مغالطات تاريخية يقودها حيدر العطاس عبر قناة العربية .. لله ولتاريخ ياجنوب
بقلم/ أحمد عايض
نشر منذ: 10 سنوات و 3 أسابيع و 6 أيام
الثلاثاء 21 أكتوبر-تشرين الأول 2014 11:14 ص

إلتقيته في شقته الفاخرة بالقاهرة في أواخر عام 2011 م برفقة مجموعة صغيرة من الإعلاميين برئاسة الأستاذ نصر طه مصطفى أثناء مشاركتنا في أحد المؤتمرات الإعلامية يومها.

أنه المهندس حيدر أبو بكر العطاس القيادي الجنوبي الشهير المقيم في منفاه الاختياري خارج الوطن, العطاس يومها كان يتحدث بثقة عن القضية الجنوبية وتداعيات المشهد الجنوبي على الواقع السياسي لليمن بشكل عام , لكنه لم يكن يومها منجرفا مع تيار الإنفصال الذي يقوده على سالم البيض , دعونا من ذلك ولنعود إلى واجهة الحدث عبر أخر مقابلة أجريت مع معالي العطاس مساء أمس على قناة العربية – الحدث - التي ظهر فيها متشفيا من بعض الإطراف السياسية التي خرجت جزئيا من المشهد السياسي عقب الانقلاب الناعم والمبرم تحت "مسمى إتفاق السلم والشراكة " , حيث إستمات العطاس في بث أكبر قدر من المغالطات والتهم التي تعمق تشويه الصورة وتعكر صفو الحقيقة .

الإصلاح وعلى محسن طرفان سياسيان يحمل العطاس ضدهما ثأر تاريخي بسبب موقفها من الوحدة والحرب في عام 1994م , وينظر إليهما على أنهم السبب الأول في فشل مشروعة الانفصالي الذي أعلن عنه رفيقة على سالم البيض ولولا هاذين الطرفين الذين دخلا المعادلة بقوة الشعب والجيش لإرجاع المعادلة الإنفصالية عبر قوة الحديد والنار .

متناسيا في ذات الوقت أن من أعلن الحرب أولا هم الجنوبيون وليس العكس .

 هناك مغالطات تاريخية يقودها الجنوبيون ضد الشمال وفي مقدمتهم العطاس بطرقة مقززة , وهي موضوع الحرب , لماذا يتجاهل ويتغابى الأخوة في الجنوب والعطاس تحديدا أنهم هم أول من أعلنوا الحرب على الشمال بقوة الحديد والنار , ولماذا لا يريدون للعالم أن يعرف أنهم من فجر الوضع عسكريا في محافظة عمران .

حيث شن اللواء الثالث المدرع الجنوبي، المتمركز في منطقة عمران، ومع اللواء 310 الذي كان يقوده العميد حميد القشيبي ويتبع الفرقة الأولى مدرع سابقا واستمر حتى 30 أبريل 1994. ثم هدأت المعارك، في منطقة عمران، بعد تدمير كلٍ من اللواء الثالث المدرع الجنوبي، واللواء310 الشمالي. وقد أسفر القتال عن وقوع خسائر في الجانبين، قدرت في المتوسط، طبقاً لتقديرات مصادر محايدة، تدمير أكثر من 150 دبابة، وحوالي 22 عربة مدرعة، وما يزيد عن 200 قتيل، وما يراوح ما بين 250 إلى 300 جريح، وإلحاق الأضرار في حوالي 159 منزلاً في منطقة عمران القريبة من ساحة الاشتباكات، فضلاً عن وقوع حوالي 400 في الأسر، إضافة إلى لجوء الجزء الأكبر، ممن تبقى من جنود اللواءين، إلى القبائل المناصرة له في المنطقة.

واندلعت معركة فجرها قيادات جنوبية بأمر البيض ووصفت بأنها من أشد معارك العالم ضراوة داخل المعسكر ووصلت إلى الاشتباك والتصادم والتلاحم بالدبابات داخل اللواء .

 لماذا يرفض الجنوبيون الاعتراف بأنهم فجروا الوضع عسكريا في محافظة ذمار أيضا عبر أحد الألوية العسكرية التي كان تدين لعلي سالم بالولاء وارتكبت جرائم وحماقات في حق الشمال .

 تلك كانت هي بوادر الحرب الأولى التي إنتفض بعدها الشمال لتأديب البيض بسبب إعلانه الإنفصال .

وقاد الجيش اليمني وبشماركة العشرات من القيادات الجنوبية في مؤسسة الجيش تحت قيادة وزير الدفاع الذي كان جنوبيا يومها , وقاد الحرب على كل محاور الجنوب , كما مثلت شخصية اللواء عبدرية هادي منصور " رئيس الجمهورية حاليا " القائد الذي تقدم الصفوف والقائد الأول في حرب الجنوب , يومها كان صالح مختبئا في الأدوار السفلية تحت الأرض في دار الرئاسة والقيادات الجنوبية مع الشمالية هي من يقود المعركة .

مقابلة العطاس مساء أمس كشفت ضعف إلمام الرجل باليمن الشمالي ومكوناته السكانية والمذهبية , العاطس قدم مساء أمس عبر حواره أن الحوثيين – الزيديين - هم طائفة دينيه تعرضت للإضدهاد طيلة العقود الماضية , وهذه الرواية هي ذات الرواية المضللة التي عمد الحوثيون في ترويجها عبر نشطائهم لتقديمها للغرب طيلة السنوات الماضية للسفارات والمنظمات الدولية , وهي رواية كاذبة بكل ما تعنيه الكلمة .

وهنا يمكن دحض هذه الفرية العطاسية , أولا الحوثيون ليسوا طائفة زيدية وإنما هم طائفة دينية دخيلة على المجتمع اليمني وهم يتبعون المذهب الإثني عشري – الإيراني – ثانيا دعونا نسلم جدلا ان الحوثيين هم طائفة زيدية , وعليه فعلى العطاس وغيره من مروجي تلك الشائعات أن يعلم ان الطائفة الزيدية هي التي حكمت الشمال طيلة العقود الماضية فرئيس الجمهورية هو زيدي وكل مكونات الدولة قبل الوحدة كانت بنسبة تزيد عن 90% هي من الفئة الزيدية حتى كبار المناصب في الحنوب تقلدها زيديون , بل أن الغالبية العظمى من قادة الجيش ورجال الدولة بعد الوحدة كانوا من الزيود , أي أن فرية أضطهاد الزيدية كلام غير مقبول وغير مسلم به وهي خدعة روج لها الحوثيون في الفترة الماضية , ثم تبنها السيد حيدر العطاس قدس الله سره .

كما تناسي السيد العطاس وهو يذرف دموع الحزن على هذه الطائفة الزيدية التي أقصيت حسب رأيه أن الحرب التي خاضها النظام السابق ضد – الحوثيين الزيديين حسب زعمه في محافظة صعدة قادها قيادات جنوبية وفي مقدمتهم وزير الدفاع الجنوبي الحالي – محمد ناصر أحمد – وتناسي العطاس من قام بتصفية القائد الروحي والقائد الأول للحركة الحوثية هو قائد جنوبي – العميد ثابت جواس - .

العطاس يحاول أن يقدم نفسه اليوم على أنه أحد رموز الجنوب عبر لغة سلمية ومصطلحات النضال السلمي ويتغابى أن الحراك الجنوبي قاد في وقت سابق حركة مسلحة في الجنوب , وتبنى العديد من العمليات التخريبة ضد المصالح الوطنية في الجنوب وصلت إلى إيقاف الشركات النفطية تحت مبررات عدة .

تناسي العطاس أيضا أن الحراك الجنوبي السلمي حسب وصفة قاد في وقت سابق حملات تصفية واضطهاد ضد الضعفاء من البسطاء من المواطنين اليمنيين الشماليين وصلت إلى درجة حرقهم أحياء وتهجيرهم من دورهم ومحلاتهم كما حصل في عدة محافظات جنوبية , وهو ذات النهج الذي اعتمدته الحركة الحوثية في التعامل مع خصومها السياسيين .

الجنوبيون سبقوا الحركة الحوثية في محاولة نيل حقوقهم بقوة السلاح لكنهم فشلوا كما حصل في صيف 1994م .

العطاس قاد مساء أمس مغالطات وتشفي وتزوير للحقائق وكل ذلك يفقد الرجل مصداقيته كقائد شعبي وأنصحه البقاء في منفاه الاختياري , لأنه لن يجد مساحة من الترحيب به في الجنوب قبل الشمال .

على العطاس أن يعلم أن إشاعاته وطعناته لرواد الثورة الشبابية ورموزها في اليمن لن تنال منهم شيئ , ولن تهز الجبال رياح الخريف , وعليه أن يتذكر أنه أصبح من الماضي في القاموس السياسي لليمنيين وعلية أيضاً أن يفسح المجال لغيره من شباب الجنوب وأن يتواري بعيدا مع رفاقه الطاعنون في العمر في منافي الأرض التي اختاروها لأنفسهم ورفضوا العودة إلى أرض الوطن , وعليه أن يتابع أخبار الجنوب وثورته عبر قناة العبرية .