استعداداً للانفصال.. ليفربول يستبدل صلاح بـ نجم شباك أول دولة خليجية عظمى تستعد في إنشاء ائتلاف عسكري مع الولايات المتحدة لحماية الملاحة في البحر الأحمر صواريخ تضرب تل أبيب في مدارس الحوثيين.. التعليم يتحول إلى أداة لترسيخ الولاء بالقوة الأمم المتحدة تتحدث عن توقف وصول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة فيتو روسي صادم في الأمم المتحدة يشعل غضب الغرب الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين المحكمة الجزائية في عدن تصدر حكمها النهائي في المتهمين بتفجارات القائد جواس شهادات مروعة لمعتقلين أفرجت عنهم المليشيات أخيراً
" وادي حضرموت أنموذجاً" (الحلقة الأولى)
مشكلة المؤتمر الشعبي العام هي أنه كان يقوم بدور منشفة المطعم التي يمَسحُ بها الأكلةُ أوساخ أيديهم؛ ذلك هو الدور الحقيقي الذي فرضت السلطةُ على هذا الحزب ممارسته منذ قيام الوحدة لتمثيل فصول المسرحية السياسية أو كما يقال الديمقراطية. في حين صنعت السلطة حزباً آخر أكثر فساداً وضرراً وجعلته (يتكبسل) بسرابيل الكهانة ومسوح الإصلاح ..وبرغم أنني أشمل بموضوعي الجمهورية اليمنية إلا أنني أوردت وادي حضرموت أنموذجاً، هذا الوادي الذي أجزم بأن الرئيس صالح قد سلَّمه بالكامل - من الناحية السياسية والفكرية- لحزب الإصلاح والجماعات المتطرفة..وأقل ما قدمه من أجل ذلك هو توجيهاته لجميع الوحدات العسكرية بمنح أصوات أفرادها لمرشحي حزب الإصلاح في وادي حضرموت ..ذلك ما سأثبته في هذا المقال يحمل عدداً كبيراً من الشواهد والقرائن المادية التي أوردتها هذه الحلقات (الخمس).
ما دفعني إلى كتابة هذا المقال هو أن حزب الإصلاح في حضرموت عاد اليوم ليعصف بكل التكتلات الاجتماعية ما لم يكن مهيمناً على قيادتها ؛ ليضع نفسه –بذلك- في الخانة التي كان قد توهمها الحزب الاشتراكي بأنه شرف وضمير وعقل الشعب ؛كل ذلك من أجل حماية مصالح مشايخه النفطية والبحرية وذهب من أجل ذلك في فت عضد النسيج الاجتماعي وإثارة الطائفية والطبقية وتوظيف واستثمار كل الأمراض الاجتماعية المسندة بالفتاوى المعلبة :
لم يثُر الشعب اليمني اليوم على نظامه السياسي فحسب بل ثار أيضا على المعارضة باعتبارها حكومة الظل التي خانته في تمثيله لدي السلطة وتاجرت بهمومه وآلامه إلى الحد الذي كانت تعمل على المزيد من عذاباته لتستخدمها كورقة ضغط على السلطة في تحقيق مكاسبها الذاتية والحزبية بل إن ذلك النهج من المعارضة أصبح السمة الغالبة لها والتي جنت منه ثروات طائلة على المستوى الحزبي والشخصي لو وجُهت هذه الأموال إلى تنمية الشعب لكفته شر الفاقة والتسول داخل اليمن وخارجها . وعلني أستبعد من هذه المعادلة بعض الأحزاب التي ارتضت لنفسها بأن تدور في هذا الفلك .
فالفساد لا يكمن في الحكومات المتعاقبة ولكنه في الأساس يكمن في النظام السياسي الذي يتمثل في السلطات العليا وفي المعارضة معاً تحديدا "حزب الإصلاح" ومؤسساته واستثماراته التي تكونت من المال العام ، أما منتسبي الجهاز الإداري فهم " كرانية" يجدون أنفسهم بين شقي رحاء في ما يطلق عليه مجازا السلطة والمعارضة. لذلك فأنني أبرئ جماعات الأخوان المسلمين من أفعال حزب الإصلاح التي كان لها الدور الأكبر في تخلف اليمن وفقرة ، لقد استئثار حفنة من هؤلاء بثروات وطننا المهدرة و المنهوبة وشوهوا سمعة بلدنا . من أجل كل ذلك فأنني أتساءل هل سيقتفي الإصلاحيون هنا أثر الأخوان في مصر بالمطالبة بفتح ملفات الفساد؟ لعله حينما ذهب البعض منهم إلى ساحات التغيير كانوا يتبرؤون من الفساد كما تبرأ الشيطان من أتباعه لا شك بأنهم أول من سيقف ضد فتح ملفات الفساد ؟
ذكر الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر في مذكراته بأن الرئيس علي عبد الله صالح طلب منه تشكيل حزب الإصلاح لغرض التنصل عن بعض الاتفاقيات الوحدوية مع الحزب الاشتراكي . لا شك انه بقيام هذا الحزب تبدأ عروض مسرحية الديمقراطية في اليمن ومن أجل ذلك تمت الاستعانة ببعض المسميات النمطية والتي دأبت السلطة على ترديدها بمقولة "أكذب حتى يصدقك الآخرون وأكذب أكذب حتى تصدق نفسك" وبذلك فقد فرضت على القاموس السياسي اليمني بعض المفردات المفرغة من دلالاتها على الواقع المعاش لتكون هذه بمثابة أخطاء سياسية شائعة .
أول تلك الأخطاء هي: تسمية المؤتمر الشعبي العام بالحزب الحاكم وهذه التسمية مجافية للحقيقة بكل المقاييس. وبرغم أن المؤتمر الشعبي هو حزب الرئيس إلاَّ أنه على الواقع السياسي من أضعف الأحزاب إرادة وهوية وأقل كثيرا من حيث النفقةً على هياكله التنظيمية مقارنة بحزب الإصلاح فهو أي حزب المؤتمر لا يعدو عن كونهم مجموعة أو نخبة تحسن الهندام وتجيد لف ربطة العنق ،تسلط عليهم الأضواء وقت ما تدعي الضرورة فيخرجون من أجداثهم عند ما ينفخ الرئيس لهم نفيره كما يصنع الراعي بغنمه عند إخراجها من "زربها" وعند ما ينجز هؤلاء مهمتهم في الظهور يعودون إلى بياتهم الشتوي ليمكثوا ما أراد لهم أن يمكثوا . ولا اقلل من شأن بعض القيادات المخضرمة المخلصة من أمثال الدكتور عبد الكريم الارياني الذي لا يعاب عليه إلا أنه كان في يوم ما على رأس هذا التنظيم غير أنه كانت له بصمات واضحة في انتشال المؤتمر الشعبي من مستنقعه لولا أنه اصطدم بإرادة المخرج الذي أراد لهذا الكيان - الذي اصطنعه لنفسه- بأن يكون كذلك .
الرئيس في الأساس لا يعتمد على المؤتمر الشعبي إلا في المهرجانات و"الكرنفالات" السياسية غير أن هناك دور في غاية الأهمية يسنده الرئيس ومعاونوه من حزب الإصلاح إلى المؤتمر الشعبي ألا وهو أن يقوم المؤتمر بدور منشفة المطعم التي يمر عليها الأكلةُ ليمسحوا بها أوساخ أيديهم ، وأقصد بالأكلة هنا هم رجالات البلاط ومشايخ حزب الإصلاح وبعض القيادات العسكرية وبعض أنساب الأخ الرئيس وهؤلاء هم أصحاب الحظوة والمستأثرين بالمال العام سواء على المستوى الشخصي أم على المستوى الحزبي أم على المستوى الديني أو حتى العسكري فهم قد عرفوا كيف يبتزون الرئيس وتوافرت لديهم تقنيات وخبرات ولعل معهد الديمقراطية الأمريكي الذي جاء من أجلهم خير معين لهم . أما المؤتمر الشعبي فلا يمتلك حتى صياغة ميثاقه الوطني الذي صنعه له الأخوان المسلمون قبل أن يصنع لهم الرئيس حزب الإصلاح ، ولا أخفيك القول بأن الإصلاح هم الذين يعينون حتى قياداته المؤتمر في بعض المحافظات أخذين بمبدأ "البقاء للأسواء" حتى يحق لهم أن ينسبوا الفساد - الغارقين فيه حتى أذنيهم- إلى الحزب الحاكم . كما أن توجيهات الرئيس بشان تعيينات أعضاء في اللجنة الدائمة أقل مضياً وأقل حظاً في النجاح من توجيهات اللواء علي محسن. فلا يعدو المؤتمر عن كونه قميص عثمان الذي يشهرونه وقت ما يحلو لهم ليصرفوا الأنظار عن أفعالهم في نهب مقدراتنا .
بطبيعة الحال ليس من مصلحة حزب الإصلاح القضاء المبرم على المؤتمر الشعبي العام فهو والسلطة معاً يريدان من هذا الكيان أن يكون مشجبا يعلقون عليه آثامهم وقد بداء المؤتمر الشعبي يمارس ذلك الدور اعتباراً من الحكومة الإئتلافية التي تشكلت من الإصلاح والمؤتمر ، هذه الحكومة التي أطلق الرئيس على عبد الله صالح للوزراء الإصلاحيين أن يفسدوا ما شاء لهم أن يفسدوا حتى بلغ بهم الأمر إلى أن أقصوا غالبية المدراء – الأغيار - عن وظائفهم ليُحلوا بدلا عنهم موظفين حديثي عهد بالوزارات التي يعملون بها وحديثو عهد حتى بالوظيفة العامة وغالبيتهم من المعاهد العلمية وأقحموهم حتى في المهام الفنية. فكان لهم نصيب الأسد من الفساد المالي والإداري لقد عمدوا إلى تسخير موازناتهم و اعتماداتهم لتشكيل مشاريع استثمارية خاصة بالحزب معهَّدة لإفراد من حزبهم وهي منتشرة اليوم في كافة مدن الجمهورية ورغم كل ذلك فهم ينسبون الفساد إلى حزب المؤتمر وهو الحزب الأضعف في المعادلة السياسية كونه لا يستطيع حتى الدفاع عن نفسه بأجلاء الحقائق .
(أولاً) دعني أسوق لك حالة عايشت تفاصيلها بنفسي .. بعد الوحدة - وكرد فعل طبيعي لإطلاق الحريات السياسية التي كانت مكبلة في الجنوب- نظم عددٌ من أساتذة الجامعة والمثقفون وأبناء القبائل المتنورون أنفسهم ككتلة واحدة ليخوضوا الانتخابات الأولى للمؤتمر الشعبي العام في عام 1990م بعد أن تبين لهم إن قيام المؤتمر في الجنوب كان مراد له أن يكون حزباً آخر ينطوي فيه القيادات القديمة للحزب الاشتراكي ليتم الصراع بينهم أي بمعني أخر أذكاء جذوة الصراعات القديمة بين رفاق الأمس ، غير أن هؤلاء الشباب استطاعوا بتكتلهم أن يغيروا هذا المسار لصالحهم -ولكن فقط مرحلياً- وقد كانت مهنية وحيادية المشرف على هذه الانتخابات الأخ علي مقبل الغثيم خير معين للشباب في تحقيق غايتهم . وكانت الانتخابات حرة ومباشرة وقد حققت نتائج تمثلت فيها ألوان الطيف الاجتماعي لذلك فقد كانت محط انبهار للأوساط الاجتماعية .
قامت هذه القيادات بإجراء الانتخابات في بقية مديريات وادي حضرموت الحضرية والبدوية وكانت تحت إشراف كل من الأخوين الشيخ عبد الحميد سيف الحدي والأخ أحمد يحي العماد وبرزت لهذه المديريات قيادات سياسية لا تقل أهمية عن القيادات الأم في سيئون مع تباين المستوى الثقافي كواقع تفرضه المناطق الريفية والبدوية .
لقد تم صعود الجميع إلى العاصمة صنعاء لحضور المؤتمر العام التكميلي لخوض انتخابات اللجنة الدائمة ولم تكن الانتخابات في صنعاء بذلك النَّفس الديمقراطي وبتلك الشفافية التي تمت بها الانتخابات القاعدية التي أجريت في حضرموت غير أنها كانت أفضل حالاً من انتخابات اللجنة الدائمة التي عقبتها والتي أطلق عليها جملة من التسميات الساخرة مثل انتخابات "أعطني صوتك وشل صوتي معاك " وانتخابات "أخطف واجرِ".وغيرها من الدورات الانتخابية الهزلية .
كان عليَّ أن أخبرك بنتيجة الانتخابات الأولى التي ذهب مؤتمريو وادي حضرموت من أجلها إلى العاصمة صنعاء " لقد سقطت القيادات المثقفة وفازت القيادات البدوية الأقل حظاً في ذلك. حتى أن بعضهم لا يجيد القراءة .. لم تكن هذه إلا الصفعة الأولى من الأمانة العامة لقيادات المؤتمر الشعبي بوادي حضرموت أما بعد ذلك وتحديداً بعد حرب1994م فقد بلغ الأمر إلى أقصى درجات التنكيل بتلك القيادات طبعاً بعد أن تم إقصاؤهم بطريقة أو بأخرى عن مهامهم السياسية .
قبيل حرب 1994م بأسبوع سافرت أعداد من تلك القيادات المؤتمرية بشكل جماعي إلى العاصمة وكان في استقبالهم كل من الأخ المحافظ صالح عباد الخولاني ويحي الأحرمي مدير الأمن السياسي في حضرموت وعمر معياد مدير الأمن العام بالمحافظة وكان الوفد يلتقي برئيس الجمهورية صباحا ومساء بل أن الرئيس أقام مقيلاً خاصاً على شرفهم ،وكان يقوم بنفسه بخدمة الضيافة احتفاءً بهم وكان مع محافظ المحافظة "الخولاني" يشيدان بشجاعة الوفد وتجشمهم الحضور في هذه الظروف الصعبة والحرجة.كل ذلك جعل تلك القيادات المؤتمرية في دائرة الاستهداف والمراقبة من قبل السلطات الأمنية في الجنوب. غير انه والحق يقال لم تتم أذيتهم على الإطلاق .
عندما وضعت الحرب أوزارها لم يعد احد في الساحة السياسية أو الحكومية سواء من قيادات الحزب الاشتراكي الذي كان يملك زمام السلطة كاملة في الجنوب بشكل عام أو قيادات حزب الإصلاح التي اختفت تماماً عن الأنظار ولم يعد يومها إلا قيادات المؤتمر الشعبي التي أبليت بلاءا حسناً فأصبحت أكثر تواجداً وحضوراً وكانت تداوم ليلاً ونهاراً وتحملت كامل مسؤوليتها في تطبيع الحياة العامة في الجانب الأمني والصحي والتمويني أما في الجانب العسكري قد جمعت من العتاد العسكري من فلول القوات المنسحبة التي كانت تتجه صوب عمان جمعت ما قيمته المليارات وقد ملأت كل من أحواش مبنى إدارة مدير عام مديرية سيئون وحوش المركز الأول لشرطة سيئون ومعسكر باوزير (شرقي سيئون) ومن الأسلحة التي جمعوها ثلاث عربات ذاتية الحركة عيار 23 Mm وكانت أول مرة تخرج المعركة.
بل ان قيادات المؤتمر التي سيطرت على الوضع الأمني في البلاد . كان هدفهم الأول هو عدم إراقة قطرة دم واحدة بما في ذلك الحيلولة دون الانتقامات وردود الأفعال ضد قيادات الحزب الاشتراكي باعتبار أن الدم لا يجر إلا دماً. وباعتبار أن الجميع في هذا الوادي هم إخوة وقد أحضرت قيادات المؤتمر مجنـزرة من معسكر باوزير إلى منطقة (عيديد) عند مدخل سيئون الغربي وكانوا يهدفون من ذلك إخافة القيادات العسكرية العائدة من جبهة العبر غير أن الذي خاف منها هم قيادات (الشرعية) كما كان يطلق عليها وكانت القيادة المؤتمرية تنتظر هذه القوات بفارغ الصبر لتخفيف أعباء المسئولية عنها ،غير أن المنتظر كان مخيبا للآمال فقد جاءت القوات المظلية مع قوة خاصة بالشيخ صادق بالحمر لتنهب البلاد بعد أن نهبت كل ذلك العتاد وكانت قيادات المؤتمر تتوقع أن تجرأ عملية استلام وتسليم لكل ذلك العتاد غير أنه لم يتم شيء من ذلك بل أن القيادة العسكرية – بعد ذلك - برئاسة محمد إسماعيل تعاملت مع القيادات المؤتمرية بمبدأ "إلي ما تقدر تجازيه عادية" فأخذت تدني قيادات الإصلاح وتجافي قيادات المؤتمر ، أدركت هذه القيادات بعد شيوع ثقافة الفيد أن كل تلك الجفوة كانت تهدف إلى منع قيادات المؤتمر من المطالبة بنصيبها في النهب وعند ما أدركوا إن تجاهل دور المؤتمر هو كمن يحاول حجب نور الشمس من أجل ذلك قاموا بتكريم المساعدين والكتبة ولم يقوموا بتكريم القيادات العلياء والميدانية وحتى هذا التكريم لم يكن إلا اسمياً وباهتاً .
عزيزي القارئ لك أن تتصور ما هي المكافأة التي حصل عليها هؤلاء المؤتمريون بعد الحزب
بعد أن انتهت الحرب واستتبت الأمور جاء محافظ المحافظة "صالح عباد الخولاني" من صنعاء برفقة محمد حسين دمَّاج محافظ محافظة المهرة والقيادي في حزب الإصلاح حينها ليضعا أول قدم لهما في مبنى مدير عام مديرية سيئون الذي كان مكتظاً بأعضاء حزب الإصلاح ليقوما بتتويج أحد قياداتهم وذهب المحافظان مع الإصلاحيين إلى غالبية مديريات الوادي ليقوما بالدور نفسه ، وقد تبين أن هناك خارطة طريق أو اتفاقية شبَهناها مجازاً باتفاقية (سايكس بيكو) كان الهم الأول لمدير المديرية الجديد هو إسقاط جميع المساجد واستبدال أئمتها بأئمة ينتمون إلى حزب الإصلاح من أصحاب التوجه الوهابي المتشدد وهو التوجه السائد لجماعات حزب الإصلاح في وادي حضرموت وان قصرت بهم ذخيرتهم فهم يأتون بخطباء من بلدان خارجية ولعل بعضهم في الأساس رجال استخبارات حتى تبين أن بعض الوافدين منهم لا ينتمون مطلقاً إلى عقيدتنا. كانوا يقومون بالتحريض والتكفير وإثارة النعرات الطائفية بحماية مدير المديرية وكانوا يأتون بأحداث السن ليقوموا بالإمامة والخطابة وان لم تتوافر لهم قاعدة في هذا الحي الذي يستولون على مسجده فهم يأتون بمصلين منقولين من أحياء أخرى ويعمدون أحيانا على توزيع صور لعلي سالم البيض في المسجد ليتم الحكم على إمامه المراد إقالته بالانفصالي وكانت الجهات الأمنية والعسكرية تتعاون معهم وتتحيز إلى جانبهم وكانوا يعملون على تهديد أئمة المساجد وقد وصل بهم الأمر في بعض الأحايين إلى القتل كان لهم هدف واحد هو إتمام مسيرة الاشتراكيين الذين أدركهم النضجُ ليحول دون إتمام الإجهاز على عقيدة وثقافة هذا البلد. (حضرموت) التي قامت مخرجاتها بنشر الدين الإسلامي في ما يقارب من ثلث مسلمي العالم المعاصر الأمر الذي وضع الجميع أمام تساؤلات مهمة "هل حضرموت واقعة تحت مسلسل تدميري" ليمثل هؤلاء حلقته الثانية؟
وللإيهام بأن المؤتمر هو الحزب الحاكم تم تعيين الأخ المناضل عوض حاتم وكيلاً لمديريات الوادي وبالرغم من أن حاتم رجل سياسي ورجل المواقف الشجاعة والصعبة إلا انه أصبح يتلقى اعتماداته من مدير المديرية الإصلاحي ، بل لعله يتلقى أوامره من مدير المديرية عبر المحافظ، وأصبحت الإدارة المحلية وكأنها ثكنة للذين يمنحون مدير عام المديرية استشاراتهم ووشاياتهم ذات الطابع الانتقامي ولم يكن له خيار إلا إتباع النصائح الأكثر تشدداًً وقد ذهب حزب الإصلاح في السيطرة على وظائف الحزب الاشتراكي في المرافق الحيوية التي تخدمه في تحقيق سياساته ويترك المرافق الهامشية لقيادات المؤتمر التي أصبحت مهمشة بالكامل وممنوعة الصلاحيات بل أن الشكاوى التي ترد إلى المحافظ عن مدير المديرية لا تجدي نفعاً بقد ما انه كان يحكيها لمدير المديرية .
أدت تدخُلات مدير عام مديرية سيئون في شؤون المساجد إلى عدد من المماحكات بينه وبين مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد بوادي حضرموت الذي ابلي بلاءا حسنا انتهى به الأمر إلى سيطرة التيار الوهابي من الإصلاحيين على مكتبه بمباركة وزارة الأوقاف التي كانت احد معاقلهم بعد الحرب والتي كان يرأسها آنذاك وزيرا إصلاحي وكان رجلاً طيباً غير أن شخصيته تضعف أمام المتطرفين من حزبه رغم استشعاره بوخز الضمير من وقوفه إلى جانبهم وكان ذلك أيضاً بدعم من محافظ المحافظة رغم أن مدير الأوقاف هذا تربطه صداقة مع المحافظ المذكور. وكانت للمحافظ المذكور خبرة بحضرموت كمدرب سابق في سبعينيات القرن الماضي في جيش الإنقاذ ولعل ذلك قد أهَّله لأن يكون أول محافظ لحضرموت بعد الوحدة .
أصبح المشهد العام والمشهد السياسي على وجه الخصوص في وادي حضرموت هو أشبه تماما بمشهد بدايات السبعينيات حين تم السحل والتنكيل بالعلماء وشيوخ القبائل وأثيرت من جديد أيديولوجية الصراع الطبقي غير أنها هذه المرة كانت بغطاء ديني حتى أصبح قائلهم يقول ما أشبه الليلة بالبارحة لقد أثار حزب الإصلاح جملة من الأمراض الاجتماعية وقام بالصرف على تغذيتها وتفننوا في آليات استخدامها .
hhsaggaf@yahoo.com