|
أصدر الرئيس عبده ربه هادي اليوم السبت قراراً بتشكيل لجنة محايدة للتحقيق في الانتهاكات التي مورست ضد شباب الثورة في عام 2011م ، وهذا شيء ايجابي يؤكد على إحقاق الحق وعدم التفريط بدماء الشباب ويصون حقوق المتضررين ، ويُسرِّع في إطلاق المعتقلين ،ويضمن علاج الجرحى ،ويعمل على الإسراع في تعويض من لحق بهم الأذى من آلة الحرب الشريرة ،والقيام ببناء ما دُمر وما خُرب وما نُهب كل ما ورد في القرار مُرحب به ويُعد عملا متطوراً وعملياً ، فلك التحية أيها الرئيس على هذا القرار التاريخي والذي يؤكد بالفعل ما طرحته في العديد من خطاباتك وتصريحاتك من أن التغيير قد بدء ولن يعود إلى الوراء!
عليك هذه المرة أخي الرئيس ان تعتني بشخوص اللجنة بحسب ما اشترطته في القرار ولا تخضع لضغوط القوى المتنفذة ومن كل الأطراف التي دائما ما ترغب بتعيين أشخاص في اللجان لأن غرضها الأساسي حماية مرتكبي الجرائم وتبرئتهم !
أما الانتهاكات الحالية فهي كذلك كثيرة وبأوجه مختلفة فبعضها معنوي والكثير منها مادي وسأكتفي بتسويق مثالين فقط للتدليل على الانتهاكات الحالية التي مازالت في أوجها :
فالمثال الأول هو ما يمارس من انتهاك لموقعك السيادي ، ولشخصك الكريم ،وهنا سأكتفي أيضا بنوعين فقط هما:
النوع الأول الذي يُمارسه صالح من انتهاك فج لمهامك وبرتوكولاتك ، حيث يمارس تضليل الناس من انه ما يزال في الواجهة السياسية ويوحي بذلك لعامة الناس بأنه مازال الرئيس الفعلي ، وأن ما يريده يحققه ، ومؤشرات ذلك عند احتفالاته بالمناسبات العامة كالأعياد الوطنية أو الدينية .فأنت عندما تقوم بدعوة كبار المسؤولين والشخصيات العامة كما جرت عليه العادة للاحتفاء بمناسبة ما ، تشاهد الناس ذلك الاحتفال في وسائل الإعلام الرسمية بشكل اعتيادي ونوع الاحتفاء عادي وغير مبالغ فيه وهذه ميزة لم نعتاد على رؤيتها في السابق ، بينما نرى صالح يمارس نفس ما تمارسه ولكن بشكل مبالغ فيه ويستمر لأيام عديدة ، فهذا التصرف هو انتهاك وتعدي على وظيفة الرئيس الأساسية ، ويبدوا للمشاهد وكأن البلد فيها رئيسين !
هذه الأفعال تتكرر في كل مناسبة وكلما أراد ،ونحن وأنت بكل تأكيد نعاني منها ،وبخاصة إذا عرفنا ان وسائل الإعلام المتطورة التي تملكها أسرته هي بالأساس ملك الدولة ومنهوبة منها ، وهذا بحد ذاته هو انتهاك آخر يحاسب عليه مرتكبه ، وكذلك وأنا أشاهدك عند اجتماعك في دار الرئاسة وأرجع بمُخيلتي إلى نفس المكان أيام عهد صالح فبسهولة أرى الفرق ! ؛ فالمكان في عهده كان يتمتع بمناظر وتحف وهدايا أراها اختفت في عهدك فلم نقرأ أو نسمع أنك اتخذت قراراً برفعها أو تحويلها إلى مكان معين ،وإنما ما سمعناه انه قبل تسليمه السلطة إليك أو بعدها قام بأخذها وأودعها في مكان معين لتكون متحفاً له فهل هذا الكلام صحيح ،فإذا كان صحيحاً إلا يُعد هذا انتهاكا جديدا ؟!
النوع الثاني : وأنا أتابع ما جرى من حراك في جامعة صنعاء وما استخدم فيه من أسلحة كنت أنت سيدي الرئيس احد هذه الأسلحة لمصلحة أحد الأطراف !
عندما كانت النقابة تعترض على تصرف القائم بأعمال الجامعة ،حيث عين عدد كبير من الأكاديميين الإداريين من مؤسسة الدولة في الجامعة استنادا إلى توجيهاتك بحسب زعمه أو مصوغات قراراته غير القانونية وغير الشرعية كونها لم تأخذ تلك القرارات إتباع الطرق المؤدية لإصدار تلك القرارات ابتداء من محاضر الأقسام ،ثم الكليات ،ثم المجلس الأكاديمي ،وأخيرا مجلس الجامعة الذي بموافقته يُصدر قرار التعين ، لأنه بإتباع ما سبق سيتحقق مدى احتياج الأقسام ثم يتم الإعلان ، وتتحقق المفاضلة بين العديد من المتقدمين وتتاح الفرص لهم جميعا ، كل ذلك لم يحصل ! ؛ فقط الذي حصل أنك كنت سلاحه الوحيد بتوجيهاتك !
واسمح لي سيدي الرئيس إن كنت قد وجهت بتعينهم فقد ارتكبت مخالفة الإجراءات التي سقناها لك سابقا وسلكت نفس سلوك صالح الذي حوّل الجامعات إلى شُعب أمنية من شُعبِهِ بانتهاج التدخل في التعيينات بما يلبي الولاء له ولحزبه، وما تعيشه الجامعات هذه الأيام هو انعكاس لتلك التوجهات وجراء تلك التصرفات!
سيدي الرئيس مرت الجامعة بظروف صعبة منذ العام الماضي بسبب قرب الجامعة لساحة الثورة ساحة التغيير ، فنقلت الدراسة من مكانها الحقيقي بقرارات حزبية لم يتخذ من قبل مجلس الجامعة، ترتب عن ذلك القرار الحزبي إفساد كبير لم تُحقق فيه الجهات المختصة حتى كتابة هذا المقال، وعندما أصر الأكاديميون بتمسكهم بعدم التدريس في الكتاتيب التي نُقل إليها الطلاب ،كان لذلك الإصرار ثمرته وأعيدت الدراسة إلى مكانها الطبيعي وقام الزملاء بعملية التدريس وبشكل مكثف، وقمنا بتعويض الطلاب فصل دراسي تعويضي، وهذا خارج عبء عضو هيئة التدريس ، ولكن مصلحة الطلاب والوطن جعلت نقابتنا تتعهد للطلاب بتدريسهم حتى في وقت اجازة أعضاء هيئة التدريس ، بعدها تحلحلت الأوضاع بانتخابك وظننا أن الأمور ستتغير للأحسن وسيعاد هيبة الجامعة وقدسيتها وأكاديميتها التي فقدت منذ زمن طويل ، ولكنها وبكل أسف لم تتغير بعد انتخابك بل ازدادت سوءا عندما صعدت قيادة جديدة للجامعة همها الوحيد هو صناعة الأزمات ،فأضافت عبئا جديدا الى ما كان موجودا فأصبحت الجامعة مناخ غير أمن للتعليم وللبحث العلمي ، وإنما موطنا للاستقطاب والاستقطاب المضاد فأثيرت النعرات والكراهية والحقد بين الطلاب وإدارة الجامعة ،وبين أعضاء هيئة التدريس والموظفين صُنعت كلها صناعة خدمة لأجندات مريضة غرضها الوقيعة بين كل مكونات البيئة الجامعية ، كان على رأس صانعي هذه الأزمات للأسف الأستاذ الجامعي با سردة عندما أطلق نعته المشهور في الجامعة بما ينم عن المناطقية ،سابقة لم تعرفها الجامعة من ذي قبل!
كل تلك المشاكل والإرهاصات والفتن آلت إلى ما حصل يوم الخميس \\\"العشرين من سبتمبر الماضي \\\" عندما أراد أعضاء هيئة التدريس إنقاذ جامعتهم فقرروا اللجوء الى انتخاب قيادة مؤقتة تعمل على تحريككم وتحريك الحكومة بسرعة انجاز التعديلات الضرورية لقانون الجامعات يسمح بممارسة اختيار من يدير جامعتهم ويسهل محاسبتهم عن أي تقصير او استبدالهم دون السماح لغول الفساد ان يعشش في الجامعة، لكن للأسف فوجئ المجتمعون بان رئيس الجامعة وسلفه قد جلبوا أناس من خارج الجامعة والذين قاموا بالاعتداء على بعض أعضاء هيئة التدريس تحت نظرهما ، واللذان لم يحركا ساكنا من هذا الفعل القبيح! ؛واسمح لنا سيدي الرئيس ان نعاتبك في هذا الشأن فلو كانت الجامعات من اهتمامك لما سمحت للفاسدين والمعتدين ان يتربعوا على كرسي رئاسة الجامعة ،فبعد مشكلة الخميس الأسود كما يسميه العديد من المهتمين والباحثين بدء يعلو صوت رئيس الجامعة وزبانيته بقرار تعينهم ويظهرونه موقعاً منك ! ؛ وهذا هو لب ما أريد أن أحدثك به فهو انتهاك لموقعك وشخصك الكريم ، إذ من غير المعقول أن لا تصلك هذه الأخبار من ادعاء شرعيتهم بتوقيعك على قرارات التعين .ففي البيان رقم واحد الصادر من مجلس شؤون الطلاب المؤرخ بتاريخ اليوم السبت الثاني والعشرين من سبتمبر ، وهذا البيان بما فيه من الكذب والتضليل فانه يذكرنا بالبيانات العسكرية عندما تصاغ في الانقلابات أو الثورات مع الفارق طبعا ، وهذا غريبا ولكنه غير مستبعد من نائب لرئيس الجامعة ثقافته الأمنية وانتمائه ربما للمؤسسة الأمنية يجعله متأثرا بها ! ؛ فيصيغ بيانات من وحي هذا التأثر، وإلا لما كان يحتاج إلى بيانات ، فمن الناحية الإدارية كان يحتاج الى تعميم فقط ! ؛ ولكن الغرض هو استخدام هذا البيان لتضليل الخارج أكثر منه للداخل ، حيث الداخل ونحن أعضاء هيئة التدريس معلوم لدينا وهو نجاح الإضراب في يومه الأول بنسبة لا تقل عن 90% بالرغم من عدم وصول البيان الذي أصدرته الهيئة الإدارية إلى الكليات إلا قرب منتصف النهار !
سيدي الرئيس نحن اليوم في ثورة المعلومات واستشهد بحديثك عن طرح الحقيقة كما هي ولا داعي للتحفظ على المعلومات فعلينا ان نصارح الشعب بكل ما يجري ! ؛ كذلك كلنا يدرك أن قرارات رئيس الجمهورية لها صيغ ووسائل وجريدة رسمية لا يتم العمل بتلك القرارات إلى بعد نشرها في الجريدة الرسمية! ، فما يوزع في جامعة صنعاء من قرار بتعين احمد با سردة رئيسا للجامعة ممهورا بتوقيعك حسب ادعائه غير منشور في الجريدة الرسمية !؛ والبيان رقم واحد إذ شدد البيان المنسوب لمجلس شؤون الطلاب في البيان المشار إليه الذي اقتبس منه ما يلي: \" ضرورة تخلي النقابة المنتهية فترتها عن حالة التمرد التي تمارسها والانصياع لقرار رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي بتعيين رئاسة الجامعة الحالية ونوابها لان الرئيس هادي مرجعية الجميع ويستمد قوة قراراته من الإجماع الدولي\" المصدر:( 26سبتمبرنت) !
فهل يا سيادة الرئيس أنك أصدرت ما أشار إليه البيان بالرغم من تحفظنا على استخدام العبارات الواردة فيه فيما يخص التمرد وخلافه ، لأنه كما قلنا غلبت على كاتب البيان الثقافة الأمنية بامتياز، أم أنك لم تصدره ؟! ؛ وبالتالي تقيم عليهم جرم ارتكاب التزوير والتحايل والانتهاك لموقعك وشخصك الكريم وعليك أنت وحدك من يقرر ادعائهم من عدمه ! ؛ أما نحن قمنا بإثارة هذا الموضوع من باب الحِسبة فقط !!
ما سردته عليك سيدي الرئيس للتذكير والحسبة كما قلت . أما إذا تحدثنا عن الانتهاكات للناس العاديين فحدث و لا حرج وتحتاج أن تُضمن في قرارك لجان أخرى للتحقيق في الانتهاكات الحالية ، أو أن يعاد صياغة القرار ليشمل تشكيل لجنة للتحقيق في الانتهاكات للعام الماضي والعام الحالي على الأقل ! هذا إذا أردنا أن يحل العدل والسلام في بلادنا ودمتم!
alasaliali@yahoo.com
في الأحد 23 سبتمبر-أيلول 2012 04:00:21 م