آخر الاخبار

رسائل دول الخليج من العاصمة دمشق لسوريا وللعرب وللمحور الإيراني المليشيا تجبر طلاب جامعة ذمار على إيقاف الدراسة للإلتحاق بدروات طائفية وعسكرية تشمل التدرب على الأسلحة المتوسطة والثقيلة تعرف على الأموال التي سيجنيها ريال مدريد في حال تتويجه بكأس العالم للأندية 2025؟ أول دولة أوروبية تعلن تقديمها الدعم المالي لسوريا توكل كرمان : الشرع يدير سوريا وفق الشرعية الثورية وتشكيل حكومة شاملة بُعَيْدَ سقوط نظام الأسد نكتة سخيفة خمسون قائداً عسكريًا سوريا ينالون أول ترقيات في الجيش السوري شملت وزير الدفاع.. مأرب برس يعيد نشر أسماء ورتب القيادات العسكرية 1200 شخصية تتحضر للاجتماع في دمشق لصناعة مستقبل سوريا .. تفاصيل عاجل الإنذار الأخير ... واتساب سيتوقف عن العمل على هذه الهواتف نهائياً أجهزة الأمن بمحافظة عدن تلقي القبض على عصابة تورطت بإختطاف النساء ...تفاصيل صحيفة هآرتس: الاتفاق السعودي الحوثي معضلة أمام إسرائيل في حربها ضد الحوثيين ... قراءة تل ابيب لمشهد الحسم العسكري المتأرجح

لماذا لا أحتفل؟!
بقلم/ أسامة غالب
نشر منذ: 13 سنة و 6 أشهر و 9 أيام
الثلاثاء 21 يونيو-حزيران 2011 10:48 م

لم أحتفل بالهجوم الذي استهدف الرئيس وكبار رجالات النظام في جامع النهدين لكنني أكون كاذبا إذا قلت إن قلبي لم يرقص طرباً لسماع الخبر كغالبية اليمنيين، ولم يعكر صفو مزاجي في تلك الجمعة المباركة، جمعة رجب، سوى الأخبار التي قالت إن قيادات مؤتمرية لم تكن حينها حاضرة لتذوق عذاب الحريق، وعندما تأكد أن إصابات بعض المسؤولين كانت طفيفة..

وكثير استنكروا بيانات الإدانة والاستنكار خصوصاً الصادرة عن جهات محسوبة على الثورة ومنها أحزاب المشترك التي أدانت وبشدة الحادثة وكأن المستهدف علي بن أبي طالب كرم الله وجهه لا علي عبدالله صالح رغم أن مثل هذه البيانات اقتضتها السياسة، وربما قالتها أفواههم لكن قلوبهم وقلوب قواعدهم تأبى ذلك..

العنف مرفوض بدون شك لكنه أحياناً مطلوب وضرورة، وما حدث في جامع الرئاسة يندرج في هذا الإطار بحسب مراقبين إذ أن من استهدفوا إما ظالمون أو أعوانهم، وفي أحسن الأحوال شياطين خرس ساكتون عن قول كلمة الحق إلا من رحم الله، فلماذا نأسى على قوم مجرمين؟!

هؤلاء متورطون في دماء آلاف المواطنين وخلال أربعة أشهر من عمر الثورة السلمية فقط روعوا آلاف الأطفال والنساء وانتهكوا الحقوق والحريات، ومارسوا كل الأفعال القبيحة بل إن جمعتهم كانت على أنقاض مجزرة وحرب إبادة ضد الإنسانية ارتكبوها في محافظة تعز، ولا أدري كيف استساغ عبدالعزيز عبدالغني ورشاد العليمي الصلاة بجوار المشير بعد الذي حدث لأبناء محافظتهم تعز، والتي لا تزال في فوهة مدافع الحرس الجمهوري وتحت قناصة قيران حتى اللحظة تنزف دما؟!

بعد كل ما جرى ثمة من يعيب على هؤلاء الشباب احتفالهم باستهداف صالح وملئه أو بمعنى أدق برحيلهم كون الاحتفال جاء بعد يومين من الحادثة، وينسون أن هؤلاء الشباب هم أيضاً ضحايا عنف النظام الحاكم، ومن الإجحاف أن نحاكمهم بمنطق المثقفين والصحفيين أو السياسيين، ويكفي أنهم احتفلوا سلمياً بينما ابتهج أنصار المؤتمر بنجاح عملية زعيمهم، وكان نتاج فرحتهم المنقوصة عشرات القتلى والجرحى في عدد من المحافظات..

لا مجال للعاطفة فالرئيس مسؤول عن كل قطرة دم سالت في اليمن وكل مسؤول يقف بجانبه في منصة السبعين مساهم في كل جريمة ترتكب من قبل هذا النظام الذي مارس أبشع أنواع العنف وجاء اليوم الذي يذوق مرارته ليعرف على الأقل حجم بشاعته، ومن قاموا بالعملية يبدو أنهم استشعروا هذه المهمة وأرادوا التخلص من أفراد بعدد أصابع اليدين مقابل حياة خمسة وعشرين مليون مواطن، وهذا برأيي عنف مقبول لأنهم حاولوا اختصار المسافات وصون دماء وأموال وأعراض اليمنيين، وإذا ثبت أن القاعدة هي من نفذت العملية فأجزم أن تنظيمها سيكسب زخماً كبيراً الفترة القادمة..

شئنا أم أبينا سيظل الناس يذكرون بخير من نفذوا العملية لأنها أشفت صدورهم من نظام ظلمهم ونهب ثرواتهم وصادر حقوقهم، وعاث في اليمن الفساد وأذاقهم لباس الخوف والجوع، ومن يتعللون بالعنف عليهم مراجعة التاريخ جيداً ومنهم قادة الحزب الحاكم الذين يتغنون سنوياً بعملية اغتيال الإمام يحيى ويصفون يوم مقتله بثورة..

باعتقادي ليس من العنف اغتيال رئيس عربي أو إسرائيلي إن لم يكن استهدافهم ضرورة شرعية وإن كانوا معلقين على أستار الكعبة في أشهر حرم، فالأول احتل سلطة والثاني احتل أرضاً وكلاهما قتل وشرد واعتقل وعذب، والأعضاء الفاسدة يجب بترها من أجل حياة الإنسان، ولهذا فمن حق طفل استشهد والده وزوجة قنص البلاطجة زوجها وشاب أحرق الأمن القومي أخاه وغيرهم من حقهم الاحتفال باستهداف قاتلهم بل ويجعلوا من يوم وفاته أو رحيله عيداً لأولهم وآخرهم.

************

* رئيس تحرير صحيفة الناس