعيد ، فلينتظر ولننتظر نحن اليمانيون خاتمة ألعن دهاة العرب قاطبة في قادم الأيام ..