آخر الاخبار

البحرين بطلاً لكأس الخليج السادسة والعشرين بالكويت توكل كرمان: أحمد الشرع هو من حرر أوروبا من سطوة المشروع الإيراني والروسي وهي في امس الحاجة للتحالف معه واشنطن: الصين تسلح الحوثيين في اليمن وفق اتفاق ثنائي ومئات الصواريخ المجنحة الصينية يتم إعدادها لضرب دول الخليج خبراء هيئة المساحة الجيولوجية اليمنية يحذرون من انفجار بركان دوفين الخامد .. عاجل تشكيك عائلي من أسرة الصحفي المقري حول مزاعم إعدامه وتورد بنود التشكيك وترفض التعازي الديمقراطيون يقدمون لإسرائيل صفقة أسلحة عملاقة لإسرائيل بقيمة 8 مليار دولار قبل مغادرتهم البيت الأبيض الحوثيون يمنعون وصول المياه الصالحة للشرب للمواطنين بمحافظة إب ويجبرونهم على مياه غير صالحة الحوثيون يستهدفون منزل أحد قيادات الجيش الوطني بصاروخ باليستي  .. فيديو اعتقال ''شلهوم'' مسؤول سابق في سجن صيدنايا سيء الصيت تحسن في خدمة الكهرباء.. أبناء عدن يشكرون مأرب ومحافظها اللواء سلطان العرادة

رسالة مستعجلة إلى الغائب الحاضر
بقلم/ عارف علي العمري
نشر منذ: 17 سنة و 8 أشهر و 22 يوماً
الجمعة 13 إبريل-نيسان 2007 10:04 م

مأرب برس - خاص

(1) أيها الشهيد: الذي غاب وتناساه الآخرون, ها أنت حاضر في قلبي, لم تغب أبداً, أسهرت ليلي لأناجيك وكتبت أحرفي لأسطر بها نضالك, وان كنت غني عن ذلك, وسكبت عطر المحبة في ثنايا السطور لعلي أن أوفيك شيء من حقك علينا, وان كان تقصيرنا نحوك كفيل بان لا يلومك الآخرون إن لم تلتفت حتى إلينا

(2) أيها الشهيد: اسمك كابوس مخيف يقض مضاجع اللصوص, ويؤرق نومهم , ويجمد الدم في عروقهم الخبيثة, ويصيبهم برعشة من الخوف التي تجتاح كل خلايا الرعب في دمائهم المتلوثة بأموال الشعب وممتلكات البلاد, بل صاعقة محرقة لا تروق أذان المتسلطين أن يسمعوه,فضلاً عن أن يحتفلو بذكرى استشهادك أيها البطل .

(3) أيها الحر الذي غيبته الأيام : اللصوص الذي عنيتهم في قصيدتك المشهورة هم من يريدون اليوم أن يغيبوا اسمك من الوجود, كما غيبوا جسمك الطاهر بعدما اغتالته رصاصة الغدر الآثمة التي أطلقها رفاقهم من قبل, بل لقد تحول العالم بعدك من أحرار إلى عبيد, ولم نعد نحتفل بذكرى استشهاد أحرارنا, بل صرنا نحن العرب نحتفل بالمطربين وشعراء الحب والغرام كالعندليب الأحمر ,ونزار وغيرهم .

(4) أيها الشهيد : يا أبا الأحرار لم يعد من ذكراك شيء إلا اسم عابر لا يعر له أي اهتمام ينادي به صبي صغير فوق حافلة للركاب في باب اليمن حيث كانت ماساتك مع اليتم, لنسمع عن شارع الزبيري, دون أن يسمح لنا احد بفك لغز تلك التسمية .

(5) أيها الغائب الحاضر: رفاقك الذين كنت تعهدهم دارت عليهم يد الغدر, ومكرت بهم الأيام , وواراهم الثرى بين أطباقه, ولم يبقى لنا إلا متسلطون, الذين يجبنون في مواقف الرجولة, ومواقف الشرف والكرامة, نبحث عنهم في خنادق الموت فنجدهم في مراقص اللعب, ونفتش عنهم بين بقايا العزة فنجدهم في مستنقعات الذل وحظيظ الرذيلة, ونلوذ بهم من العدو فيسلمونا للجلاد , ونأمنهم على أقواتنا فيسرقون النوم من داخل عيوننا.

(6) أيها الشهيد الغائب بين أطباق الثرى: استسمحك إن أسهبت في الكتابة عنك, فلم يعد الشعب حراً كما كنت تنادي به من قبل, بل استخف به فرد عابث لاهاً, اطل برأسه من رعاش ذي السفال ليهجر أبناء الجعاشن إلى خارج كوكب الإنسانية , ويقسم عليهم نسيم الهواء وقطرات الماء كيف ما شاء. وأخر في الحديدة يسوم أبنائها اشد العذاب, بل إني استحي أن اذكر لك ما قام به الفاشق قبل أيام قليلة من تعذيب لا احد رعيته .

(7) أيها البطل الثائر: كيف لي أن أصور ماساتنا بعد رحيلك, الحامدي يبحث عن ذكراك بعد أن ألحقته المنايا بكوكبك الأخروي , والسمحي يناشدك من مثواه الأخير بان تثأر له من القتلة, لأنه لم يعد احد بعده يطالب بتسليم قتلته إلى العدالة, والطفلة مرام تسكب دمها على الأرض في ذكرى استشهادك برصاصة غادرة كتلك التي غُدرت بها قبل أن تفارق الحياة .

(8) سيدي : أيها الشهيد الذي يفتقدك المضطهدين اليوم , لا استطيع أن أصور ماساتنا وما وصلنا إليه من حالة مؤلمة, فقلمك سبقني وسطرها في لحظةٍ استشرف بها حاضرنا حيث قال :

ماذا دهى قحطان في لحظاتهم بؤس وفي كلماتهم الأم

جهل وأمراض وظلم فادح ومخافة ومجاعة وإمام

(9) أيها الشهيد: يا أبا الأحرار أعتذر لك فلست أهلا للكتابة عنك, لكن صمت من حولي والخرس الذي خيم على اغلب زملاء المهنة جعلني أتشرف بان ابعث رسالتي المتواضعة إليك, من ارضي الضيقة إلى قبرك الواسع حيث الخلود لك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن وأولئك رفيقا.

مدير تحرير موقع البيضاء نيوز

Aref78@hotmail.com