مليشيات الحوثي تختطف مواطناً من جنوب اليمن للضغط على شقيقه عاجل .. دعم سعودي لحكومة بن مبارك ووديعة بنكية جديدة كأس الخليج: تأهل عمان والكويت ومغادرة الإمارات وقطر دراسة حديثة تكشف لماذا تهاجم الإنفلونزا الرجال وتكون أقل حدة نحو النساء؟ تعرف على أبرز ثلاث مواجهات نارية في كرة القدم تختتم عام 2024 محمد صلاح يتصدر ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي .. قائمة بأشهر هدافي الدوري الإنجليزي مقتل إعلامية لبنانية شهيرة قبيل طلاقها قرار بإقالة قائد المنطقة العسكرية الأولى بحضرموت.. من هو القائد الجديد؟ دولة عربية يختفي الدولار من أسواقها السوداء تركيا تكشف عن العدد المهول للطلاب السوريين الذين تخرجوا من الجامعات التركية
لقاء رئيس الجمهورية الثلاثاء الماضي بأصحاب الفضيلة العلماء والمرشدين وخطباء وأئمة المساجد بمدينة سيئون كان له الأثر الطيب في خلق الثقة المتبادلة بين القيادة والعلماء لنشر ثقافة المحبة والإخاء بين أبناء اليمن انطلاقا من تعاليم الدين وسماحة الاسلام التي حثنا على الاعتصام بحبله المتين ونبذ كافة أشكال الفرقة والاختلاف.
وعلى ما يبدو أن اللهجة التي استخدمها الرئيس الصالح في خطابه أمام تلك الكوكبة من علماء حضرموت كانت شديدة وقوية، خاصة مع استمرار تصاعد أعمال العنف وأحداث الشغب في بعض مديريات المحافظات الجنوبية ومناوشات المتطرفين والإرهابيين مؤخرا بحضرموت والذي شكل قلق وأرق لدى القيادة بالخوف من توسعه وبث سمومه بين أبناء المجتمع اليمني ونشر الضغائنوالأحقاد بعد أن لم الله شمل الوطن لما يقرب من 20 عام .
تعليق شماعة الأخطاء التي يرتكبها عدد من المتنفذين والفاسدين من كبار القوم على الوحدة كلام غير منطقي ولا محل له من الإعراب كون الوحدة لا علاقة لها بفساد المفسدين وتسلط المتنفذين على أراضي في هنا وهناك،ما يضع العلماء أمام حقيقة الواقع في تحمل مسؤولية الوعظ الديني والإرشادي عن القضايا الوطنية والإنسانية بكل أمانة وتحصين المجتمع من الممارسات الخاطئة والنعرات المقيتة والدعوات الباطلة والمغرضة.
لكن للأسف الشديد غفل رئيس الجمهورية في حديثه من شيء واحد، ربما يكون الوحيد لشحذ همًم الخطباء وأئمة المساجد وتحفيزهم في أداء واجبهم التوعوي والإرشادي ونماء الولاء والانتماء وحب الوطن لفئات المجتمع باعتبارهم الاكثر قُرباً من الناس، هذا الشيء يتمثل في دعم الخطباء والمرشدين وتحسين مستواهم المعيشي نظرا للمسؤولية الملقاة على عاتقهم.
ثمة أشياء لا بد ان يعرفها رئيس الجمهورية وهو أن خطباء مساجد أمانة العاصمة لم يتسلموا ريالا واحدا من مرتباتهم الشهرية حتى اليوم من رمضان الفائت ،بل لابد أن يعلم أن رواتب خطباء وأئمة مساجد الجمهورية لا تساوي شيئا أمام مرتبات موظفوا القطاعين الحكومي والخاص والتي تصل الحد الأعلى بـ 10 ألف ريال والحد الأدنى من ألف الى ألفين ريال، فأين اهتمام القيادة من العلماء .. وأين دعم الحكومة للخطباء .
ولو طرحت مقارنة فإننا سنجد أن ملايين الريالات تهدر عبثا في أمور تافهة لا تساوي شيئا مقابل ما يقدمه العلماء من خدمة لبيوت الله وتعليم الأجيال وتقديم النصيحة والتوعية لملايين الناس .. بيد ان عمل الخير
هالأيام فعله عسير من القيادة او الحكومة، متناسين ان الخطباء لهم دور مهم في خلق أجيال متسلحة بالعلوم والمعرفة أو العكس من ذلك والحليم تكفيه الإشارة .
وعندما نرى هذه الفوارق يتسائل الواحد منا إلى هذا الحد يصل غباء الحكومة ووزارة الأوقاف والارشاد وإغفالهما دور العلماء والخطباء التبصيري لأنهم الفئة الأكثر تأثيرا على المجتمع عبر منابر المساجد ..
أو لأنهم يعرفون أن دعواتهم مسموعة من قبل العامة والخاصة .. ما رأي رئيس الجمهورية بهذه القضية .. ألا يحتاج هذا الى تفسير .. والى متى تستمر معاناة الخطباء وأئمة المساجد الذين يقومون بدور لا يقل أهمية عن دور المعلمين في المدارس والأطباء في المشفيات .
أعتقد جازما أن العلماء حريصون على أداء الرسالة الدينية والوطنية بكل أمانة ونزاهة لما لهم من مكانة عالية في المجتمع وبإمكانهم أن يتحولو ويحولو المجتمع الى متطرفين وإرهابيين في أي لحظة إذا أرادوا
ذلك ولكن هنا يأتي السؤوال هل عرف الزعماء قدر العلماء ومكانتهم الاجتماعية والرسول عليه الصلاة والسلام يقول في شأنهم" فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة
الأنبياء وإن الأنبياء لم يورّثوا دينارا ولا درهما وإنما ورّثوا العلم فمن أخذه فقد أخذ بحظ وافر .
وأخيرا وليس آخرا نصيحة لمن ولاه الله أمور البلاد وفي مقدمتهم فخامة الرئيس أقول إذا أردتم أن يصلح العلماء والخطباء ويصير دورهم له تأثير في النصح والارشاد والتحصين والتنوير و المساعدة على صلاح الحال والواقع ".. أُعطوا العلماء حقوقهم و ضعوا لهم تقدير وتوقير وافرضوا احترامكم عليهم فإنهم ورثة الأنبياء .. وأصلحوا انفسكم كما قال صلى الله عليه وسلم " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب ".