ومن لرأب الصدع اليمني يا فخامة الرئيس ؟!
بقلم/ همدان العليي
نشر منذ: 16 سنة و 7 أشهر و 12 يوماً
الأربعاء 26 مارس - آذار 2008 11:05 م

مأرب برس ـ خاص

مما يُبهج القلب و يُثير اهتشاش المشاعر و فرحتها أن نكون طرفاً أساس في إصلاح خلاف بين فئتين اقتتلت فيما بينها ، فنكون وسطاء خير بين أخوة هم أشقاء لنا على هذه البسيطة ، و شركاء في الهم الإسلامي المُعاصر ..

و بالرغم من عدم ظهور نتائج ملموسة بعد ، ناتجة عن الاتفاق المبرم بين ' حماس وفتح ' و لكن لن يُنكر أحد الجهود الحثيثة التي تبذلها الجمهورية اليمنية ممثلةً بكم يا فخامة الرئيس ، لاحتضان هذه المُبادرة الطيبة – اتفاقية صنعاء لرأب الصدع الفلسطيني – و الصلح بين الأخوة أصحاب الوطن الأوحد الواحد ..

كل هذا جميل يا فخامة الرئيس .. و لكن من لرأب الصدع اليمني المُخيف و الذي يتوسع يوماً بعد يوم ؟

من لما يحدث في جنوب الوطن ؟ من يُعالج مشاكل من اغُتصبت حقوقهم هناك ؟ من لإخراس مستثمرين الأخطاء الفردية لصالح تمزيق الوطن ؟ ليس بالقتل و القمع و الرصاص ومسيلات الدموع للناس ؛ و لكن بإرساء العدل و مُعاقبة من يُخطئ و التحدث بلغة الأعمال الملموسة لا الأقوال التي لا تسمن ولا تُشفي غليل المظلوم ..!

أجزم أنكم – مشكورين و مأجورين عند الله – تسعون عملياً لإصلاحات بعد ما حدث مؤخراً و لكن سياسياً فقط ..!! و ندر – في الواقع - حلول الشقوق الاجتماعية و التي يجب ايلاء الاهتمام الجمّ لهذه الانثلامات و الانكسارات – الاجتماعية – و التي نتجت و تراكمت منذ حرب صيف 1994م و من قبلها عوامل سببتها لنا تركة الانفصال التي ورثناها عن الاستعمار سابقاً و تدخّل القوى الغربية و الشرقية في أنظمتنا الداخلية مؤثرين على ثقافاتنا ، و التي أدّت بالتالي إلى اختلافات بسيطة و نحن على قارب واحد ..!!

قد لا أكون صاحب رؤى ثاقبة و فكر حصيف مثلكم بحكم خبرتكم ، ولكن أنا مؤمن بأن حل المُشكلة يكمن في السعي لمعالجة المشاكل الاجتماعية و الاندماج الاجتماعي بين أبناء مُختلف المُحافظات ، و بالتالي تفريغ الشحنات السالبة ، و التي عكف مفتعلوها منذ 1993م في شحنها لأهلنا و إخواننا في الدين والوطن ، مُستغلين أخطاء اُقترفِت ممن يُمثلونكم ويُمثلون الوطن ..!!

فقد لمست – مثال بسيط لشاب أحتك كثيراً بأصدقاء قديرين من المُحافظات الجنوبية – مدى الغشاوة التي تُغشي الكثير و الكثير من أبناء هذه المُحافظات ؛ حيث يعتقد البعض أن العاصمة صنعاء هي ' روما اليمن ' بقصورها و أن الناس – في صنعاء و المُحافظات الشمالية – يتقلبون على أسرّة مصنوعة من الذهب ،و بالتالي فإن ' عدن ' و المحافظات الجنوبية عبارة عن مُلحق ..!!

و على هذا الأساس أعتقد أن من الحلول الاجتماعية – المُهمة – هي توطيد العلاقات بين الشباب من مختلف المُحافظات و دمجهم عن طريق مُعسكرات شبابية و فعاليات ثقافية مُكثفة و مُسابقات و أكاديميات و رحلات ترفيهية تعريفية لجميع المُحافظات و أن يرعى هذا الشأن وزارتي الثقافة و الشباب و الرياضة ، لأن مثل هذه الأعمال تقوم بتأثيل الألفة بين الناس و بالتالي غرس الوطنية وحب الوطن وتقديس ثوابته ، و في المُقابل ردم ما ورثناه من براثن الاستعمار البغيض من عنصرية كـ ( هذا ذماري و هذا ريمي و هذا تهامي وهذا يافعي و ضالعي و عدني وهذا حضرمي ... إلخ )

قد يستخف البعض بما ذكرته آنفاً – بعض الحلول الاجتماعية – و لكن أنا على يقين أنه ما دام صوت الناس – المُطالبين بالحقوق - هو المُهدد الرئيسي لترابط و وحدة البلاد ، و ليس أصوات السياسيين المشكوك في أمرهم و المطعون في تاريخهم ؛ فإن خطوة اجتثاث جذوة الانفصال و نزعته يجب أن تبدأ من الأساس ، و بالمُعالجات الخاصة بالحياة الاجتماعية ، و إرساء العدل و إزهاق الباطل ، إضافةً إلى إنشاء منافذ توعوية و تثقيفية للناس و التحدث ملياً و كثيراً حول تاريخ اليمن العريق ، من أقصاه إلى أقصاه ، و دعم البحوث العلمية التاريخية ، و التي تتحدث عن اليمن – اجتماعياً و سياسياً و اقتصادياً – و البحوث التي تتحدث عن أصول العوائل اليمنية و الألقاب المُتشابهة التي تقطن مُحافظات مُختلفة – في الشمال و الجنوب – و التي هي من أصلٍ و جذرٍ واحد .. و على هذا الأساس و من جهةٍ أخرى يتم إخراس من يُحاولون – عبثاً إن شاء الله – طمس هوية المُحافظات الجنوبية اليمنية ..!! 

فخامة الرئيس .. أجزم أن ثرثرتي البائسة لن تصلكم ، و ما كتبت هذه الأسطر إلا لأني أخجل بحق و يحز في نفسي عندما أرى و ألمس أعمالاً – لا أقوال – و تحركات ملموسة في شتى المجالات يُديرها و يُدبرها أذيال ' تاج ' – مجموعة أشخاص – في الداخل والخارج ، إما عن طريق : الشابكة و التحرك في المُنتديات و ملفات الفديو في مواقع الرفع و العرض مثل ' يوتيوب ' و غيرها ، أو عن طريق مُحاكاة و تعبئة الناس رأساً في الشارع ، و التي تؤثر مُباشرةً على الناس خاصةً عند توفر البيئية الخصبة لهذا الأمر - ظروف بلادنا القاسية حالياً - ، فهم يُخاطبون الناس قولاً و فعلاً ، و لكن ما تقوم به الدولة حيال هذا الأمر الخطير مُجرد خطابات لا أكثر ، و هذه الخطابات إن لم تترجم بأعمال لن تُخدم أبداً القوى الحقيقة – الشعب - و لا تخدم الوطن ككل إلا بالشيء اليسير ، و أنتم خير من يعلم أن إرادة الشعوب تُسقط أنظمة و تُنصب أخرى ..!! 

Hamdan_alaly@hotmail.com

 

 

 

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
علي محمود يامن
عبدالفتاح … المفكر القائد والاديب المنظر
علي محمود يامن
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
د. محمد معافى المهدلي
سباعياتٌ في بعض أحكام الفقه الواجب كتمها
د. محمد معافى المهدلي
كتابات
سامي عبدالله عليمن أجل يمن أفضل
سامي عبدالله علي
مشاهدة المزيد