رئيس مجلس القيادة يطلع على خطة استئناف جلسات مجلس النواب عصابة نسائية متخصصة في الإبتزاز والنصب تقع في قبضة الأجهزة الأمنية بنوك صنعاء على حافة الكارثة.. اندلاع مواجهات مسلحة ومحاولة لاقتحام احد البنوك بالقوة تحليل غربي يطالب السعودية التوقف عن استرضاء الحوثيين.. ويتسائل هل هزيمة الحوثيين هدف استراتيجي لترامب؟ إنفجار غامض يؤدي بحياة سوق الزنداني بمحافظة تعز ... وتضارب في أسباب الوفاه صراعات بين هوامير المسيرة بمحافظة إب: قرارات مالية تهدد أرزاق عمال النظافة وسط انقسامات حوثية استعباد للمواطنين في مناطق مليشيات الحوثي ورسائل تهديد للموظفين بخصميات مالية اذا لم يحضروا محاضرات عبدالملك الحوثي انجاز رياضي جديد لليمن توكل كرمان أمام قمة العشرين: ما يحدث في غزة حرب إبادة وتطهير عرقي عاجل: اغتيال قيادي كبير في حزب الله و رويترز تؤكد الخبر
يحتفل الشعب اليمني اليوم الثلاثاء بالذكرى الثانية والعشرين لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية التي تمت في يوم 22 مايو 1990م، وذلك بالتزامن مع عملية تهيئة الأجواء لإجراء الحوار الوطني المزمع انجازه خلال الفترة القادمة، والذي يسعى اليمنيون من خلاله إلى إيجاد حلول جذرية لبعض القضايا والمشاكل التي يعاني منها اليمن منذ سنوات طويلة.. وعلى رأس هذه القضايا القضية الجنوبية باعتبارها قضية محورية لما تحمله من أهمية بالغة.
تعددت وجهات نظر السياسيين والمفكرين فيما يخص هذه القضية، فمنهم من يعتقد بأن تغيير شكل الدولة من بسيطة إلى مركبة، ومن مركزية إلى فيدرالية (اتحادية) هو الحل الأمثل للمشكلة الجنوبية.
في المقابل يعتقد آخرين بأن اليمن سيخطو خطوة إلى الخلف في حال اعتماد النموذج الفيدرالي كحل للقضية الجنوبية، لأن هذا الإجراء لا يؤدي بشكل مباشر إلى معالجة الأسباب الرئيسية التي أدت إلى ظهور هذه المشكلة، وفي هذه الحالة ستظل القضية الجنوبية موجودة، وستزداد تعقيداً، خاصة مع وجود أطراف خارجية لا تريد اليمن موحداً، بالإضافة إلى فصيل سياسي في المحافظات الجنوبية يعتقد بأن معالجة أسباب نشوء القضية الجنوبية ليس في صالح مشروعه الصغير، لأن مشكلة هذا الفصيل مع الوحدة نفسها ولم يكن احتجاجهم يوماً من أجل التجاوزات والمظالم التي حدثت في المحافظات الجنوبية باسم الوحدة اليمنية.
يؤمن الرافضون للفدرالية بأن المشكلة ليست في الوحدة نفسها، وإذا كان الناس في المحافظات الجنوبية قد خرجوا إلى الشوارع بسبب الظلم وسلب الحقوق ونهب الأراضي وغياب المواطنة المتساوية؛ فمن الأولى معالجة هذه الأسباب وضمان عدم تكرارها، وليس معاقبة الوحدة على ذنب ارتكبته الأنظمة في الأصل، وتحويل شكل الوحدة من اندماجية إلى فيدرالية، في خطوة غير مدروسة قد تساهم في تمزيق النسيج الاجتماعي اليمني المتجانس الأعراق والموحد اللغة والدين والثقافة..!
بالنسبة لي، لست مع فدرلة اليمن، لأن الفدرالية أساساً جاءت لتوحّد المقسّم وتقسّم الموحّد، واليمن دولة موحدة ولكنها تعاني من مشاكل اقتصادية وسياسية دفعت بالبعض إلى المطالبة بالعودة إلى ما قبل مايو 1990م. ولكن رغم ذلك أعتقد بأن الفدرالية أصبحت أمراً حتمياً لأن هذا الحل له مؤيدين كُثر في الوسط السياسي داخلياً. زد على ذلك تأييد بعض الدول الراعية للمبادرة الخليجية لهذا التوجه خاصة الولايات المتحدة وألمانيا. ولهذا، ليس أمامنا إلا أن نطلب من المتحاورين وصناع القرار أن يحرصوا على إيجاد صيغة اتحادية تتلاءم مع ظروف وخصائص اليمن بعيداً عن فدرالية الجزئين أو الثلاثة التي قد تكون خطوة أولية للانفصال.
بمعنى، يجب إيجاد أسلوب فيدرالي خاص متماسك معزز بضمانات قادرة على مواجهة أي عواصف قد تهدد وحدة اليمن مستقبلاً.
نعلم جيداً بأن جنوب الفؤاد قد عانى كثيراً من عبث المرحلة السابقة.. أحياناً أتساءل، لو كنتُ أحد أبناء المحافظات الجنوبية؟ في يوم ما كان لدينا وطن لديه علم خاص وجيش مستقل وعملة وعاصمة ورئيس.. ولأجل الوحدة تخلينا عن كل هذا. ورغم ذلك، هناك من يصر على ارتكاب التجاوزات التي تمس كرامتي كمواطن من أبناء المحافظات الجنوبية باسم الوحدة..! لا شك سأكون من أوائل المحتجين المطالبين بحقوقي التي سُلبت تحت ذريعة الحفاظ على الوحدة..!
هذا ما يجعلنا نتعاطف ونؤيد أبناء المحافظات الجنوبية في المطالبة بحقوقهم ونطالب بحلول عادلة لهذه القضية داخل إطار الوحدة اليمنية. لكن ما لا نقبله هو تحويل المشكلات السياسية والاقتصادية إلى دعوات لتقسيم البلاد، لأن التقسيم ليس حلاً عملياً، فبدون الوحدة سيظل الشعب اليمني المجزّأ والمشطّر عرضة للصراعات الداخلية ومقيداً –أكثر- بالوصاية الخارجية..
إضافة إلى ذلك أن تقسيم اليمن على أساس شمال وجنوب، سيكون أساساً لتقسيم آخر ستخلق له المسوغات والمبررات حينها.
لا زلت متأثراً بكلام المفكر الدكتور عبدالعزيز المقالح، حين خاطب المطالبين بالانفصال في احدى الندوات الفكرية قبل أكثر من سنتين قائلاً: "الوحدة هي قدرنا ومصيرنا في هذه الرُقعة من أرض الله وما من شكٍ أو مبالغة أننا بدونها نتفتت ونعود إلى دوامة الصراع الذي لا يتوقف عند سلسلة الشتائم واختراع قاموس طويل من التخوين والتخوين المضاد وإنما يمتد إلى أن يَلغِ المواطن في دم أخيه خدمة للشيطان وتحت شعَار إعَلاء شأن الحزب والقبيلة والطائفة".
*صحيفة الثورة