للنبلاء فقط ...ماذا بشان الشقائق ؟
بقلم/ كاتب/مهدي الهجر
نشر منذ: 17 سنة و شهرين و 25 يوماً
الثلاثاء 14 أغسطس-آب 2007 03:11 م

مأرب برس - خاص

ربما يكون هذا الكلام لفئة بعينها ، فان مر آخر من هنا فهو الحكم

نبيل القوم عزيز هو ، نفتش عليه بالمنظار ،فان وجدناه أقمناها أفراحا في نفوسنا ، ورتلناه قصائد وحمدنا الله سبحانه ، لهو أهم من ثروات تتراكم، وهل للحياة قيمة إذا أسنت وركد معينها ، وتيبست الأشجار فيها ..

النبيل باختصار هو من عاش لغيره على حسابه ، وزرع البسمات بأحزانه، يحمل وحده أنات غيره ،يفنى ليبقى من حوله في أعماقه هموم كا لجبال ..

عزيز علينا فما وجدناه اليوم حتى بين المائة ...

1- عين أعيان هذا الجيل الأستاذ محمد الراشد في تقريره الميداني وهو يتلمس الذوقيات والمروءات التي نحسبها نحن أنها مكتسبة بالوراثة عن المعادن وكرام المنابت أكثر من كونها مكتسبة بالمران والتربية وان كان لهذه حصتها من النسبة ..يجدها الراشد في ذلك الشاب الغض الريان الذي لم يتجاوز الرابعة والعشرين من العمر حينما يفطم نفسه عن لهوها ومرادها فيتزوج أرملة شهيد تكبره سنا ليضم تحت جناحية خمسة من الصغار ومهضومة الجناح فيذهب في ذلك مثلا في المروءة وحياة للضمير ...

نتفقدهم اليوم بين ظهرانينا فنصاب بالكآبة ...كثيرا ما يخطبون ويحاضرون ويتكلمون عن الأخوة وحقوقها وواجباتها ، وعن المرأة الصالحة والزوجة التي يجب أن تعد على عين وبصيرة ، فإذا ما حصحص الحق واقترب الواجب كأن على القوم صخور من التبلد وقلة الحس والوفاء ..

يموت احدهم وقد كان كريما شهما أبيا عاش لغيره أكثر مما لأهله ، وترك من خلفه فراخ بذي مرخ وزوجة شابة غمست في التدين والتربية حتى المشاش هي بحاجة لمن تكمل معه المسيرة بذات الروح والمسئولية ولأطفالها من يضمهم تحت جناحيه ينمي فيهم ما بذره فيهم الأول ...لكن القوم وفيهم الميسور وبن الميسور كمن ابتلع بحجم عرقوبه علكا فهو يتغرر ويتمطى , رغم أن الحرة لا زالت في مقتبل العمر وبها من النضارة ما تبهج النفس ومن العلم والدين ما تغري وتطمع ..

رحم الله أبا بكر السابق إلى المكرمات لم يمض إلا قليلا حتى كانت أسماء بنت عميس- أرملة الطيار جعفر –تحت جناحيه يكرمها ويكرم بها جعفر ويتعبد بمروءته مولاه ..وما إن مات الصديق حتى ضمها إليه علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في صورة بمجموعها تعكس زمن المروءات وأهل الوفاء ، وكذلك كان الصحابة ومن سار عليهم ..

اليوم تؤرمل النجيبة أو تطلق لأمر ما فيشق ذلك عليها وعلى أبيها أو شقيقها الكريم وقد ساروا كلهم في دروب الخير والمروءات ، فلا احد من حولهم يبتدر فينال المكرمة بوشيجة مع هذا الكريم ويضم إليه من أغلى الدرر، ويرد جميلا لأستاذ وأخ طالما تكرم عليه وأفنى ويضل في قلب الكريم غصة وحسرة تجاه من حوله وفي قلب الكسيرة الف غصة وغصة ..يا لهول العقوق وفناء المروءات.

مع أن القوم كلهم بهم شره للتعدد ، ونماذج اقل لا يمكن أن تقيسها مع تلك التي احتواها العلم والأدب والحسب والنسب ، ولكنه خلق ينزع وطباع الرعوي حينما تغلب ..

تعد الفتاة في بيتها على عين وبصيرة ، خلق ودين ، ثم تلتحق بالجامعة فتسمع من حولها آلاف الخطب والمحاضرات والمداخلات حول أهمية ودور المرأة الملتزمة المؤهلة علما ودين على مستوى الأسرة والمجتمع والأمة ، فتزيد هذه في مثالياتها ويذهب بها خيالها بعيدا وهي ترتسم في مخيلتها فارس أحلامها على ذك النمط الذي تراه في القاعة أو الفعاليات متدين ملتزم عصري ومسئول محرك جماهيري وصانع مجتمع ، وكم سيكون عليه المجتمع من العافية وهما معا كزوجين في المستقبل يصنعان الحياة ، وكيف ستنشيء معه صغارهما في ظلال العلم والدين والانسجام المتكامل ..

ويطير عقل الصبية بل وتصاب بما يشبه الصعق وهي ترى الأغلب من هذا النفر تغلبه طباع الأعراب وهو يأوي إلى أعرابية مثله من بني قريته لا تفقه الباء من التاء أو حتى كيف تظهر في زينة ..إنما هي العادات وغلبة الطباع للتطبع .... قد تصل الصدمة ببعض الملتزمات إلى الفتنة والتمرد والموقف المعادي وهي ترى الفعل يخالف القول وتوشك ان تصلب على العنوسة ....

2- في واحدة من الكليات وفي جامعة ما وفي المستوى النهائي قبلت إحداهن الزواج بابن عم لها منحرف بعد ما رأت من حولها ممن عولت عليهم يرتكسون على بداوتهم وأصولهم من الطباع ويفضلونها بدوية أمية على ما بها المهم بنت العم أو الخال ..جاء إليها احدهم يمشي قائلا وبما يشبه الغضب وبصيغة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..يا فلانه ألا تتقين الله وأنت تقبلين بفلان زوجا لك على ما به من الخلق والتفلت والضياع ..ردت عليه- وكنت أتمنى لو صفعت أو بصقت لكان أشفى لقلبي

انتظرناكم ولم يأت احد ..وهل تريدون منا أن نعنس

3- اليوم العشرات بل المئات من فتيات الجامعات المربيات الفاضلات والملتزمات في أسر العنوسة ـ ترفض الفتاة منهن من يتقدم لها وهي في سوقها من العمر على أمل أن تلتقي بمن ترضاه دينا وخلقا وانسجاما في العقل ...تطير كا لفراشة في أحلام أن يكون كواحد من هذا الكم المتخم دعوة والتزام في نظرها ، لكنه وهي تجهل يفتقد إلى شيء من المروءة وبعضا من الذوق والبصيرة ، ثم تذهب الأيام عدد ويذهب الأغلب من هذا المجموع إلى أصوله من التخلف والبداوة ، فهو لا يريدها محاورة ومناقشة وتسأله حقوقا وواجبات على ما فقهت وتفطنت، بل عقلية الحرمة وأنها ليس سوى وعاء للحمل والولادة هي التي لا زالت تسكن عقل هذا الدعي..

هل على هذه الفاضلة الموزونة دينا وعقلا وحشمة والتزام أن تتزوج العابر من الناس أم تنتظر هذا الداعية الدعي الذي فر من مروءته حتى توافيها العنوسة ويذهب بريقها فليس عليها حينها الا أن تقبل بان تكون ثانية لجشع طماع أو تكون لمن هب .

هذه ظاهرة يلزم تناولها على المستوى الداخلي وعلى المستوى العام

يقال أن الفقيهات العالمات العوانس يملأن جامعة الإيمان والكثير من الجامعات وأن دعي الالتزام غلبته طباع الخطيئة ففر إلى تلك التي تشبهه سجاياها ، فمن للأقمار والنجوم وحور الدنيا والدين عند تلك الينابيع .

الله سبحانه الغني وحده ، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ، ولن يكون فينا المرأ سيدا ونبيلا حتى يغلب ما كان لغيره على ما كان له ، ولن يكون العبد عبدا لله حتى يغلب ما كان لله على ما كان لهواه ، هذا في المكاره والعلقم ، أما ما نحن بصدده فإنما شهدا وعسلا مصفى ، ونجوما ولاليء ، وعيون في طرفها حور ، طيبة عفيفة ، قوامة صوامة ، حسنة الدنيا والدين ..

الم يأن الأوان أن تصارح ونعترف بوجود هذا الخلل وغيره الذي يولد اختلالات ونتوءاءت فوق الحد ، وانفصاما خطيرا يعوق ويشوش ..؟

نحن بحاجة إلى زاد من الأخلاق كما جاء في السنة وكما عبه غيرنا نبلا ومروءة .

لو سمع بنا السيسي رحمه الله لأفرد لنا مجلات وتخصص بنا ، فكم كان رحمه الله دقيق الحس والشعور..

نحن بحاجة إلى مراجعات ووقفات مع مثل هذه الجسام والتي لا نعدها في واقعنا من الثانويات.

  alhager@gawab.com