الى حزب الاصلاح : الرهان على الشعب بدلا من مراكز القوى التقليدية
بقلم/ د.فيصل الحذيفي
نشر منذ: 10 سنوات و 4 أشهر و 3 أيام
الأربعاء 16 يوليو-تموز 2014 02:22 م

هناك بعض الاحزاب السياسية نشأت على اساس تحالفات تقليدية ، مع القبيلة ، مع شيخ القبيلة ، مع اصحاب وداعمي القبيلة ، مع مراكز قوى في الجيش والامن ، مع شخصيات نافذة ... ( الاصلاح نموذج حي لهذه النشأة من التحالفات التقليدية )

هذه التحالفات كانت مفهومة في حينها يوم كان حزب مثل الاصلاح يراهن عليها ولا غبار على ذلك ولا اعتراض ، بالرغم من ان المستفيد من هذه التحالفات هم مراكز قوى بعينها وشخصيات بعينها لم يكن لها ايادي بيضاء على الشعب ، لم يبن أي منهم مدرسة او جامعة او مسجد او دور للأيتام والعجزة ... ( الشيخ الاحمر وعلي صالح وعلي محسن ) نماذج حية للاستفادة من دعم الحزب وليس العكس ... لان الحزب بجماهيره كان حاضرا وليس بدعمهم ..

فمثلا : كان الشيخ الاحمر عبد الله بن حسين لا يستطيع ان يجمع اكثر من خمسة الى عشرة الف شخص قبيلي في منطقة محددة ليقف امامهم متحدثا في الشأن القبلي وليس السياسي ، ولم يكن معروفا بهذا الزخم محليا ودوليا ... واصبح بفضل الاصلاح شخصية دولية يخاطب ويلتقي مع كل رؤساء برلمانات وحكومات العالم ...

وداخليا صار بوسعه ان يقف امام مآت الالاف حين يحشدهم الاصلاح من كل محافظات اليمن ليبدو للعالم زعيما سياسيا يحسب له حساب... فهل كان الاحمر قادرا على ان ينال هذه المكانة دون دعم الاصلاح ؟

بالمقابل مالذي استقاده الاصلاح من الشيخ الاحمر ؟ لا شيء ( صفر فائدة ) لان الخطاب الديني والدعم الشعبي فقط كان هو الرهان الذي اوصل الاصلاح الى هذه المكانة الواسعة ... وليس الشيخ وليس القبيلة ... فالحزب بدون الشيخ كان سيصل بأيدولوجيته وجماهيره الى ذات المكانة بينما لم يكن الشيخ قادرا على الوصول الى ذات المكانة بدون الحزب ... ( فالإخوان المسلمون ) في كل البلدان الاسلامية قوة كبرى ولا شيخ لها ...فلماذا يكون اليمن استثناء ..

طبعا قيادات الاصلاح التي تربعت على القيادة ولا تزال بفضل دعم الشيخ الاحمر لها ... فقط هي من تعظم وتبجل هذا الشخص لفائدة حصرية نالتها، وماكان لها ان تبلغها دون دعمه الشخصي ...ومعظمهم نكرات لا تاريخ له ولا وزن .

لكن ان يبقى حزب الاصلاح باحثا عن مراكز قوى تقليدية جديدة يدور حولها ويخدمها اكثر مما يخدم الوطن فهذه الكارثة بعينها لأنها اصبحت عالة عليه اكثر من اي وقت مضى مهما بلغت من القوة والمال والنفوذ ...

واوسخ مشروع يستبطنه قادة الاصلاح العجائز اليوم في مشروع غير معلن هو ان تدفع بحميد الاحمر - بإصرار - الى موقع الصدارة خلفا لأبيه ولكن الى موقع رئاسة الدولة بدلا من رئاسة البرلمان ...

نقول للمغفلين من قواعد الاصلاح السذج : إن الحزب السياسي هو تنظيم مدني يركن الى : (1- نخبة متميزة 2- والى الجماهير 3- والى دولة القانون )... والى الآن الأحزاب السياسية في اليمن تفتقد كل هذا لانها لم تسع اليه ... وبالتالي لم تنتقل الى مرحلة ان تكون تنظيمات مدنية تسعى لدعم بناء دولة مدنية، ولا تزال تدور في فلكها القديم ( = التعويل على مراكز القوى التقليدية للدعم الجاهز )...ينطبق هذا على الاصلاح اكثر من سواه ...

الحزب السياسي المدني يعول دوما على الشعب باعتباره مخزون الدعم الذي لاينفد وهو الرهان الذي لا يخسر احد معه رهان ...

هل حان الوقت لانتقال حزب الاصلاح الى حزب مدني يعول على الشعب ولا يعول على جهة سواه ؟؟؟؟

التعويل على القبيلة ، التعويل على شيخ القبيلة ، التعويل على حميد ، وعلى الفندم العجوز ، وعلى الرئيس ، كل هذا يعد ترجمة للفشل السياسي واستمرار لاعتماد سياسة فاشلة لم يعد زمانها موصولا ...

اذن المطلوب التعويل على الشعب ولا غير سوى الشعب ... حين يصبح كل فرد فاعل في الحياة اساس النهضة والتطور ...

الخاتمة :

لماذا الخطاب موجه الى حزب الاصلاح دون غيره ؟ لأنه الحزب الاقدر جماهيريا على صناعة الفعل السياسي وتحديد طرائق المستقبل حتى لخصومه السياسيين ... ولأن اخطاء الحزب تمسني كمواطن ... وبناء عليه وجب التنويه ...