القاعدة .. الرعب الذي صنعه الزعيم
نشر منذ: 12 سنة و 5 أشهر و 12 يوماً
الثلاثاء 05 يونيو-حزيران 2012 04:30 م

إلى وقت قصير جدا كانت القاعدة ومعها أنصار الشرعية \" عفوا \" أنصار الشريعة بعبعا مخيفا تجتاح محافظات ومدن دون مقاومة تذكر من قوات \"دعم \" (مكافحة الإرهاب ) المفترضة حتى شردت مئات الآلاف في أبين ومناطق أخرى ، كان هذا يحدث حين كان الصانع والمدبر والزعيم متحكما بالأمر ، أمر التخطيط والتجهيز والتسهيل والتنفيذ بواسطة القيادات العسكرية التي تتبع المخلوع وأبنائه ، فالمنطقة الجنوبية بقيادة الملا مهدي مقولة هي من تشرف على مد القاعدة والأنصار بالعدة والعتاد وسلمها أسلحة حديثة تتبع بعض الألوية العسكرية في أبين من خلال مسرحية مكشوفة راح ضحيتها عدد من الجنود ذبحا بالسكاكين وحرقا بالنار

لفترة وجيزة لم يدرك الغرب وخاصة أمريكا ودول الخليج وعلى رأسها الجارة السعودية أن بعبع القاعدة وتزايدها بشكل ملحوظ وملفت ولم يستوعبوا تلك التحذيرات التي أطلقها كثير من الشرفاء أن القاعدة تتربى في أحضان أجهزة المخلوع وأبنائه ، إلى أن هدد في عدد من خطاباته ولقاءاته أن القاعدة هي البديل عنه إذا غادر السلطة ، قبل مغادرته مكرها للسلطة سلم محافظة أبين للقاعدة وعدد آخر من المديريات تحت التجهيز ، أدرك كثيرون وخاصة أمريكا وحلفائها في مكافحة الإرهاب أن نظام صالح وبقاءه مرهون بوجود القاعدة كوسيلة للدعم العسكري واللوجستي والسياسي وان المعدات التي تمنح لمحاربة القاعدة تستخدم لحروب يخوضها ضد معارضيه وقمع الثورة التي خرجت على نظامه وأفراد عائلته ، و يقينا أن قيادات القاعدة التي تربت وترعرعت في كنف الحرس الجمهوري وجهاز الأمن القومي والمركزي وكانت خلاياها ضمن هذه الأجهزة

اليوم نرى القاعدة تتقهقر وتندحر وتنهزم في كل المواقع والطرقات وتلوذ بالفرار من كل أوكارها التي كانت تتمركز فيها ،كل هذا حين توفر القرار الوطني والقائد الوطني لقيادة الجيش بعيدا عن حسابات ومصالح بقاء القاعدة كذريعة وورقة يناور بها على الخارج وقمع الداخل

اليمن كان في السنوات الماضية اسم مكروه ومنبوذ ومواطنيه يوصفون بالإرهابيين كل العيون الاستخبارية عليهم تلاحقهم في كل مكان ، هذه هي الصناعة والمنجز الذي أتقنه المخلوع ولا شيء دون هذا المنجز يذكر

القاعدة هذه الأيام تعيش أسوأ أيامها وربما آخر أيامها ومع هذا الوضع يستمت الزعيم الصانع الملا صالح وأبنائه وأبناء إخوته لمد جسور الدعم لمحاولة عرقلة نجاح القيادة الوطنية التي تدك حصون القاعدة كل يوم وليلة ويتجلى هذا من خلال محاولات اغتيال وزير الدفاع في أكثر من موقع لأنه يشرف مباشرة على عمليات الخلاص من قاعدة صالح ، خرج صالح مخلوعا مهزوما وما تبقى من بقاياه الا القليل ... والعاقبة للوطنيين