مليشيات الحوثي تختطف مواطناً من جنوب اليمن للضغط على شقيقه عاجل .. دعم سعودي لحكومة بن مبارك ووديعة بنكية جديدة كأس الخليج: تأهل عمان والكويت ومغادرة الإمارات وقطر دراسة حديثة تكشف لماذا تهاجم الإنفلونزا الرجال وتكون أقل حدة نحو النساء؟ تعرف على أبرز ثلاث مواجهات نارية في كرة القدم تختتم عام 2024 محمد صلاح يتصدر ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي .. قائمة بأشهر هدافي الدوري الإنجليزي مقتل إعلامية لبنانية شهيرة قبيل طلاقها قرار بإقالة قائد المنطقة العسكرية الأولى بحضرموت.. من هو القائد الجديد؟ دولة عربية يختفي الدولار من أسواقها السوداء تركيا تكشف عن العدد المهول للطلاب السوريين الذين تخرجوا من الجامعات التركية
عندي أمل يجتاح فوادي بقوة أننا سنعيش أفضل مما عشناه في الماضي لا أدري على ماذا بنيت هذا الأمل، لكنه أمل وجدته موزع في وجوه الجميع يكاد يكون سمة وعلامة فارقة من السهل مشاهدتها في الساحات في الميادين في وسائل الموصلات المهترئة في وجوه الأطفال الباحثين عن الأمل والغد المشرق المتطلعين لغد جميل يحفظ لهم أحلامهم التي رسموها بعيد عن دوي المدافع وأزيز الرصاص المبعثر وسط أحيائهم الفقيرة التي تفتقد إلى أبسط مقومات الحياة المحترمة.
ستجدها حتما في وجوه الجنود الموزعين بين المرابع التي شهدت قتال وحرب شوارع، ستجدها أيضاً في عيون الشباب الذي أشعل شرارة الثورة التي من خلالها رَسَم مستقبلة، لعله الآن قام بإجراء تعديل علي تلكم الأهداف والأوراق التي من خلالها حدد ملامح مستقبله علي ضوء المتغيرات التي حصلت في بلد لم يعرف معنى الدولة المدنية في ضل حكم العسكر منذ اندلاع ثورة 26سبتمبر حيث كانت فترة القاضي الإرياني هي الفترة الوحيدة التي حكم فيها المدنيون، وبعدها خاض اليمن تجارب مريرة في ضل حكم الجنرالات التي قتلت في قلوب الجميع معنى المدنية ودولة النظام والقانون، لقد سئمنا رفع الشعارات الرنانة وأصبحت الخطب السياسية التي نسمعها عبارة عن جعجعة لكن لم بدون طحيناً ..
أتذكر جيداً أني كنت أحلم بدولة لا أبحث فيها عن حقوقي كموطن، لكن تفاجأت أني لا أمتلك حقوقي كإنسان وبشر، هذ هو ما يزيد من الألم ويضاعف من الفاتورة التي دفعها ومازل يدفعها وطن تعرض للسرقة والنهب من قبل عصابات أدمنت على النهب والسلب والتعامل مع الوطن كحديقة خاصة يعبثون بها كيفما يشاؤون، تباً لكم يا من سرقتم الأحلام من الصغار قبل الكبار، تباً لكم يا من حرمتم الشباب من التمتع بوطنهم وجعلتم من الوطن عبارة عن أعباء يجب التخلص منها والفرار إلى أقرب دولة خليجية، يتم معاملتهم فيها معاملة لا تقل عن قسوتكم مع فارق بسيط
عندما قمت بزيارة الرياض الشهر الماضي تفاجأت أن عدد الشباب الذين غادرو الوطن خلال المرحلة الماضية كانوا ضعف ما يرحل كل عام كان الجميع متذمرون من الأوضاع التي وصل إليها وطنهم المنهك، أحدهم قال: والله ما تركت وطني إلا بعد أن أيقنت أننا بحاجة إلى وعي اجتماعي وسياسي بضرورة التغيير نحو الأحسن، وهو ما نفتقده للأسف، يواصل شرح المعاناة والله إني تركت الوطن أنا في أشد الحاجة إليه، لم أبكي علي شيء آخر كما بكيت على فراق الوطن،
شاب آخر أعرفه جيداً كان معنا في ساحات الثورة وهو اليوم مغترب يقول كان نظام صالح يعتمد على إذلال الموطن في الدخل والخارج، فترك الشباب إذلال الداخل لأنه إذلال مع فقر، وفر الي الاذلال بدون فقر ونحن الآن نعاني من المعاملة غير الإنسانية هنا، هل سيبكي باسندوه علينا إذا عرف كيف يتم معاملتنا؟ أرجو أن يتم تحسين معاملتنا في القريب العاجل .
الأمل مازال يراودني بقوة أن دموع باسندوه الصادقة ستعمل على مسح معانتا، سيعمل الرجل الطيب الرجل الصادق على رفع المعاناة التي ظلت ترافقنا من يوم عرفنا أنفسنا، الأمل وحده الذي نعيش عليه، ونعيش على أمل أن نعيش الغد الأفضل.
يجتاحني شعور غريب كلما تذكرت ما مر على الشعب اليمني خلال عام ونصف كيف استطاع اليمنيون أن يعيشوا في ظل غياب أساسيات الحياة، كيف نام الأطفال وهم يسمعون أزيز الرصاص، ويرون بعض نوافذهم محطمة، كيف عاشت النساء في المنازل وأطفالهن في الشوارع ولا يمتلكن ضمانة أن أحداً من ذويهم سيعود حياً ،كيف عاش الأطفال بدون قناة (سبيستون) وبدون (توم وجيري) الذي كانوا يشاهدونه في حاراتهم وشوارعهم لكنه اختلف عن (توم وجيري) الذي تعودوا علي مشاهدته في قنوات الاطفال ، كيف صنع الآباء مع أبنائهم الذين أدمنوا على مشاهدة قناة (طيور الجنة وكراميش) وبيوتهم ظلت لأشهر لا تعرف الكهرباء كيف كان العاشقون يمارسون هوايتهم في العشق والغرام، وهم لا يأمنون على معشوقتهم من أن تصاب بشظية أو برصاصة ظلت طريقها واستقرت بمن يحبون هي مأساة حقيقية لابد أن الله قد أذن لنا بالفرج وبالراحة الأبدية التي فارقتنا بل لم نشاهدها.
ابني الصغير عبدالله منذ اندلعت الثورة وهو يطالبني بإلحاح أن أذهب معه إلى الحديقة لكن طفلي الصغير لا يعرف أنه لا يوجد حديقة لكي يذهب إليها، هو يقراء في كراسته المدرسية عن الحديقة والاستمتاع بها، لم أجرؤ أن أحدثه حديث الكبار أننا لا نمتلك خدمات أساسية من ماء وكهرباء وغيرها فما بالنا بالحدائق ووسائل الترفيه لكن طفلي طلب مني زيادة في المصروف لأنة سيذهب إلى الحديقة مع المدرسة فرحت كثيراً لحال طفلي المحروم من أبسط حقوقه وإن كانت الحديقة التي ذهب إليها لا يمكن أن توصف بحديقة ، إنما يمكن وصفها بجبل فيه أشجار وأربع سيارات صغيرة يتداولها الأطفال بالتناوب هذ كل ما في الامر .
الحياة في وطني عبارة عن جهاد مقدس الجميع يسعي إلى أن يوفر لنفسة ولأفراد أسرته أسباب الحياة الكريمة التي نجاهد في سبيلها وتحت رايتها وليتنا استطعنا !!، لست متشائماً بل عندي أمل وأمل كبير أن حالنا سوف يتغير نحو الأفضل وسوف نرتقي في سلم الأمم في ظل أبجديات الحياة المدنية وفي ظل بصيص أمل في تطبيق النظام والقانون في قادم الأيام. في ضل توافق وطني يبدو أنه لن يستمر طويلاً لكن ارج وان يستمر لان التفرد كان هو السبب الرئيسي للدخول في نفق مظلم لعلنا نخرج من هذا النفق اللعين الذي جلب علينا الويل والثبور وادخل اليمن في مشاكل أصبحت مادة دسمة للإعلام..
وأصبحت قضية اليمن قضية تتصدر مشاكل العالم حتى الحوثيين لم يتركونا فقاموا بالاستيلاء علي مدينة صعده بقوة السلاح وأصبحت قوات ومليشيات الحوثي توزع الموت ليس لليهود الغاصبين بل لليمنيين الموحدين وكذلك ظهر لنا أنصار الشريعة وقاموا بالاستيلاء علي مدينة أبين وشنوا حرباً شرسة ضد أفراد الأمن.. ما ذنب الجنود الذين يقتلون يوميا وهم ليسوا من قوات المارنز الأمريكي؛ بل من القوات اليمنية؟ يكفي يا أنصار الله ويا أنصار الشريعة دعونا نعيش بسلام ودعوا الأمل يغزونا بدلاً من غزواتكم المميتة؟؟