إشهار التكتل الوطني للأحزاب.. الأهداف ودلالة التوقيت - تقرير د. منصف المرزوقي: يوجه دعوة لقمة الرياض ويدعو إلى الانصات لإرادة الشعوب العربية توكل كرمان خلال مؤتمر القمة العربية للشعوب: الثورات المضادة في العالم العربي أنجزتها غرف مشتركة للاستبداد مع الكيان الإسرائيلي حماس تزف نبأ غير سار لنتنياهو بشأن مصير 15 جندياً صهيونيا لاعب مانشستر يونايتد يسجّل هدفًا عالميًا في الدوري الإنجليزي وسط إشادة جمهور الكرة وزارة الدفاع الأمريكية تكشف عن نوعية الأهداف الحوثية التي استهدفتها مقاتلاتها يوم امس رئيس مجلس القيادة يطير إلى الرياض للمشاركة في القمة العربية الاسلامية الاعلان عن ضبط خلية تخابر حوثية بمحافظة لحج الكشف عن قيام المليشيات بتصفية جندي محتجز قسراً في سجونها بعد تعذيبه والشرعية تصفها بالجريمة النكراء عضو مجلس القيادة د.عبدالله العليمي يلتقي قائد القوات المشتركة
أتساءل لما العرب لهم ميزانان في التعامل مع الأحداث ؟ هل نحن في عصر الشعوبية العربية؟
لقد قامت الدنيا ولم تقعد لأن دنماركيا كافرا سخر من الرسول عليه الصلاة والسلام برسومه في أحد صحف بلاده الكافرة وحينها عقدت الندوات والمهرجانات وخرجت المظاهرات الغاضبة في المشرق والمغرب وهتفت الحناجر الثائرة بالثأر ومقاطعة الشركات الدنماركية وصدرت فتاوى العلماء بوجوب المقاطعة غضبا لله ورسوله وانتصاراً للدين وأهله ولبى المسلمون النداء .
صحنا وثرنا ورفعنا أصواتنا بالتنديد والمعارضة لأن فرنسا أصدرت قانون منع النقاب على أرضها.
غضبنا وتوعدنا بل وهدَّد القذافي زعيم الجرذان بإعلان الجهاد المقدس لأن سويسرا منعت بناء المآذن.
سمى بوش حرب العراق ( العدالة المطلقة ) فارتفعت الأصوات بالاستنكار لهذا المنكر العظيم لأن العدالة المطلقة لله سبحانه وما على بوش إلا الاعتذار لأنه أصاب مقدسات المسلمين وتجرأ على الله رب العالمين .
دخل الإرهابي شارون المسجد الأقصى فكانت انتفاضة عارمة في جميع الأرض الفلسطينية والعربية لمجرد دخوله فقط وقيل إن ذلك كان منه امتهاناً وتحدياً فغضب العرب والمسلمون .
كل ذلك مطلوب بل ويجب على المسلمين أن تكون عندهم حمية وغيرة إذا ما انتهكت مقدساتهم أو نيل من نبيهم ومعتقداتهم وهذا يدل على توقد الإيمان في النفوس وان الأمة لا زالت بخير وأنها لا تساوم أو تهادن في معتقداتها ودينها .
لكن بالمقابل هناك صور أخرى من صور إهانة مقدسات المسلمين بل هي أشد وأنكى من تلك تجري لكن ليست في بلاد كافرة وإنما هي في بلاد عربية مسلمة فخلال شهر رمضان المبارك وعلى سمع وبصر الصائمين يقصف جند بشار المآذن ويقتحمون المساجد ويحاصرون المصلين ويسفكون الدماء الزكية الطاهرة بداخلها طيلة الشهر المبارك المعظم عند المسلمين فماذا كانت ردة فعل العرب وأين مظاهراتهم وغضبهم ؟!
حينما قتل جنود إمريكان عند دخولهم الفلوجة اثنين من العراقيين داخل مسجد ثارت ثائرة العرب وارتفعت الأصوات منددة ومستنكرة ومدللة بذلك الفعل على أنها حرب صليبية واشتغلت قنوات الأخبار العربية تحليلاً وقراءةً ونقداً لهذا الخبر.
أيام وليالي رمضان تنتهك فيها المساجد وتسفك بداخلها الدماء المسالمة وتهان مقدسات المسلمين في الليالي القدرية وتقصف المآذن في أكثر من بلدة سورية وتتهاوى بضربات المدافع أمام أعين الملأ والعرب صامتون إلا من كلمات إدانة عامة عابرة على استحياء من فرعون وقومه .
أشد من ذلك كله كنت أظن انه لا يجرئ على ادعاء الإلوهية من البشر إلا فرعون لما حكى القرآن عنه (وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري).
وكنت أظن أن فراعنة العصر لا يمكن أن يطغوا على فرعون الأول لكن تبين لي أن ظني كان خطأ فقد بثت قنوات الأخبار مقطعا ترتج له الجبال وتنهد أحد جند الطاغية بشار يضرب مواطنا ويهينه وهو مقيد اليدين ويقول له قل : لا اله إلا بشار الأسد .
يجبرون المؤمنين على كلمة الكفر وتأليه سيدهم في شهر رمضان المعظم أمام الملايين من المسلمين ويقتحمون المساجد في ليالي القدر ويخربون ما بها ويعبثون بالمصاحف ويهدمون المآذن ويهينون المقدسات
والسؤال الذي يطرح نفسه أين غضبنا وثورتنا التي كانت على الدنمارك وفرنسا وسويسرا !!
أين بيانات العلماء والمشايخ ومؤسساتهم الدينية ؟ أين أنت يا أزهر ؟ أين انتم يا هيئة كبار العلماء بالمملكة ؟ أين خطباء الحرمين مما يجري ؟ أين انتم يا أصحاب الأقلام ومحللي الأخبار؟ أين غضب الشعوب العربية المتفرجة ؟ أين المظاهرات والاعتصامات والبيانات المنددة والتي كنا نراها حينما ينتهك غربي مقدساتنا أو يهين معتقداتنا ؟
كنت أظن أني سأسمع استنكاراً شديداً وغضباً عارماً لله ورسوله في خطب العيد على ما يجري لمقدسات ومعتقدات المسلمين طيلة شهر رمضان المبارك ولكن خاب الظن وكان الواقع بخلاف المؤمل والمرجو !!
فمع جسامة الأحداث وبشاعتها وإهانتها لمقدسات المسلمين ومشاعرهم وانتهاك حرمة الشهر الفضيل ولياليه القدرية وقصف المآذن وتهاويها أمام أعيننا إلا أن ردة الفعل لم ترتقِ إلى مستوى الحدث ولا إلى مستوى ردة أفعالنا في أحداثٍ سابقة مشابهة , هل لأن من قام بتلك الأفعال من قبل قومٌ أعاجم ٌكفار ثارت ثائرتنا واستنهضت حميتنا واستنفر غضبنا ؟! في حين أن من يقوم الآن بإهانة مقدسات المسلمين ومعتقداتهم هم من بني جلدتنا ويتكلون بلساننا ؟!
من حق فرنسا أن تسألكم ومن حق الدنمارك وسويسرا ومن حق بوش و شارون ومن حق رسام الكاريكاتير الدنماركي (إريك سورنسن) أن يسألوكم ما هذه المعايير المزدوجة في التعامل مع من يهين مقدساتكم ومعتقداتكم أيها العرب والمسلمون ؟!