في مدارس الحوثيين.. التعليم يتحول إلى أداة لترسيخ الولاء بالقوة الأمم المتحدة تتحدث عن توقف وصول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة فيتو روسي صادم في الأمم المتحدة يشعل غضب الغرب الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين المحكمة الجزائية في عدن تصدر حكمها النهائي في المتهمين بتفجارات القائد جواس شهادات مروعة لمعتقلين أفرجت عنهم المليشيات أخيراً وزارة الرياضة التابعة للحوثيين تهدد الأندية.. واتهامات بالتنسيق لتجميد الكرة اليمنية أحمد عايض: ناطقا رسميا باسم مؤتمر مأرب الجامع تفاصيل لقاء وزير الداخلية بالقائم بأعمال السفارة الأمريكية في اليمن
الطريق الذي يربط صنعاء بعمران يكفي وحده لأن يكون دليل إدانة ضد الرئيس الصالح الذي حكم اليمن لثلث قرن ولم يستطع ان يصلح طريقا عصريا يربط العاصمة بمحافظة لا تبعد عنها سوى بخمسين كيلو متر أو اقل. كانت مداخل مدينة عمران هي الدعاية الانتخابية الوحيدة المقبولة من رئيس يحاول ان يجعل علاقته بالسلطة ليس فقط زواجا كاثوليكيا في بلد غير كاثوليكي ولكنه يريد ان يجعل ذلك الزواج الكاثوليكي قابلا للتوريث وهو الأمر الذي يتنافى مع تعاليم كل الأديان. وما يقال عن طريق صنعاء عمران يمكن قوله عن طريق صنعاء تعز الذي يطلق عليه اليمنيون طريق الموت لكثرة الحوادث المروعة التي يشهدها.. ولو ان الناس أحصوا عدد الذين فقدوا حياتهم في ذلك الطريق بسبب ضيقه وتآكله منذ صعود علي عبد الله صالح إلى السلطة وحتى عام 2006 لكان الرقم مهولا.
الجمهورية الثانية
كان المكان المخصص لمهرجان مرشح اللقاء المشترك في مدينة عمران عبارة عن معسكر قديم شهد واحدة من اشد معارك حرب عام 1994 الأهلية ضراوة وقد تم تحويل المكان بعد ذلك إلى ملعب رياضي. ولم يخل المكان من علامات البؤس. وكان الجو حارا وأشعة الشمس تهبط على وجوه وعيون الجالسين في المنصة بقسوة شديدة. وكانت أفواج الزحف البشري تستقر على أرضية الملعب معطية ظهرها لشمس شديدة اللسع. وإذا كان مهرجان عمران، وهي المحافظة التي تمثل معقل الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر وأنجاله، لا يخلو من مغزى، فان الحضور الجماهيري غير المسبوق بحسب شهادات أبناء عمران لا يخلو بدوره من دلالة. ولم تدع كلمة الشيخ الشاب حميد الأحمر التي ألقاها في مهرجان مرشح اللقاء المشترك بالمدينة مجالا للشك حول ما يحدث في عمران 2006م، فبرغم الدبلوماسية التي تم توظيفها في انتقاء الأحداث والكلمات فقد كانت المعاني جد واضحة ان لم تكن للحشد الكبير الذي ملأ المكان فللطرف الآخر. فإشارة الشيخ الشاب في كلمته إلى ان اختيار أحزاب اللقاء المشترك للمهندس فيصل بن شملان كمرشح لها يمثل تتويجا لنضالات الشعب اليمني ولما قدمه من تضحيات في سبيل تحرير الإنسان اليمني من الفقر والجوع والفساد والاستبداد حملت عدة دلالات. من جهة مثلت استدعاء واضحا للدور التاريخي الذي لعبه آل الأحمر في قيام الثورة اليمنية وفي الحفاظ عليها. من جهة ثانية، مثلت تلك الإشارة محاولة لربط المنافس السياسي (مرشح الحزب الحاكم) بالماضي المكروه من اليمنيين وربط مرشح اللقاء المشترك ومؤيديه بحركة النضال الوطني. أما استدعاء الشيخ الشاب في كلمته لنضالات أبناء عمران فقد حقق هدفين في ذات الوقت؛ فهو من جهة ذكر الحشد بنضالات أسرته ومن جهة ثانية أكد على الوحدة العضوية لنضال أبناء محافظة عمران.
وقد كان الشيخ الشاب موفقا في تأكيده على التمايز بين الماضي والحاضر وعلى الاختلاف الكبير في أدوات النضال. فإذا كان التغيير بالأمس قد استدعى المسارعة إلى فداء الوطن بالدماء فان التغيير اليوم لا يتطلب من وجهة نظره سوى الانحياز لمصلحة الوطن عن طريق التصويت للشخص الأنسب. وإذا كان الشيخ الشاب قد حاول تبسيط معركة اليوم في كلمته فان ذلك التبسيط لا يمكن فهمه الا على انه من باب محاولة نزع فتيل التوتر القائم بين حملتين انتخابيتين تمسك كل واحدة منهما بخناق الأخرى. وقد كان لافتا إعلان الشيخ الشاب في كلمته رفض أبناء محافظة عمران للمناطقية وهو ما كرره أيضا في كلمته التي ألقاها في مهرجان اللقاء المشترك بمدينة تعز عندما أكد على إسقاط خط تقسيم اليمن إلى أعلى وأسفل والى زيدي وشافعي. وتأكيد الشيخ حميد على إسقاط خطوط الانقسامات هو أمر يتجاوز مسألة الدعاية الانتخابية ليلامس بعدا هاما من أبعاد التراث السياسي لآل الأحمر. كان الأحمر الأب قد لعب دورا كبيرا في قيام الجمهورية الأولى وفي العمل مع سائر القوى السياسية بعيدا عن التعصب القبلي والمناطقي. وهاهو الشيخ الشاب حميد الأحمر يقود ثورته الخاصة به ويؤسس بكل هدوء الجمهورية الثانية والتي تقوم أولا وقبل كل شيء، كما أكدت كلمته في مهرجانات عمران، أب، وتعز، على رفض المناطقية واحتكار السلطة لأي فئة كانت وسيادة القانون. وليس هناك من دليل على صدق الشيخ حميد من قيامه وبقوة بدعم مرشح من خارج قبيلته في مواجهة مرشح من قبيلته.
ولعل ما يثير الانتباه في كلمات الشيخ حميد هو البراعة في المزج بين الخطاب الديني والخطاب الوطني والخطاب التحديثي المتصل بالديمقراطية والتغيير السلمي وهو مزج لا تقتضيه الضرورة وطبيعة التحالفات السياسية القائمة فحسب بل يمثل أيضا مهارة سيحتاج إليها الشيخ حميد باستمرار في جهوده الحثيثة لضمان تماسك القوى المكونة لحركة التغيير والتحول نحو الديمقراطية. الشيء الأكيد هو ان ذلك المزج ليس مفتعلا بل يعكس الطبيعة الشخصية للشيخ الشاب الذي ينتمى إلى أسرة اتخذت من النضال الوطني حرفة، ووجد نفسه في سن مبكرة عضوا في حركة الإخوان المسلمين، ودرس الإنجليزية في الغرب في العطل الصيفية، ثم جعلته التجارة يتخذ من العالم بأسره وطنا.
ومع ان الشيخ حميد لا يملك موقعا قياديا عاليا داخل حزبه أو في اللقاء المشترك إلاَّ انه لوحظ انه يمتلك شعبيه كبيرة بين قواعد حزبه وقواعد اللقاء المشترك عموما. وقد لوحظ ان مجرد ذكر اسم حميد يثير عاصفة من التصفيق بين الحاضرين. وقد يعود ذلك إلى الطرح القوي للشيخ حميد خلال السنتين الماضيتين وهو الطرح الذي لفت كما يبدو ليس فقط انتباه كاتب هذه السطور ولكن انتباه الكثيرين وخصوصا الشباب الذين يمثلون القاعدة الأوسع في اللقاء المشترك والإصلاح على وجه الخصوص. وقد همس احد نشطاء المعارضة في محافظة اب في أذن الكاتب قائلا بأنه لم يكن يرتاح في السابق للشيخ الأحمر وأبنائه لكنه الآن ينظر إلى الشيخ حميد الأحمر كقائد لثورة. ولا تنقص الشيخ حميد مهارات الاتصال والتأثير على الناس. ففي كلمته التي القاها في اب قال مخاطبا الجمع الكبير «أنا نصفي منكم يا أهل أب» في إشارة إلى ان والدته من محافظة أب. أما في محافظة تعز فقد أشار حميد في الكلمة التي ألقاها إلى ان والده الشيخ عبد الله كثيرا ما ردد على مسامعه بان «تعز هي اليمن... واليمن هي تعز». وفي الحالتين خرج الناس من المهرجان يتحدثون عن ما قاله الشيخ حميد الأحمر.
الخطاب الرئاسي
كانت مهرجانات مرشح اللقاء المشترك في محافظات عمران، إب، وتعز رئاسية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. ففي مقابل الهتاف البدائي «بالروح بالدم نفديك يا علي» وهو هتاف يراهن على التجهيل والتضليل وتقديس الفرد وانتخاب رئيس يمتلك البلاد، كان هناك هتاف معارض مختلفاً تماما يراهن على الثورة وتحرير الإنسان يقول «بالروح بالدم نفديك يايمن». وفي الوقت الذي كان فيه الحزب الحاكم يراهن في خطابه الدعائي على تقسيم اليمن إلى قبائل ومناطق ومذاهب كانت أحزاب اللقاء المشترك تؤكد بالفعل لا بالشعار من خلال اختيارها للمرشح ومن خلال خطابها الإعلامي على مبدأ «اليمن أولا». أما الوصول إلى الحكم فيأتي كهدف في المرتبة الثانية.
كان الحزب الحاكم في اب قد حشد مجموعة من البلاطجة ليهتفوا «بن شملان عميل الأمريكان» وليسدوا منافذ المدينة أمام ممثلي اللقاء المشترك وليتسافهوا على النساء اللائي حضرن الحفل وليقذفوا الناس والسيارات بالحجارة معبرين عن بدائية وانحلال لا نظير لهما. وكانت أجهزة الدولة وفي مقدمتها اللجنة العليا للخيانات تعمل كغطاء لكل خروقات الحزب الحاكم ضاربة عرض الحائط بنصوص الدستور. وقد اظهر نشطاء المشترك في ردود أفعالهم أقصى درجات ضبط النفس.
وكانت كلمات مرشح اللقاء المشترك المهندس فيصل بن شملان، والشيخ حميد الأحمر، وقيادات اللقاء المشترك والناشطون في المهرجانات الثلاثة مليئة بالنقد لكنه كان نقدا متلفعا بلغة رفيعة خالية من التضليل والابتذال ومن المس بالأشخاص والتخوين... لغة ركزت على السياسات والأداء دونما تضليل أو استخفاف بالحاضرين. ويمكن القول إجمالا بان خطاب المشترك في كافة مهرجاناته يركز على عدة قضايا. ففي جانب نقد الحزب الحاكم هناك تركيز كبير على قضايا الاستبداد، الفساد، البطالة، والفقر. وفي جانب المعالجات هناك تركيز على أولوية الإصلاح السياسي بما يعنيه من الحد من سلطة الفرد وبناء المؤسسات وتوزيع السلطة بينها وإطلاق الحريات. وإذا كانت قضايا الاستبداد، الفساد، البطالة، والفقر تمثل الهم العام للغالبية العظمى من اليمنيين فقد لوحظ ان خطاب مرشح المشترك يركز فيما يتعلق بكل محافظة على المشاكل الخاصة بها والتي تعتبر الأكثر إلحاحا. ففي مدينة تعز ركز المهندس بن شملان مثلا على مشكلة المياه، وفي عمران على قضايا الثار وغلاء المهور، وفي الحديدة على الأراضي المنهوبة، وفي حضرموت وشبوة ومارب على حرمان أبناء تلك المناطق من حصتهم المشروعة من عوائد النفط الذي يستخرج من مناطقهم، وفي حجة ركز على السجون الخاصة. كما ركز مرشح اللقاء المشترك على بناء الروح المعنوية لأبناء كل محافظة من المحافظات التي زارها. ففي عمران مثلا أشاد بالدور الذي لعبه أبناء المحافظة في الدفاع عن الجمهورية والوحدة، وفي تعز أشار إلى حقيقة ان المحافظة هي الأكثر سكانا ووعيا، وفي محافظة أب أشاد مرشح المشترك بالتاريخ الحضاري للمحافظة.
الخطاب المعارض
اتهم صالح في خطابه بمحافظة حجة اللقاء المشترك بأنه يسعى للسطو على البنك المركزي اليمني لأخذ الاحتياطي العام الذي يقدر بستة مليارات دولار، السطو على وزارة النفط والمعادن والشركات العاملة، الاستيلاء على وزارة الاتصالات لتأميم كل الشركات وما يسمى بوسائل الاتصالات لصالح أحزاب اللقاء المشترك، ثم وزارة الكهرباء. واتهم صالح منافسيه على كرسي الرئاسة بأنهم «رموز الفساد». وفي فورة من فورات الغضب المعروفة عن صالح قال مهاجما معارضيه «وكل إناء بما فيه ينضح، أولئك هم الفاسدون، أولئك هم المرتدون، أولئك هم الفاسدون، أولئك هم الذين يعضون اليد التي أطعمتهم ،إن أنت أكرمت الكريم ملكته وان أنت أكرمت اللئيم تمردا».
ولو ان صالح قال ذلك الكلام في ثمانينات القرن الماضي ، أو خلال حرب عام 1994 أو حرب عام 2004 لكان مقبولا منه ولو على مضض. أما ان يقول صالح مثل هذا الكلام في عام 2006 وهو يخوض منافسة انتخابية فان الأمر يثير الكثير من الشك والريبة ويضع العديد من الأسئلة المشروعة حول النوايا الحقيقية لصالح. ويبدو ان مرشح الحزب الحاكم غير قادر على التفريق بين الوصول إلى السلطة عن طريق الانقلاب والوصول إليها عن طريق صناديق الاقتراع. كما يبدو ان مرشح الحزب الحاكم ينظر إلى مسألة منافسته على كرسي الرئاسة وهي مسألة حسمها الدستور والقانون على أنها عمل إجرامي أشبه ما يكون بقطع الطريق أو السطو على بنك. وخطاب مثل هذا ومهما كان الإنسان
حصيفا في قراءته له دلالات سيئة. فهو يظهر مرشح الحاكم كرئيس دولة بلغ به الغرور حدا يجعله يحتقر مواطنيه وينظر إلى منافسيه على أنهم عصابات من قطاع الطرق والمتخصصين في السطو على البنوك. وخطاب مرشح الحاكم كبير الشبه في هذا الجانب بخطاب الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات الذي أوصله المنافقون إلى درجة من الصنمية ظن معها انه "فرعون" المصريين في العصر الحديث.
كما يشبه خطاب مرشح الحاكم خطاب رموز النظام ألإمامي البائد من أمثال الإمام يحيى حميد الدين واحمد حميد الدين. فإذا كانت المطالبة بدستور للبلاد قد صورت في عام 1948 على أنها مطالبة بتغيير القرآن فان مرشح الحزب الحاكم يصور إقدام مواطنيه اليوم على منافسته في الانتخابات على انه خيانة كبرى. ومرشح الحزب الحاكم إما انه لا يفهم معنى الديمقراطية والتنافس الانتخابي وتلك مصيبة كما يقولون أو انه يقوم بتضليل شعبه وتحدي إرادته والاستهزاء به والمصيبة هنا أعظم.
ويؤكد خطاب الرئيس هذا، بما لا يدع مجالا للشك، ما يقوله الكثير من الناس من أن الرئيس ينظر إلى البلاد كمزرعة ويتعامل مع المواطنين كما لو كانوا أجراء في مزرعته. كما يؤكد كلام الرئيس هذا بان شعار المعارضة «رئيس من اجل اليمن لا يمن من اجل الرئيس» لم يأت من فراغ بقدر ما كان تعبيرا دقيقا عن محنة البلاد. إن حديث مرشح الحزب الحاكم لرئاسة الجمهورية اليمنية في مطلع القرن الواحد والعشرين عن الكريم الذي أكرم اللئام فتمردوا عليه هو حديث يعيد اليمن إلى القرون الوسطى وربما إلى عصور السادة والعبيد، وهو حديث يتناقض مع الشعار المجوف الذي يرفعه الحزب الحاكم عن يمن جديد بمرشح يثبت المرة تلو الأخرى بأنه لم يعد يملك أي جديد. وكان الأجدر بمرشح الحزب الحاكم الذي بدأ حياته كراع للغنم ان يترفع عن مثل ذلك الخطاب المهين للشخصية اليمنية وان يترفع عن الإفتاء بارتداد معارضيه وبفسادهم وان يستبدل خطابه الجاهلي الذي يفرق بين الناس في المواطنة المتساوية بخطاب يعمل على تعزيز الوحدة الوطنية والحقوق والحريات والتنافس الشريف.
لقد اختارت المعارضة اليمنية مرشحاً حضرمياً لرئاسة الجمهورية لتعمل على تعزيز الوحدة الوطنية في بلد لا يكف الحزب الحاكم فيه عن زرع الانفصال. وقد كان الأجدر بالحزب الحاكم الذي يعمق الانفصال كل يوم ان يعمل على دعم توجه المعارضة ويتوقف عن نشر الدعايات التي تسيء لليمنيين من أبناء الجنوب ولحقهم في المواطنة.
كلمة حق
أثبتت الكاتبة الشجاعة رشيدة القيلي في كلمتها التي ألقتها بالنيابة عن منظمة «مستقلون من اجل
التغيير» في مهرجان مرشح المشترك بمدينة تعز أنها تملك خطابا رئاسيا تغييرا لا يخاف قول كلمة الحق في مواجهة سلطان جائر. فلم تتردد الناطقة الرسمية باسم مستقلون من اجل التغيير في دعوة أبناء المحافظة التي فرض عليها الفقر والتخلف والفساد في رفع شعار «تغيير السلطة واجب» والى استبدال الرئيس الذي سخر اليمن لخدمة ذاته برئيس يسخر ذاته من اجل خدمة اليمن. وكانت دعوتها إلى جعل تعز مدينة مغلقة أمام الفساد والى التصويت ضد رئيس أعاد الملكية إلى اليمن من الباب الخلفي هي من اصدق وأجمل ما قيل خلال هذه الحملة الانتخابية. ان طموح الشعب اليمني للتغيير، وكما ذكرت الأستاذة رشيدة، ليس طموحا ترفيا بل هو الرد الطبيعي على سنين من المعاناة من فساد سلطة ليس لها من الصلاح -بحسب تعبير الكاتبة القيلي- سوى الاسم. ولن يستطيع احد لوم الشعب اليمني إذا هو أعلن ثورته الشعبية السلمية من خلال صناديق الاقتراع. فالرئيس الحالي كما ذكرت الأستاذة القيلي «قد جعل تضحيات الشعب في سبيل الثورة والجمهورية هشيما تذروه رياح الفساد والاستبداد» ولم يعد هناك بعد 28 عاما على الرئيس في السلطة من فرق بين رئيس وإمام. وقد ألهب خطاب القيلي حماس الآلاف من أبناء تعز المقهورين الذين احتشدوا ليقولوا "لا" للفساد والفقر والتمييز في المواطنة.
ورددت القيلي بصوت جهوري قول الشاعر:
يا شعب كم لك داخل الدائرة؟
إلى متى حتى تغادر؟
هل أنت فعلا فاقد الذاكرة؟
أم قيدك جبر الخواطر؟
كل الأمم في عصرها حاضرة
وأنت في ماضيك حاضر
راجع حسابك واقلب الباصرة
ورد أولها لآخر!!