مجلس شباب الثورة: 11 فبراير لم يكن مشروعا عائليا ولا مناطقيا بل مشروع وطني مستمر والاستبداد إلى زوال مهما طال أمده
عاجل : المملكة الأردنية تلغي اتفاقية وقعتها مع المليشيات الحوثية بعد اكتشاف انتحال قيادي حوثي هوية الشرعية
حفل تكريمي ل 800 طفل وطفلة من المشاركين في مشروع النور المبين للحافظ الصغير على المسرح السبئي بمحافظةمأرب
الجيش الوطني يفشل كافة عمليات التسلل الحوثية بمحافظة مأرب ويكبدها خسائر في القوة والعتاد.
مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية يدشن موقعه الإلكتروني الجديد
طهران تخشى الضغوط القصوى لترامب وتعلن استعدادها للتفاوض مع واشنطن بشرط واحد
الموقف السعودي الرافض لتهجير الفلسطينيين وأثره على التطبيع
الدولار يقترب من 2300.. آخر تحديث بأسعار الصرف مساء اليوم
وزير الاوقاف بمكة المكرمة يكرم المشاركين في المسابقة القرانية للعسكريين بالسعودية
حزب الإصلاح: ''ثورة 11 فبراير نجحت في تحقيق انتقال سلس للسلطة وما حدث بعدها انقلاب''
مارب برس - خاص
لانحتاج في اليمن إلى مزيد من الديمقراطية ،بل مزيد من الثقافة التي تؤسس لديمقراطية حقيقية ذات مضمون حاضر في تفاصيل الممارسة الحياتية ،وما لم يكن لدى المثقفين هم بناء ثقافة حقيقية فإن الديمقراطية ستظل ذلك الديكور الخاوي من فعل وسلوك إيجابي يؤدي نتائج إيجابية .
نحن لدينا ديمقراطية في اليمن، بل متخمون بها في بطون الصحف الرسمية والحزبية ،وعلى أفواه الساسة حكاما ومعارضين ،لكنها ديمقراطية سلبية ،والديمقراطية السلبية ديكتاتورية أخرى واستبداد ناعم يمارس العبث خلف رداء انيق وبالتالي يشرعن للفساد وينتج صيغ دستورية لايستطيع أحد رفضها ،بل التسليم بها كونها جاءت عبر صندوق الاقتراع ،وبطريقة تبدو كما لو أنها نزيهة.
في مجتمعنا ثقافة ينبغي ان تفتت ،عقلية يجب أن تبنى بناء سليما ،تفكير متحجر مسكون بالتبعية والكسل ، ورموز اجتماعية تقود المجتمع باتجاه ما يخدمها لتساهم في إبقاءه دون مستوى الوعي المطلوب ،تعيد صياغته وفق طرف فكرية قديمة تخدم وجودها وتعزز هيمنتها ومكانتها ،هذه الثقافة تغذيها السلطة وتمكن لرموزها تأسيس "معلامة" تحت مسمى الدفاع عن العادات والتقاليد الأصيلة!! لذلك ظهر اليوم من يقول انه سينشئ لهذه العادات مدارس وكتاتيب ويصدر ملازم لتعليمها.
وساهم الإعلاميون ومالكو الصحف والمثقفون والأكاديميون في إبراز هذه الأفكار وتعزيز مكانة هذه الرموز في الوعي الوطني العام ،وبدلا من تجاهلها حتى كأضعف الإيمان على الأقل دون الوقوف ضدها نفخوا فيها روح الحياة وأعادوها إلى براويز الصورة.
ظهر أيضا من السياسيون والأكاديميون من يكتب عن رجال اليمن الأقوياء ،ولم يكتب أحدا عن شعب اليمن القوي القادر على صناعة التغيير ،إن ذلك احتقارا للشعب وتقزيما لــ30مليون نسمة في قلة لا تمثل إيجابياتهم شيئا أمام سلبياتهم ،بل كرسوا للحالة السلبية في حاضرنا ومستقبلنا كل ما هو سيء وقاتل.
لماذا اليوم نحاول ان نغير وحين نتحرك تغدو الحركة مشلولة وكان دروبنا ألغام توشك أن تنفجر ؟ لماذا تنفد طاقتنا بسرعة ويعترينا داء الملل ،كل تلك الأسئلة وغيرها الكثير ينتصب أمامنا ،والجواب لأن كل فرد منا لغم بشري محشو بثقافة تقليدية وموروث سيء ،عصبي ..مناطقي ..أناني ..استعلائي ..انتهازي..،وما إن يبدا الشعب ممارسة تغييريه نضالية ،حتى تستشعر تلك القوى خطر التغيير على نفوذها ومراكزها فتعمد إلى العزف على هذه الأوتار ،فإذ بنا بين دهشة وضحاها عصبيون ننزوي في أطر ضيقة لا يهمها وطن أو قيمة إنسانية جامعة وناهضة باتجاه التغيير الشامل من أجل الوطن برمته .
هكذا أعاقتنا هذه الثقافة وكبلتنا .
لا نحارب الأصالة في تلك التقاليد كما يقولون، نحن نحارب العطالة في تلك العادات والركود والسلبية والتمترس الضيق على حساب الوطن والشعب وحقوقه .
ثقافة "غزية" هي التي أوصلتنا إلى هكذا وضع شائك مشبوك بالفوضى والتردد والاحتشاد الفئوي القبلي المناطقي ،وضع أضحى فيه التغيير غير ممكن بل ومستحيل.
المثقفون والنخبة اليمنية متواطئة مع هذه المنهجية ،بل وتؤصل لها وتصنع رموزها وأصنامها ، والاعلام متواطئ على إبرازها ونعتها بأوصاف ليست فيها ،أي أننا جميعا متواطئون على دق أعناقنا وعنق الشعب.