يد البطش الحوثية تطال ملاك الكسارات الحجرية في هذه المحافظة افتتاح كلية التدريب التابعة لأكاديمية الشرطة في مأرب اول دولة توقف استيراد النفط الخام من إيران تقرير حقوقي يوثق تفجير مليشيا الحوثي لِ 884 منزلا لمدنيين في اليمن. منفذ الوديعة يعود لظاهرة التكدس .. وهيئة شؤون النقل البري تلزم شركات النقل الدولية بوقف رحلاتها إلى السعودية المبعوث الأممي يناقش في الرياض مع مسئولين سعوديين معالجة الأزمة الاقتصادية في اليمن وقضايا السلام أسباب وخفايا الصراع بين فرعي العائلة الملكية في قطر وقصة الجوهرة الماسية التي فجرت الخلافات توجه لإلغاء تقنية الفار من مباريات كرة القدم واستبدالها بـ(FVS).. ماهي؟ حمدي منصور لاعب نادي السد بمحافظة مأرب ينتزع ثلاث ميداليات ذهبية ويحقق أعلى النقاط في بطولة الأندية العربية للووشو بالأردن صورة.. هل ظلم الحكم الإماراتي المنتخب السعودي أمام استراليا؟
استغربت كثيرا من تصريح رئيس دولة شمال السودان عمر البشير وهو يلوح في مقابلته مع قناة الجزيرة قبل يوم من الاستفتاء التاريخي لمصير جنوب السودان، بعدم منح جنسية دولته الشمالية للجنوبيين المقيمين في الشمال أو الراغبين في الوحدة ، باعتبار أن لديهم دولة جنوبية طالبوا الشمال بقيامها وبالتالي فلاحاجة لهم أو داعي لمنحهم جنسية الشمال، طالما وقد اختار الجنوبيين الانفصال، حيث يفهم من كلام فخامته، الذي طالما تغنى بالقومية والحرص على سودان موحد، سعيه لتوصيل رسالة واضحة وصريحة، بهروبه العلني المكشوف من الوحدة، وتفضيله خيار الانفصال، بعد فشل كل العروض المغرية التي عرضا على الجنوبيين مقابل استمرار الوحدة والتي وصلت الى منحهم كافة الامتيازات المتعلقة بعوائد النفط الجنوبي الذي يعد أساس تفجير المشاكل السودانية، وبالتالي فقد جاءت رسالته المتعلقة بتغليبه وقناعته بالانفصال، مبكرا، الأمر الذي حذا بمحاورته إلى سؤاله بلهجة استغرابية عن سر ذلك التفريط أو الرضوخ لمطالب الجنوبيين واقتناعه المفاجأ برغبتهم بالانفصال عن دولته، مذكرة إياه بدعواته القومية وتأكيداته المستمرة على وحدة الأرض السودانية، في حين ظهر في حديثه باللقاء إلى رغبة الجنوبيين بالانفصال، وعدم جدوى اي دور يمكن له القيام به في ظل تآمر الصهيونية العلمانية والغرب على تقسيم السودان ، وفق اتهاماته التبريرية للفخ العويص الذي يبدو أنه قد وقع فيه وكان عليه أن يتعلم درسا من سابقيه لتجاوزه، ويقتنع بماقسم له أوباما من مصالح وسلطة في الشمال. ولذلك فقد اخذت تصريحاته بخصوص عدم توطين دولته الشمالية للجنوبيين المقيمين فيها، ردود أفعال غاضبة واستياء عارم لدى أكثر من مائة ألف نسمة من الجنوبيين، يعملون ويقيمون في الشمال، يفضل الغالبية العظمى منهم خيار الوحدة، وفق مصالحهم وإقامتهم على الأقل، وعلى العكس من اهاليهم في الجنوب الذين ناموا أمام وجوار مراكز الاقتراع منذ اليومين السابقين لموعده، استبشارا بروعة مستقبلهم في ظل وطن جنوبي مستقل يلمهم.
ولعل ماقاله نائب الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني السوداني في حديثه المباشر بضيافة منتصف الجزيرة في أول أيام أسبوع انتخابات الاستفتاء المصيري لجنوب السودان، واعلانه بأنه سيصوت للانفصال ولا يشعر بأدنى حرج أو خوف كونه مسلم وسبق أن كان يوما وزيرا في حكومة الشمال، مادام الشمال وساسته لايريدونهم كجنوبيين ولايقبلون بهم أو بمواطنتهم بينهم، ولاخيار لديه بالتالي، سوى اختيار الانفصال ، بحثا عن فرصة للعيش والسلام في الوطن الجديد، الذي ألمح إلى سعادته وترحيبه به، واستعداده للعودة اليه، ولو كلفه ذلك أي مساءلة أو محاكمة عن أي تبعات قانونية تتعلق بمشاركته كوزير سابق في حكومة الشمال- كماقالها بشجاعة ووضوح، ووسط تفاءله الكبير بتوافق مواطني الجنوب ومقدرتهم على التعايش والحياة بأمن وسلام ودون اي تباينات تتعلق بالدين أو العرق كما يخشى الكثير، ولوقرانا بتمعن ماوراء تصريحاته وهجومه الحاد على حكومة الخرطوم واتهامه لها بالتنصل من كل الاتفاقيات التي وقعتها مع فصائل الجنوب، لادركنا بوضوح حقيقة القناعات الوطنية التي يتمظهر بها الوزير العربي، انقيادا لحبل مصالحه الشخصية، ومدى جرأته على نقد ومهاجمة أي شيء، يفقد فيه مصلحته، حتى ولو كانت ويلات سياسية يعد شريك في صنعها بقناعة.
ووسط التفاءل السائد لدى مواطني الجنوب السوداني وتواصل الافراح ورقصات سمراوات جوبا في شوارع عاصمة دولتهم الجديدة التي ملت ويلات الحرب وجحيمها، لوحظ تولد حالة من الفرح والاستبشار بالمؤشرات الانفصالية التي تسير اليها نتيجة استفتاء جنوب السودان، لدى من تصفهم السلطة بالانفصاليين الجنوبين، رغم تعمق قناعة مخيفة لدى الكثير منهم، بعدم جدوى كل مايقومون به من فعاليات واحتجاجات سلمية منذ السنوات الخمس الماضية، وتعليق امالهم بتدخل خارجي يدعم مطالبهم باستعادة الدولة الجنوبية المستقلة التي كانت قائمة بمناطق الجنوب حتى العام1990م، حيث يرون ان حلمهم اقرب للتحقيق من حلم الواقع بجنوب السودان، كون كل مقومات الدولة ومنظومة استقلال حكمها المعترف به دوليا، لا تزال قائمة كما يرون، ولذلك يظهر من فترة لأخرى تزايد تمسكهم برفع علم الدولة الجنوبية السابقة، وعملتها الدينار، وصور زعمائها الجنوبيين المنفيين في الخارج،وغيرها من العادات والتقاليد المتعلقة بالواقع الاجتماعي وحرصهم على إحياء المناسبات الوطنية المتعلقة بالأحداث وتاريخ الجنوب، وكنوع من اثبات مقومات وأثار تلك الدولة التي يدعون الأحقية في استعادتها كجنوبيين – يقولون أن اي من تلك الاتفاقيات الوحدوية التي وقع طرفاها حينها، علي سالم البيض رئيس تلك الدولة الجنوبية لا تعنيهم اليوم، بذريعة ان الحرب التي اعقبتها قد ألغتها وقضت على كل آمالهم الوحدوية، إضافة إلى تنصل البيض عنها باعلانه فك الارتباط - حسب أطروحاتهم السياسية.
وبين واقع حلم جنوبيي السودان، وطول انتظار الأمل لدى جنوبيي الحراك باليمن، يبقى انتظار نتائج انفصال دولة جنوب السودان العلمانية رقم 193 في العالم ، محل انتظار وتفاؤل وأمل لدى حراكيي جنوب اليمن، غير أن المؤشرات لاتبشر بخير بالنسبة لمصير وطن جنوب السودان المهدد بحروب جديدة في ظل تأكيدات رئيس حكومته سلفاكير على الأخذ بدم كل قتلى الجنوب وعدم سماحه بذهابها هدرا، مايعني أنه يدشن مبكرا لحروب جنوبية شمالية، خاصة إذا ماعرفنا أن مصير منطقة إيبي النفطية لا يزال محل نزاع بين حكومة الشمال المقهورة على فقدانها لـ(500) ألف برميل نفط جنوبي يوميا، وحكومة الجنوب الطامعة بتلك الثروة النفطية التي تؤكد التقارير الصحفية أنها كانت تشكل 80% من عائدات النفط السوداني، وهو مايشير إلى احتمالات عودة التوتر والحروب بين مايقارب الـ(9)مليون نسمة بجنوب السودان وأكثر من خمسة وأربعين مليون نسمة في الشمال، ستزيد ظروفهم المعيشية سوءً- بكل تأكيد- في ظل غياب الثروة النفطية الجنوبية وتمتع شعب الأقلية الجنوبية بنعيمها، كماهي النظرة التي ستكون بالنسبة لمواطني شمال السودان وساستهم المغلوبين على أمرهم من التشظي والمصير الانفصالي المحتوم الذي لا يعفون من أسباب وصول أكبر بلد عربي إليه، ولعل في ذلك المآل الأسود، عبرة ودرس لساسة يمننا الحبيب وغيرهم من زعامات العرب، في ظل تواصل الاحتجاجات العنيفة وتزايد ضحايا الاشتباكات الدامية بين المواطنين الباحثين عن حياة كريمة ورجال الأمن في الجزائر وتونس وقبلهما المغرب، ولكي يتأكد للجميع أن لا شيء يحول امام انتفاضة الشعوب الجائعة والباحثة عن حياة ، سيما حكامنا الذين يبدو أنهم يسيرون على خطى من لا يؤمنون بشيء، حتى تصل لرؤوسهم شظايا نيرانه ورماد حرائقه المستعرة.