قدرها مليار دولار..مصادر إعلامية مُطلّعة تتحدث عن منحة سعودية لليمن سيعلن عنها خلال أيام الجيش الأميركي يكشف عن طراز المقاتلات التي شاركت في الضربات الأخيرة على مواقع الحوثيين يد البطش الحوثية تطال ملاك الكسارات الحجرية في هذه المحافظة افتتاح كلية التدريب التابعة لأكاديمية الشرطة في مأرب اول دولة توقف استيراد النفط الخام من إيران تقرير حقوقي يوثق تفجير مليشيا الحوثي لِ 884 منزلا لمدنيين في اليمن. منفذ الوديعة يعود لظاهرة التكدس .. وهيئة شؤون النقل البري تلزم شركات النقل الدولية بوقف رحلاتها إلى السعودية المبعوث الأممي يناقش في الرياض مع مسئولين سعوديين معالجة الأزمة الاقتصادية في اليمن وقضايا السلام أسباب وخفايا الصراع بين فرعي العائلة الملكية في قطر وقصة الجوهرة الماسية التي فجرت الخلافات توجه لإلغاء تقنية الفار من مباريات كرة القدم واستبدالها بـ(FVS).. ماهي؟
> في ظل قوتها الصناعية الهائلة وامتلاكها لتكنولوجيا العصر كمطور ومصدر لها.. وقفت اليابان عاجزة أمام قوة الطبيعة وجبروتها.. وفي أقل من دقيقة تغيّرت اليابان، وربما تغير مستقبلها كله..
الزلزال الذي ضرب اليابان لم يغيَّر شكل التضاريس والمباني الإسمنتية والموانئ والشوارع وحسب، بل غيَّر عميقاً الفكر الياباني الحديث.. التي يعيش شعبها اليوم حالة من الانقضاض على ثورتهم الصناعية المهولة وثمارها.. تحت وطأة الرعب من التلوث النووي.. الذي عمَّ اليابان طولاً وعرضاً..
إن حدثاً كهذا من شأنه اليوم أن يغير مستقبل اليابان، ويغير معه التوازن الصناعي في العالم بأسره.. حدث أوجدته يد القدر.. القادرة على تغيير التأريخ في لحظات، وهذا الزلزال الذي سيغير المستقبل لم يتوقف العالم للاستشفاف تبعاته وآثاره التي ستنالهم لا محالة.. ليس استهانة بتلك التبعات والآثار، وإنما لانشغال العالم بما هو أكبر من زلزال اليابان وأشد تأثيراً ربما على مستقبل العالم منه.. وذلك الذي حاز على انشغال العالم لم يكن سوى سلسلة من الزلازل التي تعم الوطن العربي، زلازل لم تصنعها قوى الطبيعة، وإنما صنعها شباب الأمة العربية، الذين حركهم »بوعزيزي« بما قدمه من إعلان صريح بالرفض.. رفض للتهميش، لسلبه مصدر قوته وقوت أسرته المتواضع، لقد قبل »بوعزيزي« واقع أقل مما يستحق، كبائع متجول وهو الجامعي المتعلم، ثم ماذا؟ سلبوه حتى واقعه الذي لا يستحقه وقنع به.. لقد جسَّد »بوعزيزي« حال ملايين الشباب العربي من المحيط إلى الخليج، ومن الشمال إلى الجنوب.. الشباب الذين توقفت بهم عجلة الحياة عن أسوار الجامعات التي خرجوا منها إلى أحضان الشوارع.. في رحلة للتيه ولكن دونما نبي، ودونما معصية.. سوى أنهم أبناء هذه الأمة القانعة بما يلقى إليها في انتظار أبواب السماء..
لقد أسقط »بوعزيزي« أسوار الصمت.. فغنى الشعب أغنية الرفض.. وتحرك الصامتون القانعون العزل فتغير وجه التأريخ.. ولم يعد الصمت يجدي، ولم يعد الخنوع ينفع..
وتلقف الشباب العربي أغنية الإرادة والرفض من جسد »بوعزيزي« المحترق، ومن أفواه شباب تونس الرافضين، فتهاوت القلوع وانزوت الجيوش وسقطت الحدود.
ولأنهم شباب أمة واحدة، بهمٍّ واحدٍ، ومعاناةٍ واحدةٍ، عجزت الحدود عن صد هبتهم وتحجيم إرادتهم.. وأصبح أقصى الشرق كأقصى الغرب سواسية في الرفض، سواسية في الفعل..
ولم تعد عبارة »الشباب عماد الوطن وبناة المستقبل« عبارة تسطر في المناهج ويتغنى بها القادة..، بل قرر الشباب أن يكونوا عماد الوطن وأن يبنوا بأنفسهم المستقبل.
إنه زلزال الشباب.. زلزال سيغير لا محالة.. مهما شكك في ذلك الخائفون، زلزال وصل إلى جبال اليمن وسهولها وهضابها وصحاريها.. يحمل أحلاماً لم تعد مستحيلة، وحقوقاً لها شرعية الصلاة.. زلزال لا يهدم بل يبني، يضع أسس جديدة لحياة جديدة، لا يغير الوجوه وحسب بل يغيَّر الجذور أيضاً..
إنهم شباب الأمة.. في تونس.. في القاهرة.. في صنعاء.. في بني غازي وفي كل عاصمة عربية ومدينة.. شباب لا تكتمل ثورتهم إلاَّ باندلاعها في كل عاصمة ومدينة عربية، ولا يكتمل نصرهم إلاَّ بانتصارهم في كل مكان.. انتصار يتجاوز الأشخاص والأحزاب.. يتجاوز المتسلقين.. و»راكبو الموجة«.. انتصار من يعرف طريقه ويمتلك إرادته وقراره دونما وصاية أو تحزب أو تقمص..
شباب آمنوا أنهم بناة المستقبل فهبوا لبنائه.. متألقين بصمودهم.. متحصنين بدمائهم الشابة النقية، وتأريخهم الذي بدأوا في سطره الآن.. ولأول مرة..