هروب قادة الدعم السريع من الخرطوم والجيش السوداني يضيق الخناق عليهم في كل الجبهات
تحركات دبلوماسية مصرية لمنع استئناف العدوان الإسرائيلي على غزة
العميد طارق صالح يتفقد مسرح العمليات العسكرية في محور الحديدة
تحضيرات مبكرة لموسم الحج ووكيل قطاع الحج والعمرة يتفقد مخيمات الحجاج ويبحث جهود التنسيق مع ضيوف البيت
شرطة حراسة المنشآت وحماية الشخصيات بمارب تحتفل بتخرج دفعة الشهيد شعلان
عيدروس الزبيدي يجدد تمسكه بخيارات الانفصال ويدعو القوات المسلحة الجنوبية الى رفع الجاهزية
رئيس مجلس الوزراء يناقش معالجة التقلبات السعرية للريال اليمني
إفتتاح مشروع مجمع الأناضول السكني لذوي الاحتياجات الخاص بمحافظة مأرب وبتمويل تركي
إشهار رابطة صُنّاع الرأي – أول كيان إعلامي يجمع الإعلاميين والناشطين بمحافظة مأرب
نصائح لتجنب الصداع و الإعياء في الأيام الأولى في شهر رمضان
مجلس الوزراء مهتم بالحصانة... لم يفكر أبدا بقريتي والقرى المشابهة لها..
قريتي خارج حدود الكون... تحلم بالانتماء إلى العالم...
في قريتي -وهي نموذج للقرى اليمنية كلها- لا توجد طرق لا معبدة ولا مسفلتة..
لا توجد فيها أدنى وسائل الحياة...
لا مستشفيات... لا عيادات خاصة ولا حكومية... لا صيدليات حتى... فيها يتناول الجميع الأدوية ان توفرت بطريقة عشوائية لأنهم محتاجون لما يسكن آلامهم ان داهمتهم وكثيرا ما تداهمهم..
وفي قريتي لا يزال الناس يقرؤون تحت الأشجار، في برد الشتاء وحر الصيف، المدارس غير متوفرة، ويقطعون مسافات طويلة جبالا وسهولا وغابات حتى يصلوا إليها...
في قريتي شيخ القبيلة لا يزال هو الدولة وهو الأمر الناهي وهو الجبروت والطاغية بمعرفة الدولة الغائبة بعيدا حيث حقول النفط والأراضي الباهظة الثمن...
في قريتي يأتي الجباة وطالبوا الزكاة كل فترة وأخرى للتحصيل فقط...
لم يحدث أن زارنا أحد من الدولة للسؤال عن أحوال أبناء هذه القرية والقرى المجاورة
يزور قريتنا مرشحو مجلس النواب قبل الانتخابات بفترة... يعدون.. يقسمون على تلبية وعودهم... لا يعود الى القرية احد بعد فوزهم في الانتخابات...
في قريتي والقرى المجاورة وقرى اليمن عموما مجرد أرقام في سجلات الدولة لدفع الزكاة والضرائب والجمارك والإتاوات لا غير...
في قريتي يحلمون بيوم تصل فيه المياه إلى بيوتهم بعد أن أنهكت حميرهم المسافات والقرب الكبيرة التي يجلبون فيها الماء... وأن تصل الكهرباء والهاتف وخدمات الانترنت و........إلخ.
يعشقون الحرية كما يعشقون حميرهم وحيواناتهم التي تحن عليهم أكثر من النظام ومن قوى الطبيعة التي تستنزف قواهم كما يستنزفها النظام أيضا...
في قريتي لا يهمهم الحصانة ولا الحكومة ولا بقاء الرئيس أو ذهابه لأنهم يؤمنون أن ما سيأتي لن ينفعهم ولن يهتم بهم تماما كما فعل السابقون ومع ذلك يقدمون دمائهم رخيصة في سبيل حرية يحلمون أن تكون هي المخلص لهم وللشعب كله من وضع مشابه لوضعهم...يحلمون بحصانة من الجوع من المرض من الجهل من الظلم....من الاستغلال....من المحصنين....
قريتي هي نموذج لليمن كله... للضياع الإنساني... لتهافت القيم... إنها تعكس قهر الإنسان اليمني منذ عقود طويلة.... لا فرق بين نظام اليوم ونظام الأمس البعيد أو الأمس القريب... جميعهم لم يحترموا الإنسان أبدا في هذا الوطن الحبيب بقدر ما يهتمون بمصالحهم الشخصية وتنمية ثرواتهم وثروات أهلهم وأقاربهم من عرق البسطاء وكدحهم...
صباحك مستقبل مدني يا قريتي...