مصابيح خلف القضبان.... تقرير حقوقي يوثق استهداف الأكاديميين والمعلمين في اليمن عاجل : الإمارات تعلن تحطم طائرة قرب سواحل رأس الخيمة ومصرع قائدها ومرافقه بينهم صحفي.. أسماء 11 يمنيًا أعلن تنظيم القاعدة الإرهـ.ابي إعدامهم مكافئة للاعبي المنتخب اليمني وهذا ما قاله المدرب بعد الفوز على البحرين تعديل في موعد مباراة نهائي كأس الخليج في الكويت إضراب شامل في تعز احتجاجًا على تأخر صرف المرتبات ارتفاع ضحايا حادث تحطم الطائرة المنكوبة في كوريا إلى 127 قتيلا دولة عربية تسجل أكبر اكتشاف للغاز في عام 2024 الكويت تعلن سحب الجنسية من 2087 امرأة إنستغرام تختبر خاصية مهمة طال انتظارها
مأرب برس - خاص
آن لك أن تخجل من دمع أمك أيها البار بأمك ، كما آن لك أن تُصبح على وطن من سحاب و من شجر يا ابن فلسطين الجريحة ..
رحمك الله يا عربي الهوية .. قد قلت يوماً :
وضعوا التراب على فمي
فالشعر دم القلب ..
ملح الخبز..
ماء العين ..
اليوم سنرمي على جسدك التراب حباً ، و سيبقى شعرك دم القلب العربي كي لا تموت فيه النخوة أكثر ، و ملح الخبز الذي بات نفطاً ، و ماء عيون كل من يصبوا إلى الكرامة و العيش الكريم ..
ها أنت ترحل عن بيادرنا يا مخزون النضال ، و لكن لا تخف .. فلن ننساك بين زحمة الأسماء ، و لن تذوب في زوابع الشتاء ، و لن تنام جراحنا حتى تطيب .
كان وقع الخبر عليّ مؤلماً عندما تلقيته برسالة من الشاعر السعودي " صالح الهنيدي " حين قال لي : (( محمود درويش مات وجوابك في صدره مع الأسف )) ..!
كُنت قد قمت مؤخراً بالبحث عن وسيلة توصلني إلى الشاعر الراحل " محمود درويش " لأسأله عن عدن ، و ما الذي حدث له فيها عندما زارها .. و عندما ظفرت بعنوانه عن طريق احد أصدقاءه ، أرسلت له رسالة مستفسراً عن ما حدث معه في العاصمة الاقتصادية لليمن ( عدن ) و ما الذي جعله يكتب نص ( ذهبنا إلى عدن ) بتلك الطريقة ؟ أسئلة كثيرة جالت في خاطري على خلفية قراءتي هذا النص النابع من قريحة هذا العملاق " محمود درويش "فقد قال فيه :
" ذهبنا إلى عدن قبل أحلامنا ، فوجدْنا القمرْ
يُضيءُ جناح الغُراب . التفتنا إلى البَحْر ، قُلْنا لِمَنْ
لمن يرفعُ البحرُ أجراسهُ ، ألِنَسمع إيقاعنا المُنتظرْ ؟
ذَهبنا إلى عدن قبل تاريخنا ، فوجدنا اليَمَنْ
حزِيناً على امْرئ القَيْسِ ، يَمْضغُ قاتاً و يمحو الصُّورْ
أمَا كُنتَ تُدرك ، يا صاحبي ، أنَّنا لاحقان بقيصر هذا الزَّمَنْ؟
ذهبنا إلى جنَّةِ الفقراءِ ، نفتح نافذةً في الحَجر
لَقَد حَاصَرتْنا القَبَائِل يا صَاحِبِي ، ورمتنا المِحَنْ
و لكنَّنا لَمْ نُقايِضْ رغيف العدُو بِخُبزِ الشَّجَرْ
أمَا زال مِن حقّنا أن نُصدق أحْلامنا ، و نُكذب هذا الوَطَنْ؟"
قد فهمت أنه – الشاعر محمود درويش - عندما ذهب عدن وجد اليمن يمحو صوره المشرفة عبر التاريخ ، و كأنه يقول نفس المقولة للشاعر السعودي " معبر النهاري " حينما قابلته اثر زيارته لليمن عندما قال لي في أحد فنادق صنعاء : ( وجدت اليمن الجديب و ليس السعيد ) و قد ثبّت هذه المقولة في أحدى قصائده التي ألقاها في صباحية شعرية في بيت الثقافة و الذي نظّمها بيت الشعر اليمني .
و لكن أبى فضولي النابع من عشقي لمعرفة كلّ ما يتعلق و يخص وطني ؛ إلّا أن أبحث عن ماذا حدث لمحمود درويش في البلد المضياف ؟ في بلد أهل الطيب و الإيمان و الحكمة ، من حاصره ؟ و ما هي المحن التي ادلئمت به ؟ و متى جاء إلى اليمن أصلاً ؟
لم أعرف أنه يُصارع الموت آن ذاك – عندما أرسلت رسالتي إليه – و قد خانني فهمي عندما قرأت قصيدته الأخيرة " لاعب النرد " و التي أعطاها لنا زميله الدكتور الفلسطيني " عبدالله حسين كراز " كعربون بأن يجد لي وسيلة للتواصل مع العملاق محمود درويش ؛ فلم افهم أن تلك القصيدة قصيدة مودّع .. فقد ظهر فيها أنه يسترجع ذكرياته و أفراحه و أحزانه و مواقفه .. و التي بدأها بـ:
مَنْ أَنا لأقول لكمْ
ما أَقول لكمْ ؟
وأَنا لم أكُنْ حجراً صَقَلَتْهُ المياهُ
فأصبح وجهاً
ولا قَصَباً ثقَبتْهُ الرياحُ
فأصبح ناياً ...
أَنا لاعب النَرْدِ ،
أَربح حيناً وأَخسر حيناً
أَنا مثلكمْ
أَو أَقلُّ قليلاً ...
وُلدتُ إلي جانب البئرِ
والشجراتِ الثلاثِ الوحيدات كالراهباتْ
وُلدتُ بلا زَفّةٍ وبلا قابلةْ
وسُمِّيتُ باسمي مُصَادَفَةً
وانتميتُ إلي عائلةْ
مصادفَةً ،
ووَرِثْتُ ملامحها والصفاتْ
وأَمراضها :
أَولاً - خَلَلاً في شرايينها
وضغطَ دمٍ مرتفعْ
( تستطيع أن تجد بقية القصيدة في شبكة الإنترنت )
رحمك الله يا عملاق .. مت قبل أن تُحدثني عن جنتي ، جنة الفقراء ، عن اليمن ، و بالتحديد عن عدن..!
رحمك الله يا صاحب الرقم خمسون ألف .. مت قبل أن أطلب منك أن تكتب تحت كل قصيدة لك تهاجم فيها الاحتلال الإسرائيلي ، هذه الجملة: (( أتمنى عدم استخدام هذه القصائد من قِبل مرضى القلوب ، من يرمون أخوتهم في الوطن و الدم بما نرميه على بني صهيون ))
كنت أجزم ، بل و على ثقة ، أنه إن علم أن أبناء الوطن الواحد يجعلون من قصائده هو و الشاعر " أحمد مطر " وسيلة من وسائل تهييج العواطف في قلوب العامة لخلق الفتن في الوطن الواحد بهدف تفتيته ؛ لأحجموا عن قول الشعر .. لأنهم ينظمونه هجاءاً للمُحتل الصهيوني و ليس ليستثمره المُتاجرين بالأوطان و مختلقي الفتن ، أمثال اليمني الحسني و العراقي المالكي و السوداني أحمد أدم و غيرهم من العرب ..!!
رحمك الله .. مت و آن لك أن تخجل من دمع أمك و مُحبيك .
Hamdan_alaly@hotmail.com