|
ما حققه لاعبونا في البطولة العربية على استاد جدة، والمتمثل في الفوز المستحق على نظيره البحريني بهدفين نظيفين بالإضافة الى اضاعته لركلة جزاء، والعديد من الفرص التي كانت ترتقي لتكون اهدافاً أخرى في المرمى البحريني.
الفوز ليس عادياً لعدة اسباب اولها انه يعد الاول في بطولات كأس العرب لكرة القدم التي ارتبط اسمها بأقسى خسارة تعرضنا لها في تاريخنا امام شقيقنا الليبي ب16 هدف مقابل هدف وحيد في الثامن من سبتمبر 1965م، وقد كانت مشاركاتنا بعدها لا تعدوا عن تكملة عدد ليس إلا.. وبهذا فقد غير الفوز الصورة النمطية المرسومة لمنتخبنا في البطولة.
ثاني الاسباب ان الفوز منحنا فرصة كبيرة لأن نكون افضل منتخب ثالث في المجموعات (على الاقل لغاية الان)، بما يمكننا من الطموح لأن نكون كذلك للمرة الاولى في الدور الثاني من البطولة.. على الرغم ان منتخبنا ما زالت له مباراة اخيرة مساء الجمعة مع شقيقيه المغربي، ولا نعرف لحد الان ما اسفرت عنه نتيجة المغرب بليبيا (كتب قبل اللقاء).
اما السبب الثالث الذي يجعل الفوز غير عاديٍ بالمرة هو انه جاء على منتخب خليجي طالما فاز علينا في ستة لقاءات سابقة مقابل فوز وتعادل وحيدين (قبل هذا الفوز).. ومن هنا تأتي لذة الفوز، فالمنتخب البحريني كان يرى كعبه عالياً على منتخبنا، ودائماً ما دخل مبارياته امامنا متعالياً هو وصحافته.. والجميل اننا فزنا لعبا ونتيجة وأخلاقاً، فاللعب كان سيده بلا منازع لاعبونا الذين امتعونا ومنذ زمن طويل بهكذا اداء أعاد لنا رغبة مشاهدة مباريات منتخبنا من جديد.
أما النتيجة فهي مستحقة بفضل اكرم الورافي وبا رويس، وكان بالإمكان ان تكون غلة الاهداف اكبر لو استغلت الهجمات الخطرة وترجمة لأهداف، بالإضافة لركلة الجزاء التي اضاعها تامر حنش، إلا ان الجميل فيها انها لم تنل من معنويات لاعبينا وجهازه الفني بقيادة الوطني سامي نعاش.
اما الاخلاق فقد تجلت في الانضباط واحترام قرارات الحكم التونسي "سليم الجديدي"، ولعب بروح رياضية امام المنافس رغم تهور لاعبيه واندفاعهم الغير مبرر والذي نتج عنه طرد لاعبين اثنين منهما.. وهنا برزت شخصية منتخبنا من خلال امتلاكه لأهم المقومات، فاللعب والنتيجة والروح الرياضية قلما تجتمع في منتخب واحد، خاصة بعدما تعرض له لاعبونا في اللقاء الافتتاحي من خسارة عريضة امام ليبيا بثلاثة اهداف مقابل هدف واحد.
اعتقد ان اللاعبين تجاوزوا الضغط النفسي الذي سببه عدم عزف النشيد الوطني في اللقاء الافتتاحي، والذي أثر عليهم في ذلك اللقاء، فما حصل لهم فيها لم يكن امراً عادياً إطلاقاً، وعندما عاد احترام الآخرين لنا- خاصة بعدما قيل انه اللجنة المنظمة اعتذرت عن الخطأ الذي تسبب فيه أحد افرادها- عادت الروح للاعبينا وبدورهم أعادوها لملايين اليمنيين التوّاقين للفرح، لاسيما اؤلئك الحاضرين من مغتربينا في جدة.
نبارك للاعبينا وجهازنا الفني والإداري والبعثة هذا الفوز، وكما انتقدناهم في جزئية عدم عزف النشيد الوطني، يتوجب علينا من باب الامانة الاشادة بما قدموه.. ونتمنى ألا يتسلل الغرور او الطمأنينة الزائدة لقلوب لاعبينا، فأمامهم لقاء صعب امام نظيرهم المغربي.. تمنياتنا بعرض جميل ونتيجة تؤهلنا لبلوغ الدور الثاني لأول مرة لتكون كما قال معلق المباراة السعودي: "نقطة البداية يا يمن".
في الثلاثاء 26 يونيو-حزيران 2012 09:47:34 م