مستشار ترامب يكشف عن أول قرار جديدًا يخض روسيا بعيدًا عن العقوبات اشتعال المعارك الطاحنة في السودان مـن جديد و ارتفاع عدد القتلى إلى 300 في ولاية الجزيرة السودانية موسكو وكييف تتبادلان أعنف هجمات بالطائرات المسيَّرة منذ بداية النزاع العيسي مرشحاً وحيداً لرئاسة اتحاد كرة القدم في اليمن الخطوط الجوية اليمنية تنفي الشائعات وتؤكد إنتظام برنامج الرحلات أبراج الحجاج والشركات المتعهدة بخدمة الإعاشة في مواجهة صارمة مع لجنة تحديد مواصفات وأسعار خدمات الحجاج خلال مسحها الميداني توجيهات رئاسية بالتحقيق في مقتل ضباط سعوديين بحضرموت والتنسيق مع قيادة القوات المشتركة التابعة للتحالف تفاصيل جديدة حول مقتل العسكريين السعوديين بحضرموت.. عملية ''مدبرة' والجاني لايزال في سيئون الحوثيون يجبرون سفينة تجارية على تغيير مسارها توزيع 300 سيارة وكرسي كهربائي متحرك للمعاقين حركيا بمأرب.
في شهر رمضان الكريم يمنحنا الله فرحة غامرة، يدل عليها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "للصائم فرحتان، فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه"، كما أن الله عز وجل يفرح بنا حين نلجأ إليه راجين رضاه، وها هو شهر الفرح يأتينا برحمة الله ومغفرته والعتق من عذابه، نفرح فيه بمنح الله التي لا تحصى، نفرح لفتح أبواب الجنة وإغلاق أبواب النار، نفرح لنداء من قبل الله "يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر"، نفرح لصناعتنا الفرحة على وجوه الفقراء والمساكين راجين ثواب الله، نفرح لتكافلنا لتراحمنا لصلة أرحامنا.
!فرح منقوص
نلاحظ أن المسلمين في هذه الأيام يقبلون على المواسم الدينية والأعياد بأداء لا تكاد تشعر فيه بروح الفرح، مع أن الفرح بالعبادة دافع للإقبال على الحياة، ومعين على طاعة الله، فالإنسان الفرِحُ بلا شك مقبل على الحياة محب للناس، يفرح معهم ويفرح لهم، فالمؤمن إلف مألوف.
وعلى العكس.. فالإنسان المكتئب الحزين، لا شأن له بدنيا الناس، لا يعرف أفراحهم ولا أتراحهم، لا تعنيه البسمة غابت عن وجوه الناس أو حضرت، لكن إذا تعانق الفرح مع الإيمان تصبح للحياة بهجة في رمضان، وحينها نجعل الفرح سلوكا نعيشه ونحياه، ونبشر الناس به وندعوهم إليه، فبالفرح نبدأ صفحة جديدة من التفاؤل والأمل في نصر الله لنخرج من نفق الحزن المظلم، الذي خيم على حياتنا منذ زمن، فيه سقطت الخلافة الإسلامية وافتقدنا القيم والأخلاق وأصبحنا في ذيل الأمم، بل أصبحنا مستهدفين لكي نعيش في قاع من التخلف لا يحدونا أمل في رقيٍّ أو تقدّم، ولا نهفو لفرح كسائر البشر!!!
فلماذا يفرح غيرنا... ولا نفرح؟
معايشة لفرح الآخرين
أفكر كثيرا في ذلك الشعور الذي سيطر علينا في أعيادنا ومواسمنا الدينية، حيث نلاحظ أننا إلى الحزن أقرب منه إلى الفرح..
-ففي أحد البلاد رأيت احتفال غير المسلمين بعيد لهم، كانت الفرحة ترقص على وجوههم، وفرحتهم بالعيد غير مصطنعة، فقلت لعل هذا خاص بهم فسأذهب لمناطق المسلمين بهذه البلاد، وسرني ما رأيت أن الناس هناك تجمعهم الفرحة بقدوم العيد قد زينوا الشوارع، وغمروك بالفرح.
-وفي بلد إسلامي آخر كان رمضان والأعياد تمر ولا نشعر بفرح، في الوقت الذي كان العيد القومي على غير ذلك؛ حيث يتبادل الناس الحلوى والتهاني ويرتدون الملابس الجديدة، ويخرجون إلى المتنزهات العامة.
ترى هل من الحق أن ندعو الجميع للخروج من الشعور بالحزن وسيطرته علينا في مواسمنا وأعيادنا الدينية بل في حياتنا بشكل عام؟.
موانع الفرح بأعيادنا ومناسبتنا
عدم شعورنا بالفرح في مناسبتنا الدينية له أسباب ثلاثة ذكرها أهل الاختصاص:
1. حالة الانغلاق على النفس التي نعيشها بشكل عام، فلم نعد نطّلع ونلم بما لدى الآخرين من ثقافات وعقائد وسلوك ؛ لذلك فقدنا الشعور بقيمة ما لدينا من دين عظيم، لكن المسلم الذي تتاح له الفرصة للانفتاح على الآخرين يشعر بعظمة الإسلام وحلاوة شعائره، وهو ما نلمسه من روح عالية لدى المسلمين الجدد، ومن أتيحت له الفرصة ليعيش بعض المناسبات الدينية في بلد غير إسلامي.
2. ما تم من اللعب في أذواقنا، نحو ما نحب وما لا نحب، وما نحتفل به وما لا نحتفل، فوسائل الترفية لدينا أصبحت بعيدة عن مفهومنا الشرعي. فإذا أراد الإنسان أن يرفه عن نفسه في مجتمعنا الآن، فهو محصور بين شاشات اإلكترونية تبعده عن دنيا الناس، بين شاشة الهاتف المحمول أو الكمبيوتر أو التلفاز والفضائيات، فأصبح الفرح بعيدا عن حضارتنا وثقافتنا، والمطلوب أن نعيش شعائرنا ومشاعرنا بفرح يتفق مع مشروعنا الإسلامي، فالإنسان يلمس الفرح في كل عبادات الإسلام بوجوده مع الناس لا باعتزالهم، ففي الحج نفرح بالعبادة مع الناس، في الصلاة في المساجد مع الناس، في مساعدة المحتاجين وقضاء حوائجهم تقربا إلى الله، فمعايشة الناس أصل يمكن أن نطلق عليه "مرجعية الشريعة = حاكمية الأمة" وطرفي هذه المعادلة وجهين لعملة واحدة ؛ ولا ينزل الإسلام للواقع إلا بحاكمية الأمة.
3. ما نعانيه من ضغوط متنوعة سواء كانت نفسية أو اجتماعية أو اقتصادية، فأصبحنا نحسب تكاليف الفرح وهل هي في استطاعتنا أم لا. فضلا عن ما تسببه لنا مشاركة الآخرين في الفرح من تكاليف.
لا بد من أن نعيش الفرح في رمضان
يقول د.عمرو خليل إن الفرح له مظهر وجوهر، والمظهر قديما أخذ شكل الفانوس وتوافر أطعمة معينة، أما حاليا فقد أصبحنا نشاهد صورا متعددة من تزيين الشوارع والمحال، وتطوير الوسائل القديمة التي كانت تستخدم في الاحتفال والفرح بقدوم رمضان. والشيء الأهم هو أن يكون الفرح جوهرا نعيشه. فالحضور لصلاة القيام الجماعية يجب أن يكون مصدر فرح ولا بد أن نستحضر هذه الروح، فهذا لا يتعارض مع حرصنا على الصلاة الطويلة ذات الخشوع، أو خلف من يحسن القراءة لكي نتدبر التلاوة، ولكن المطلوب أن أفعل هذا وأنا فرح، والابتسامة تملئ وجهي وقلبي. لا بد أن نتبادل الابتسامات وتعلو وجوهنا فرحة العبادة واستقبال أعيادنا ومناسبتنا الدينية. ويقول د.عمرو: لكن للأسف هناك ما يعكر هذه الروح من أمور سياسية واجتماعية عامة تجعل الناس تفقد الشعور بهذا الفرح.
هدايا الورد في رمضان
كتبت أ.هبة رءوف مقالا بعنوان "اشتروا لأولادكم وردا"حكت فيه كيف أدخلت الفرح والسرور على أولادها، بشرائها الورد وتعليمهم قدرة خلق الله من إبداع الألوان وتناسق الأوراق، واختتمت مقالها بنصيحة "في طريق العودة للمنزل اليوم اشتروا..وردا".
وجعلني ذلك أفكر، لماذا لا نتهادى في رمضان بالورد؟.
لقد تعارفنا على أن يكون الورد معبرا عن مشاعر عاطفية بين المحبين والعشاق، أو هدايا المرضى والناجحين، ولكن ما المانع أن يكون الورد هدايا الصائمين، ما المانع أن نقدمه لجيراننا تهنئة بقدوم رمضان وطوال أيام رمضان عندما نتزاور، ولا أعني أننا سوف ننسى روح التكافل من تقديم المأكل والمشرب والملبس وكل الصور الجميلة للتكافل وفرح المسلمين برمضان، ولكننا نقترح أن نضيف إليها الورد، أو يكون من بينها الورد، لنقبل على كل ألوان الطاعات بفرح المحبين ولنودع الحزن وروح اليأس في رمضان.
* عبد الحافظ الصاوي