مستقبل أي بلد مرهون بعقول الأمة ومنظمات المجتمع المدني!

يقال أن الأخ الرئيس عبده ربه منصور متخرج من أعلى الجامعات العسكرية ويجيد عدة لغات ،بينما صالح لا يمتلك أي مؤهلات وبالتالي لا غرابة من التعيينات التي كان يُجريها لأنها تحصيل حاصل فمعياره فقط الولاء له لا أقل ولا اكثر!

في الأمس القريب قرارات هادي ذكرتنا بقرارات صالح عندما قام بتشكيل حكومة الوفاق فكأنه ليست عنده معرفة حقيقية بمن يعينهم في المناصب .. فعلى سبيل المثال وزير الكهرباء خريج شرطة وقانون بينما وزير الثروة السمكية خريج كهرباء كما اعتقد ،ووزير المالية خريج جوية (ضابط)، بينما وزير الإعلام عمل في المالية فترة كبيرة وهكذا..!

واليوم هادي يُكرر نفس المشهد فيُصدر قراراً بتعيين لجنة فنية للحوار الوطني خالية تماماً من الجامعات ومن المنظمات الجماهيرية والنقابات ؛ فلا نقابة أعضاء هيئة التدريس ممثلة بهذه اللجنة ، ولا نقابة المحامين ممثلة بهذه اللجنة ، ولا نقابة الأطباء والصيادلة ممثلة بها ، ولا نقابة العمال ممثلة بهذه اللجنة ، ولا حتى نقابة الصحفيين ممثلة بها وان كان هناك صحفيين ممثلين دون نقابتهم .. ولا جمعيات المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة ممثلة في هذه اللجنة المعجزة ! ؛ ولا كذلك نقابة عمال البلديات الذين عرّفونا معنى العمل في الأسبوع الماضي ، وبينوا لنا في الملموس أن هذه الدولة ليست مؤهلة حتى لإدارة عُمال النظافة فما بالكم بإدارة حوار يعصف بالبلد كلها من المنظف إلى المعلم إلى الحوثيين إلى الحراك الجنوبي إلى المشايخ إلى الجامعات إلى المعسكرات إلى القاعدة . فمن من أفراد هذه اللجنة سيتبرع بتوصيل مشاكلهم وحلها !؛ بالفعل الآن لوجه الحقيقي للمبادرة الخليجية ومن لفّ لفها ظهر بجلاء من خلال تشكيل اللجنة الفنية للحوار!

إن قرار الرئيس اليوم في تشكيل اللجنة الفنية للحوار الوطني يؤكد بوضوح مستقبل الشراكة بين الممثلين وتوافقهم وحدهم على شكل الحكم الذي يرغبوه! والحقيقة التي لا غبار فيها من أن الثورة تتعرض بقسوة إلى ثورة مضادة برعاية أمريكية وسعودية وبأدوات يمنية في التنفيذ ابتداء من الرئيس الذي مازال نائبا لرئيس المؤتمر حتى الآن وينفذ توجيهاته باعتباره عضوا في المؤتمر الشعبي العام لم يُخلي هذا المكان بعد ، ولا أظنه سيُخليه وهو يقوم بعمل قرارات اقل ما توصف بأنها قرارات إعادة إنتاج النظام مع بعض الرتوش هنا وهناك ، ومن الأدوات المحلية أيضاً من هرولوا للثورة من أحزاب المشترك وشركاؤهم ، وان تعريتهم وفضحهم في المؤامرة الكبرى على ثورة الشباب بات قريبا جدا،كونهم قبلوا أن يعملوا بالوكالة لحساب دول نكهتُها في هذا القرار بادية للعيان من إدراج تعيين بعض رموز النظام القديم عبد الله الاصنج المقرب من الشقيقة الكبرى وهو لا يمثل بحسب حيثيات القرار الفئات المُضمنة بالمبادرة إلا إذا كانت السعودية كونها الراعي الأساسي لهذه المبادرة فلا بدّ لها من حصة مثل بقية الحصص التي لمسناها في هذا القرار التاريخي!

أيها الثوار لا تركنوا بما يُسوَّق إليكم ، فثورتكم بحاجة إلى تجديد دماءها مثلُها مثلُ الأحزاب والمؤسسات وكلي ثقة من أنكم ستقومون بذلك عما قريب إنشاء الله! أيها الأحرار لقد خدِّرتم من هذه القوى فحجب عنكم الرؤية الثاقبة ،وفقدت لديكم المبادأة والمبادرة ، ولقد نمتم بما فيه الكفاية ، وأصبحتم بحاجة إلى الاستيقاظ فهل أيقظتكم هذه القرارات أم لم توقظكم بعد؟!

توحدوا وتحاوروا فيما بينكم وأنجزوا بقية أهداف ثورتكم واجعلوا الاصنج ومن وراءه من خلفكم ولا تلتفتوا بعد الآن لأحزابكم ، ونصيحة لهادي أن يتخذ قرارات تليق بشهدائكم وتلبي مطالبكم ، وان يجعل من عـــــــــــقل الأمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة ( الجامعات ) من ينيرون دربكم ويكونون بحق قدوتكم ،وان يتعامل مع المجتمع المدني خيرا له ولكم ،وان لا يستورد من الزمن الغابر صِيغ القرارات التي تستفزكم وتلهب مشاعركم !

بقي همسة عتاب أخيرة في أذن عضو اللجنة الفنية للحوار الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان !

يسألونك رفاقك في درب الثورة هل تم استشارتك قبل إصدار القرار؟ إذا كان الأمر كذلك فهل أنتي موافقة في تمثيل فصيل ثوري نحسبه من الفصائل الثورية التي لم ولن تفرط في قطرة دم أزهقت في سبيل انجاز ثورة كاملة الأوصاف غير منقوصة .ثم ما رأيك بقوام اللجنة وهل تمثل بحق الثوار ؟ ، ثم وأنت ترقبين المشهد السياسي ألا تحسي بفخ ينصب لك بهذا القرار، لأنه سيُبعدك عن بقية الثوار لاستكمال الثورة على الوجه الذي رسمتموه معا ومع من استشهدوا ومن ما زالوا يكتوون بجراحاتهم حتى صدور هذا القرار؟

ثم أختم بنصيحة لهادي أن يولي العلماء والنقابين جل اهتمامه فبهم يمكن أن ينجز الأهداف التنموية ،وان يستمع بقلب القائد لصيحات وهتافات الثوار وينجز ما قطعوه على أنفسهم بإقالة من تبقى من العائلة ويُهيكل الجيش قبل أي حوار ، ويستعيد هيبة الدولة والوحدة ممن اعتدى عليها ، عند ذلك فقط سينجح الحوار !

  alasaliali@yahoo.com