جديد العيد : فلكس يقفز فوق اليمن السعيد
بقلم/ طارق عثمان
نشر منذ: 12 سنة و 3 أسابيع و يومين
الخميس 25 أكتوبر-تشرين الأول 2012 05:21 م

الأنظار كلها معلقة بالغلاف الجوي فقد قرر فلكس أن يقفز على أرض اليمن هذه المرة ، لقد قرر أن يقفز فوق بلد عربي جاعلا من مناسبة عيد الأضحى توقيتا لهذا الحدث ليحظى باهتمام يستحقه ، واختار المكان المناسب في نظره فهو المغامرة الحقيقية وليست القفزة فقد فعلها من قبل ، صحيح أنه اختار هذا المكان أيضا ليرد على العرب الذين شكك بعضهم عبر كتابهم ومثقفيهم بالقفزة وقللوا من الانجاز و اعتبروه فبركة غربية وضحك على الذقون الطويلة في العالم العربي و جعل أغلبيتهم من الحدث مادة للتنكيت واطلاق الطرف كما جرت العادة حين يبادر الغرب و يبتكر ننهال نحن عليه بالنكت السامجة التي تغزو كل شيء و لكن فلكس اختار المكان أيضا لأنه يريد الجميع أن يتحدث عن هذه المجازفة الغير محسوبة النتائج فالقفز من سماء اليمن سيكون مكانا مناسبا لتحظى قفزته الثانية وربما الأخيرة بتغطية أفضل وأقوى و أوسع من سابقتها لأنها فعلا مغامرة سيودع أمه قبلها وداعا لائقا .

ستكون لحظات رائعة لفلكس وهو يثبت للعرب صحة قفزته الأولى بالقفز فوق بلاد العرب الأولى ، وسيصبح حديث القنوات الاخبارية العالمية ووكالات الأنباء ومئات الصحف والمجلات التي ستبث مراسليها في كل بقعة في اليمن فلم يتحدد مكان الهبوط ولن يتحدد إلا قبل القفزة بوقت قصير ، سيكون فخورا وهو يثبت للعرب ومن أرض عربية أصيلة صحة قفزته السابقة و روعة مغامرته الحالية .

لكن العالم كله يتحدث عن مصير المسكين فلكس الذي لن يجد الوقت الكافي ليكون فخورا فيه بانجازه فاختياره للمكان يعد انتحارا و سيلقى حتفه على الأرجح فليس كل الأراضين سواء والقفز فوق سويسرا أو النمسا ليس كالقفز على أرض اليمن ‘ والتوقعات كلها تشير إلى أنه ميت لا محالة . فسقوطه على مناطق القاعدة مثلا سيكون مصيره النحر لأنهم سيكشفون للمسلمين في البيان المنشور باسمهم أن فلكس هو الطيار الذي قاد كل الطائرات بدون طيار التي قصفت المجاهدين وهو الذي كان يحركها عبر ريموت كنترول كان يمسكه من حجرته الفضائية خارج الغلاف . وإن سقط في مناطق اللجان الشعبية فهو انتحاري من أنصار الشريعة يريد أن يفجر نفسه ويجب قتله على الفور قبل أن يضغط على الزر ، أما سقوطه في مناطق الحوثيين فلن يكون بأحسن حال من السقوط السابق لكن ربما يموت سريعا برصاصات تخترق رأس هذا العميل الصهيوني الأمريكي عميل آل سعود الذي اخترق أرض اليمن ويريد أن يوقف الصرخة عبر معدات كان يحملها و لها قدرة على منع الصرخة المعادية لقوى الاستكبار من الانتشار عبر الأثير أو لأن مظلته غطت على الشعار .

أما حين يقع المغامر الذي لم يوفق في اختياراته وسط مسيرة للحراك فسيكون مصيره الدوس بالأقدام فهو فلكس الدحباشي الذي سقط من القطب الشمالي لدولة الاحتلال اليمني ويريد أن ينهب الأرض التي سيسقط فيها فهو ابن ثقافة الفود و يجب دوسه بالأقدام ليكون عبرة لغيره من المخلوقات الغريبة التي تسقط عليهم من مطلع .

الموت سيكون له بالمرصاد أنى وقع ، فإن كان سقوطه في منطقة تسيطر عليها الفرقة الأولى مدرع فهو بلطجي من أنصار نظام المخلوع يحاول أن يغتال القائد علي محسن وإن سقط في منطقة الحرس الجمهوري فسيصليه جنودها نارا تلظى قبل أن يصل إلى الأرض فقد سمعوا أن قفزته ثورة على القوانين السابقة للجاذبية .

كم هو تعيس الحظ هذا الفلكس حتى لو سقط في مناطق مدنية ، ففي العدين سيكون في حمى الشيخ محمد أحمد المنصور وربما يكون في نظر جنوده أحد ابناء الجعاشن الذين نطوا من التبة في جربة الشيخ و سيتم ايداعه الزنزانة عشرة أعوام قبل أن يصل له طقم شرطة ليفرج عنه . أما إن وقع في تهامه فالشيوخ الطفافيح بانتظاره وهم كثر لكن سيكون الخيار الاسوأ إن وقع بيد الشيخ شعيب الفاشق فسيتم تجريده من كل البدلات الفضائية التي يرتديها بل من ثيابه كلها ثم سيتم تفتيشه جيدا و ربما بهراوة تدرج في أحشائية لعمل تلسكوب فضائي عبر درب التبانة للكشف عن مكنوات قلبه تجاه الشيخ في حادثة مسبوقة .

في الحيمة أو حراز أو بني مطر سيكون لزاما عليه أن يبرز بطاقة شخصية أنه ليس من المنطقة الأخرى فهو بالتأكيد سيسقط قريبا من قطاع قبلي ، والوضع مشابه في مارب و ربما تم تعليقه على أحد خطوط الكهرباء والزعم أنه هو المسؤول عن الخبطة الحديدية التي تلقى عليها و اعتباره هو المدعو كلفوت غريم الوفاق الوطني و سبب تعثر سير تنفيذ المبادرة الخليجية .

أما إن سقط في سوق المواشي وساقه قدره للوقوع فوق كبش عيد أحدهم وإصابته برضوض أو كسور فسيكون فلكس أضحية بكل تأكيد فقد قتل قبله شخص يمني بسبب كبش وهو ليس بأحسن منه . أما في سوق القات فالموت زائر يومي والقتل لأتفه الاسباب فكيف إذا نبع الخبير من الطيرمانة الفضائية على خلق الله .

لا أمل للرجل بالنجاة سوى أن يسقط في أي مكان من أرض الله الواسعة حتى في أفريقيا بين قبائل آكلي لحوم البشر فربما يبقون على حياته للتسمين أو يمضون بعض الوقت بالرقص حول القدر الذي سيطبخونه فيه ريثما تأتي الطائرات الأمريكية لإنقاذه وانتشاله أما في اليمن فلن يصل إلا ميتا فجماعتنا يفهمونها وهي طائرة ويعرفون ما الذي يقصده من القفز هنا بالضبط .

يا جماعة ما هذا الموت المخيم في كل مكان ، ماهذا القتل اليومي لأتفه الاسباب، هل نستطيع أن ننعم بلحظات العيد دون أن يعكر صفوها خبر( قُتل وجُرح ) ، الذي لا تمر ساعات إلا وهو يدق آذاننا وقلوبنا معا في بلد الغربة ، وحين تسافر لليمن لا تدري بيد من ستسقط ومن سينال شرف قتلك حتى تصبح البلد عليك أضيق من خرم إبرة و لا تريد أن تتحرك في أي اتجاه داخلها ، وتكتفي بالسلام على الأهل والقفول راجعا من حيث اتيت خارج هذا الكوكب اليمني الغريب ... متى ستكون أعيادنا أفرح وبهجة وسرور وطاعات ومعايدات وسكينة وسلام ومتى نسمع أغنية ( أنستنا يا عيد ) ( وسلم على احبابك واهلك واصحابك وكل من عابك ) وهي تصدح من البيوت دون أن يعكر صفوها بكاء في مأتم و صراخ في جنازة ونحيب في مقبرة ودون أن يكون من يشغلها من مسجله المطل من الشباك بجوار فوهة بندقية .

كم أتمنى أن أعيش هذا العيد دون خبر من هذا القبيل فقد عكر القتل صفو حياتنا وجعل أيام افراحنا أتراح ... في

الأخير ربنا يحفظ اليمن من شر الفتن قولوا آمين ومن العاااااااايدين ، و عساكم من عواده والموضوع كله افتراضات لا أحد يعمل حسابه وينتظر فلكس علشان يخطفه ويساوم عليه ، تراني عارف نواياكم كلكم