التقرير >>> عن حزب الرئيس
بقلم/ الحاج معروف الوصابي
نشر منذ: 17 سنة و شهر و 16 يوماً
الأحد 30 سبتمبر-أيلول 2007 01:17 م

مأرب برس - خاص

مزحة بريئة

( ماذا لو وضعت المرحلة الرئيس صالح ونظامه بين خيارين ليس من أحدهما بد ، الأول أن يغادر صالح ونظامه السلطة في عملية ديمقراطية شفافة في مقابل أن تتعمق الوحدة ويعم الاستقرار ،الثاني .. أن ينفرط العقد ويعود كلا على حاله في مقابل أن يستمر صالح ونظامه على ما كان يعرف ب..ج .ع .ي.)

شعبية الرئيس .

وفقا لمسوحات ميدانية، وغربلة للإعلام المقروء والالكتروني ، فان شعبية الرئيس صالح قد تراجعت إلى أدنى حد وبمؤشر خطير يستدعي الانتباه ،وقد صاحب ذلك حملة عامة الأغلب منها تلقائي عفوي اتجهت ولا زالت باطراد نحو شخص الرئيس بكلمات وكتابات غاضبة حادة وقاسية تحمله وحده وبشخصه التبعة وسوء ما يجري وتنال منه بخطاب وأسلوب لم يعرف من قبل ، الذي يلفت الانتباه هنا أن المؤتمر الشعبي الحاكم لم يقترب منه احد هذه المرة ، بل إن قيادات عليا ووسطى منه وكوادر وأنصار له يمثلون جزء في الجهد التعبوي لهذه الحملة.

يذكر أن الرئيس الصالح كان في السابق يحظى بتقدير واحترام لا مثيل لهما ، وان أحدا من كان لم يسبق وان فعلها فقد كان الجميع يتفقون باقتناع على أنها خطوطا حمراء ، كما كان هناك ما يشبه الإجماع على احترام وتهيب شخصه ومنزلته ..

على انه الآن قد حظي بمفرده بالنصيب الأكبر من السخط والكراهية في المحافظات الشمالية وشبه إجماع معلن في المحافظات الجنوبية.

الحالة الصحية للنظام

انفض عنه الإصلاح الحليف الاستراتيجي في السابق ، وهو في حالة اختصام وطلب مع الاشتراكي ، ومع الناصري ثار وتركة مثقلة بالدماء ، ومع الشيعة أو قل آل البيت بما فيهم الصوفية كما بين بكر وتغلب .

حاشد الحاضنة افترقت بين حاشد الكبرى وحاشد الصغرى ،ثم افترقت الصغرى بحدة مع الآل المقربين .

القبيلة اليمنية إجمالا مسها هي الأخرى التداعي ، حتى عبرت عن موقفها بتشكيل مجلسها القبلي العام بقيادة الأحمر والقاضي في اصطفاف مقصود وموجه ليس به مسحة من مزاح.

فتنة صعدة وأزمة الجنوب متقدة اليوم على المطبخ الخليجي تمهيدا لتسليمها الطاهي الدولي.

إقليميا أزمة ثقة تعتمل على جمر من تحت رماد منذ الانعطافة الأولى .

دوليا يبدو أن الجناح السياسي للحوثية وتاج قد نجحا في إعادة بناء التصورات ورسم خارطة المصالح فيما الاقتراب حاصل لرفع الغطاء .

المؤتمر الشعبي العام

حالة من الركام ، وصورة من الترهل والتبلد، يبدو انه قد استنفذت تماما صلاحيته ، وانه أصبح الآن مثقلا جدا ، وكلفته باهضة ، وفي النقطة الصعبة والحرجة .

بقاءه يعد في الحسابات للواقع والحال ضرورة، والتخلص منه ضروري ولابد في حسابات الإنقاذ.

اثبت المؤتمر الشعبي العام في المحافظات الجنوبية التي تعيش اليوم فورة وغضب انه ليس أكثر من أسد مفرشة ، وانه لادور له أو اثر أو حركة ، قيادات ونواب وسلطة محلية وأنصار ..فمتى يا سعد ستفعل وتهتم وتخطو لتمسك الشارع بإقدام وتذود عن قائدك ورمزك الهمام .....؟

المشترك

يبدو انه استفاد من سير الأحداث ، وأحسن التوظيف بعد طول انتظار ، لكنه من المؤكد لا يدرك أو يحسب بالتمام لنقطة النهاية .

وقد يعيش حالة من الارتباك في داخله إذا حصل التصعيد في المحافظات الجنوبية واستبق الباب إلى الشارع التيار الانفصالي في الوقت الذي تتوفر لديه أجندة واضحة إقليميا ودوليا في حين لم تستبن بعد مع المشترك .

ومن المؤكد أن مراجعة الود مع الرئيس صالح بات من المتعذر بفعل تراكمات سابقة وارث ممتد من اللا ثقة كلها جراء النظرية بالكرت .

الحوثية

ربما الآن استفادت أكثر من ذي قبل بدروس واكتساب خبرات تجنبها ما تعرضت له في السابق من ضربات ومواقف عادت عليها خسائر بالجملة جراء الرعونة والتهور والمبادرات والردود الشخصية .

هي الآن حسبما يتضح قد تناولت أجندتها وعاودت برؤية وحسابات وقد وزعت الأدوار والقضايا والمواقف، وجلست في استراحة واستعادة الأنفاس وانتظار الدور والساعة.

أخطأت السلطة –وكأنها مشورة على عين الآخر صنعت- بقبولها الوساطة القطرية إذ دفعت بها إلى الصراع الإقليمي ، فدخول قطر أثار حفيظة وقلق العربية السعودية التي تعد نفسها طرف مباشر مع الحوثيين في مواجهة الدور الليبي ومشروع التشيع الذي يقض مضجعها ، ومن ثم فقد كان رد السعودية هو اللعب بتحريك القضية الجنوبية والتي تمسك الكثير من أدوات التحريك التي تمكنها أكثر من غيرها من التحكم وضبط إيقاع هذه القضية بل والدفع بها إذا أرادت إلى القرار الدولي،ويقينا أن أقلمة القضية أو الذهاب بها نحو التدويل لصالح الحوثية في كل الأحوال .

ليس بخاف هنا أن الحوثية تعرضت للظلم كثيرا وأجبرت على الدخول في حرب لم تحسب عواقبها لحسابات في أجندة السلطة ، وهي هنا ليست بريئة فعليها من الأخطاء والوزر ما عليها

المحافظات الجنوبية

من الواضح أن فريق الفتنة والانفصال قد حقق مراده وأهدافه تماما في هذه المرحلة من مشروعه .

حيث استفاد في توظيف وخدمة مشروعه بما أنتجه الفساد من تداعي حيث عم بمظالم اجتماعية ونهب وما يشبه الفيد والاستغلال الأمر الذي أوجد السخط وشيئا من الكراهية ووجهها التيار الانفصالي بإحكام باتجاه الوحدة والنسيج الاجتماعي. 

-حيث زاد من نشر وتعميق الكراهية وعمل فعلا على ما يشبه تحقيق انفصال أولي في النفوس .

-نجح في التطبيع له وقبوله اجتماعيا وفكريا وسياسيا لدى الأوساط في هذه المحافظات وغيرها .

-نجح في تعميق وترسيخ مفاهيم شطرية مثل الشمالي والجنوبي ،المستعمر والاحتلال ،..وشيوع مفردات على هذا النحو كانت منكرة في السابق وتجرم أدبيا وأخلاقيا ، هي الآن محل شرعية وبصوت عال ومؤبجدة ذهنيا في منظومة قيمية .

منع السلاح

منع دخول السلاح المدن الرئيسية ظاهرة ايجابية لكنه بحاجة إلى ثقافة اجتماعية أولا .

النتائج والآثار لمنع السلاح الآن وعلى هذا الحال كا الآثار والنتائج لقانون يقضي بمنع القات .

لا ادري من قدم المشورة وماذا يريد صاحبها بالدقة بشان منع السلاح في هذا التوقيت بالذات الإطراف الشمالية تغلي والإطراف الجنوبية تغلي ـ تلك الهادئة والمسترخية في القلب أشعلوها بقانون حمل السلاح .

اعتقد أن هذا القانون سيقود إلى فتن بالجملة لن تقفل .

إن كانت هناك رؤية وعقل كان الأصل أن تثار ابتداء نقاشات مع المشائخ حتى يجتمعوا هم أولا إلى وثيقة عرفية بهذا الشأن تعري وتدين كل شيخ وقبيلة تنتهك ما توافقت عليه المشائخ والقبل .

سنرى نتائج تطبيق هذا القانون بعد عام من اليوم .

الآثار الاقتصادية للازمات

الخطر القريب والمخيف هو في الآثار الاقتصادية لهذه الأزمات والتي يؤجلها النظام ويرحلها بأكثر من ساتر وأداة .

فإلى جانب كونها أزمة اقتصادية مستعرة ، فان حرب صعدة رغم تكفل دول إقليمية بتغطية كلفتها إلا أن تكلفة مهولة لها تم ترحيلها لأسباب سياسية كما أن أزمة الجنوب اليوم وهي من المتوقع إن تنتهي إلى التهدئة ستخلف تكلفة مهولة في مجال شراء الموقف والو لاءات والحركة داخليا وخارجيا وما سيتقوته المرتزقة من مثل هذه المواقف.

وستزيد الطين بله الانتخابات القادمة ، فكما سبق الإشارة بتراجع شعبية الصالح وحزبه إلى أدنى حد فان حصوله على أصوات ونسبة من المقاعد تبقيه على سقفه أو تبعا لمخططه اليوم تبقي المشترك على السقف الذي لا يؤهله بتقديم مرشحه للرئاسية القادمة كتهيئة لما يقال عنه مخطط التوريث .يحتاج كل ذلك إلى ضخ أموال طائلة تتجاوز الغطاء النقدي ، فضلا عن أن السحب من الاحتياطي النقدي كتسكين للمرحلة سيزيد بدوره من التفاقم .

هي صورة بعضها فوق بعض موعدنا مع نتائجها عقب أقرب انتخابات .

وبعد:-

فان الحيرة والدهشة والارتباك عنوان المرحلة القادمة، ولا يستطيع احد أن يتوقع خاتمة المشهد ، إلا أن يشاء الله وتحصل ما تشبه المعجزات .

توكل كرمان

أختي توكل ، يحفظك الله ويذود عنك ، ويبقيك في عيونهم اكبر مما نراك .

الله وحده سيقتص لك من أفاك لا قيمة له ولا وزن ولا يستحق أن يذكر فضلا عن أن يخاصم .( ولا تحسبوه شرا لكم )

عشت شامخة ، سامقة ، طاهرة ، عفيفة ، رائدة وبنت نضال ..

(خبير في شئون المؤتمر الشعبي العام )

Wesabi111@gawab.com