مكتب المبعوث الأممي يكشف تفاصيل لقاء سابق مع قيادات من حزب الإصلاح صاغت مسودته بريطانيا.. مجلس الأمن الدولي يصوت بالإجماع على قرار جديد بشأن اليمن الحكم على نجم رياضي كبير من أصل عربي بتهمة الاعتداء الجنسي الحوثيون يخنقون أفراح اليمنيين ..كيان نقابي جديد يتولى مهمة تشديد الرقابة على عمل صالات الأعراس مراقبون يكشفون لـ مأرب برس «سر» استهداف مليشيات الحوثي لـ أسرة آل الأحمر بصورة ممنهجة تفاصيل لقاء وزير الداخلية مع قائد القوات المشتركة لماذا دعت دراسة حديثة صندوق النقد الدولي لبيع جزء من الذهب الخاص به ؟ صدمة كبيرة بين فريق ترامب.. بسبب تعيين شخصية إعلامية في منصب سيادي حساس المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر يوجه تحذيرا للمواطنين في خمس محافظات يمنية اليمن تزاحم كبرى دول العالم في قمة المناخ بإذربيجان .. وتبتعث 47 شخصًا يمثلون الحكومة و67 شخ يمثلون المنظمات غير الحكومية
فخامة الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حياكم الله
مع أصوات مآذن صنعاء وهي تصدح مؤذنة ببزوغ فجرنا الجديد السبت 19مارس أتقدم إليكم بهذه الرسالة التي أرجو أن تتقبلوها مني قبولا حسنا.
إن حركة الشباب يا فخامة الرئيس حركة مشروعة، ومطالبهم محقة، وكنت أتوقع من فخامتك وأنت الذي تشبههم في شبابك أن تكون أنت أكثر إنسان يدرك مشروعية تطلعاتهم ونقاء أحلامهم وأحقية طموحاتهم وطبيعة معاناتهم، وأن تكون الأكثر إحساساً بآلامهم وأحلامهم وجوعهم وبؤسهم ومعاناتهم لأنك جئت من بيئتهم المعدمة وكنت تحمل طموحاتهم وإرادتهم وصلابتهم وعزيمتهم حتى بلغت ما بلغت وتبوأت ما تبوأت، فكان ذلك أحد مباعث الاعتزاز في شخصك وشخصيتك والتقدير لك.
إنهم يا فخامة الرئيس الجيل الأنبل في تاريخ اليمن، والأصفى والأنقى، وما كان أجدر بك أن يكون صدرك حاضنهم وأن تسخر لهم إمكانيات البلد التي أنت قادر عليها وأن ترعاهم وتتفهمهم، ووالله إنك لو بذلت أدنى جهد في سبيل ذلك لرأيت كيف كان سينقلب المشهد رأساً على عقب، ولكن بدلاً من ذلك وخلافا لما هو متوقع منك وما عرفت به من عمق الإدراك وحسن التقاط الموقف واللحظة التاريخية ، نجد أنك قد صعرت خدك لهم وأعرضت عن سماع أوجاعهم، وتركتهم، وهم البراءة والطموح والنقاء والولاء الوطني الصادق، يواجهون بالرصاص القاتل ومن قبله برصاص الاتهام بالخيانة والعمالة والتبعية.
فخامة الرئيس
إنني وأنا أتوجه إلى مقام فخامتكم بهذه الرسالة الناصحة لأتذكر بكل اعتزاز وفخر مسار العلاقة الشخصية التي ربطتني بفخامتكم والتي لم يشبها في يوم من الأيام أو لحظة من اللحظات أي شائب يخل بصدقها أو يكدر من إخلاصها، كما أنها العلاقة التي سادها الاحترام والتقدير والولاء الصادق والنصح الأمين وقول ما أعتقد فيه الحق والصواب والمصلحة العامة. وإني أقدر لك صبرك وحلمك واحتمالك وتقبلك لما كنت تسمعه مني، مع معرفتك بأني لم أسخر علاقتي بفخامتك لأي مصلحة أو منفعة شخصية أو أوظفها للكيد أو الإساءة ضد أي كان، وإنما كان ديدني وغايتي المصلحة العامة وكل ما أرى وأعتقد فيه الخير للحاكم والمحكوم وللوطن والمواطن مسخراً كل طاقاتي وإمكانياتي وقدراتي في سبيل ذلك ولم أكن أنتظر جزاءً ولا شكورا ولم أطلب ولم أنل في يوم من الأيام ثمن ـ ا من مال أو جاه أو منصب لأي دور أو جهد أو موقف أو رأي أو تحرك، وكنت وما زلت أكتفي، وهذا مبعث فخري واعتزازي، بما اشعر به من راحة الضمير والانسجام مع الذات.
صاحب الفخامة لا يسعني وأنا أشاهد حتى هذه اللحظة الدماء الزكية تنزف، والأرواح الطاهرة تزهق، وآفاق الحكمة تغيب، ونعمة العقل تتوارى، وإدراك المصلحة يغيب وبراعة الحكم ومهارة السياسة تتلاشى، تحاصرني تساؤلات أولادي وتحاكمني نظراتهم الحادة والعاتبة خصوصاً بعد مجزرة الأمس وهم الذين يعيشون في أجواء الولاء لك والحب لشخصك والثناء والإعجاب بك، لا يسعني إلا أن أخاطبك مخلصا، وأدعوك ناصحا، بأن تفتح مسامع قلبك وتشرع نوافذ بصيرتك، لهذه النداءات الصادرة من حناجر جيل ولد في ظل دولتك ونشأ تحت ظلال سلطتك.. لقد آن لك يا فخامة الرئيس أن تخلد إلى الراحة وتلقي بعناء الحكم والكرسي على كاهل من يختاره الشعب خلفا لك وفق إستراتيجية خروج جسورة تتوج بها سنين حكمك خلوداً وحسن ختام وحفظ بلاد وحياة شعب وصون دماء، وإنك إن لم تزهد في الحكم لمدعو إلى الزهد في الدماء..خصوصا وأنك خير من يدرك أن غير ذلك لن يكون إلا بمزيد من العنف وإزهاق الأرواح ، وأي خير لك في بقائك واستمرارك رغم كراهية شعبك لذلك مع أن ما بقي لك هو مهما طال أقل بكثير مما مضى عليك.
فخامة الرئيس إن المستحيل هو أن يخلد حاكم أو أسرة في الحكم والملك مهما بلغ من أسباب القدرة والقوة والمنعة، وهذه سنة الله فلو دامت لغيرك ما وصلت إليك.
بينما ما ليس مستحيلا هو الخلود في التاريخ، وعليك أن تختار والخيار لك، وإني لأرجو لك أن تختار خلود التاريخ كما أرجو ذلك لأسرتك.
أسأل الله أن يوفقك وأن يلهمك ما فيه حفظ البلاد ووحدتها وعزتها وصون دماء شعبها ومنع اختلالها ودمارها، كما أسأله أن يجعل عاقبة قبولك بخيارات شعبك وتسليمك بدعوات الملايين من شباب بلادك، مجدا باذخا وخلودا رفيعا في التاريخ.
حفظ الله يمننا الحبيب وصانها أرضاً وإنساناً وألهم قادتها ومسئوليها سلطة ومعارضة ونخب وطلائع شابة الصواب والحكمة والرشاد .
وتقبل أصدق تحياتي،،،