عن صباح مترف بالأنانية
بقلم/ نهلة جبير
نشر منذ: 11 سنة و 4 أشهر و 17 يوماً
الثلاثاء 02 يوليو-تموز 2013 04:00 م

أليت على نفسي أن أكون أمينة صادقة في حياتي ,لا أنافق ولا أتهكم,

سيدي في أحكامي هو الضمير لا سواه , مبدئي في ذلك أن أضع نفسي في الطرف الأخر حتى أستطيع رؤية ما يراه ذلك الأخر وتمثُل ما يشعر به وفهم طريقة تفكيره وبالتالي تفهم ردات أفعاله.

هذا المبدأ وضعته نُصب عيناي في تعاملاتي الشخصية وفي منهج تربيتي لأولادي كنوع من التواصل الوجداني والعقلي والنفسي, قبل إطلاق أحكامي , بكل بساطة هذا المبدأ مفتاح سحري يفكك كل المشاكل ألتي نواجهها في حياتنا ,لأنه يُلغي الأنا بكل نزواته ونزقه ,

وهو الوجه الحقيقي للقانون الإنساني الأزلي على الأرض ,مِنه نتجت القوانين الوضعية مُنذ بدء التصادم الإنساني على الملكية الخاصة والحقوق والوجوه المتعددة للتعاملات الإنسانية .

أنا اليوم أم وسابقاً كنت طفلة فمراهقة ,في الثلاث المراحل أنا نفس الشخص وما تغير هو واجباتي وحقوقي فقط, أقوم بإعادة الزمن إلى الوراء قليلاً , إلى مرحلة المراهقة لأقيّم طريقة تفكيري ومطالبي وإحتياجاتي أنذاك لكي أستطيع فهم إبنتي والتواصل معها وبالتالي حل مشكلاتنا بطريقة تُرضي جميع الأطراف.

الأمر سهل ولا يحتاج إلى تنظير أو مجهود , ويُغنينا إلى حد كبير عن البحث في كتب التنظير النفسي والتربوي والإجتماعي , وبإمكان الجميع تطبيقه لو أرادوا ,فقط لنكن صادقين مع أنفسنا أولاً , ولنخرُج من بوتقة (الأنا) ألتي تختزلُ نظرتنا للحقائق وتُلغي حقوق الأخر وحريته .

حتى على مستوى التعاملات مع الأحداث الإجتماعية والسياسية وبين جميع المكونات الفاعلة في المجتمع , من مواطنين وحكومة وأحزاب وغيرها , بالإمكان تحقيق العدالة والمساواة عند مراعاة كل طرف لحقوق ومطالب الطرف الأخر , الطرف الأخر ألذي هو أنا عندما أضع نفسي مكانه , كمواطن سأحترم القانون والدولة عندما ألمسُ تقديرها لي ولحقوقي ( مواطنه صالحة × مقابل حقوقي) ,

وكحزب سأحترم مطالب الحزب الأخر ,لأنني أتوقع إحترامه لي ولمطالبي , وصراع المصالح يُمكنُ توظيفه في إثبات مشروعية المطالب والحقوق وقوة النهج, وفي النهاية الغلبة ستكون للجانب الأكثر عملاً والأكثر مصداقية !!!!!

هذه الموازنة كانت السبب وراء نجاح الديمقراطية الأمريكية , فالصراع بين الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري ثبّت الديمقراطية وثبت دعائم الولايات المتحدة الأمريكية كدولة بغض النظر عن (سياستها الخارجية) .

ـ منذ فترة بدأت في متابعة كتابات الزميلة / منى تركي , على صحيفة الآولى , شدتني تلك الثقة في نظرة عينيها ,فشرعتُ في قرأت كتاباتها , أعجبني أسلوبها الحيوي في محاكاة

الواقع ومشاكله ,أسلوب فيه نبض ومفرداتها نافذة في التوصيف , لكني ألمح تعصباً ناتجاً عن معاناة للجنوب من الوطن , ولا أعيب ذلك أبداً , فأوجاع الوطن كبيرة , لكن الوطن بكل حدوده ومناطقه يعاني ويعاني الكثير , وسبب المعاناة واحد , الظلم والتنفُذ والتجبر من قِبل فئة باغية ساطية سلطوية , هنا وهناك ليس هناك فرق .

ولم يتحمل جزءٌ ظلماً أكثر من الأخر, فقط هناك جزء سبق الأخر في تحمل الظلم , لا أريد استخدام مصطلح الشمال والجنوب ,بل القديم والجديد , فنحن هنا في الشمال (القديم) قد عانينا الكثير لذلك نحن الأقدم منكم , والوحدة قدمت مرتعاً جديداً لتلك الفئة لتمارس طقوسها في الظلم والإنتهاك ومنبعاً جديداً لنهب الثروات .

لذلك نحن السابقون وأنتم اللاحقون!

هذه هي كل الحكاية آناهم طغى علينا كلنا