اليمنيون يصنعون تاريخهم
بقلم/ مراد القدسي
نشر منذ: 12 سنة و 8 أشهر و 24 يوماً
الثلاثاء 21 فبراير-شباط 2012 06:10 م

يدلي أكثر من 10 ملايين من الناخبين اليمنيين المسجلين أسماءهم في جداول قيد الناخبين إلى جانب من بلغوا سن الاقتراع القانوني وغير المسجلين في جداول قيد الناخبين بأصواتهم يومنا هذا في الانتخابات الرئاسية المبكرة لاختيار المرشح التوافقي عبدربه منصور هادي رئيسا للجمهورية..

اليمنيون اليوم يصنعون التاريخ من جديد..تاريخهم اليمني المعاصر, بتوطيدهم وانتهاجهم لمبدأ التحول الديمقراطي والتداول السلمي السلس للسلطة, وأثبتوا أن اليمن قادر على أن ينتقل من الماضي إلى الحاضر عبر صناديق الاقتراع.

فالتصويت اليوم في هذه الانتخابات يعد تصويت من اجل فتح صفحة جديدة في تاريخ اليمن – صفحة تعد بالتغيير الذي لطالما انتظره اليمنيون, وتمثل منطلقا للمستقبل الجديد والمرحلة التاريخية التي سيعبر منها الشعب اليمني الأبي إلى آفاق المستقبل المأمول, وتعد الانتخابات فرصة ذهبية لجميع القوى السياسية اليمنية لتترك وراءها المماحكات السياسية والحزبية والعمل بنية مخلصة ومسئولة وإقرار التزامها بالعمل من اجل مستقبل أفضل. وعلى الرغم من طوول ووعورة الطريق الذي سلكه اليمنيون والمخاطر المحدقة التي اعترضتهم والتي كادت أن تنزلق وتقذف بهم إلى مجاهيل الصراعات والحروب الأهلية والفوضى التي لن تبقي ولن تذر إلاًّ وطناً مدمراً ممزقاً متشظياً نتيجة لصراعات وحروب عبثية لن تنتهي، إلا أن اليمنيين قد أثبتوا قدرتهم على التوافق والعمل سوية لبناء دولة جديدة ,دولة النظام والقانون وحقوق الإنسان والعدل والمساواة ,وذلك بتغليبهم منطق العقل والحكمة على منطق القوة والعنف,وأثبتوا للعالم أن الشعب اليمني شعب صاحب حضارة موغلة في التاريخ. بهذه الانتخابات ونتائجها سيتمكن الرئيس المنتخب وحكومة الوفاق الوطني من العمل معاً والتواصل مع جميع القوى السياسية وتمهد الطريق لعملية الحوار الوطني ,وذلك بعقد مؤتمراً شاملاً للحوار الوطني عقب الانتخابات يضم كافة الأحزاب والقوى السياسية الموجودة على الساحة اليمنية,والاستجابة للتطلعات الكبيرة للشعب اليمني, والتواصل مع الأطراف غير الموقعة على المبادرة الخليجية وإشراكها في العملية السياسية الشاملة. وستستغرق هذه العملية الكثير من الوقت في حين تواجه اليمن تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية كبيرة لكن انتخابات يومنا هذا تعد الخطوة الأولى نحو بناء دولة مدنية تحترم حقوق جميع اليمنيين,وهي البوابة الوحيدة لإخراج اليمن من وضعه الحالي، وتعد جسر عبور إلى يمنٍ أفضل ومستقر إن نجاح هذه الانتخابات الرئاسية، يمثل مفصلاً رئيسياً للانتقال إلى حالة الاستقرار السياسي، كمنطلق مهم وضروري للوصول إلى مرحله بناء الدولة اليمنية المنشودة، وبكل ما تمثله من قيم العدالة والحداثة، المحققة للمواطنة المتساوية والشراكة في السلطة والثروة يسود الجميع فيها النظام والقانون في وطن موحد وديمقراطي آمن ومستقر.