قتيلان ومصابان في يوم دامٍ بمحافظة إب وسط فوضى أمنية متفاقمة عاجل.. تفاصيل لقاء وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان مع نظيره السوري بالرياض مطار غامض يتم بناؤه بصورة متسارعة في جزيرة يمنية سوف يهيمن على طرق الملاحة الدولية عبر خليج عدن ومضيق باب المندب مركز الإنصاف للحقوق والتنمية يدين جرائم مليشيات الحوثي في إب ويدعو لتحقيق دولي عاجل تعرف على سيناريوهات التصعيد بين إسرائيل والحوثيين؟ إيران تتبرأ من الحوثيين وتقول أنها لن تكون كبش فداء ماذا حل بميناء الحديدة؟.. عقب الضربات الإسرائيلية.. ترامب يستعد لحربه الجديدة في اليمن وإسرائيل تقدم اقتراحات بتشكيل تحالف جديد لردع الحوثيين وإيران هل تتعاون الصين سراً مع الحوثيين؟ وما المقابل الذي تحصل عليه؟ الإستخبارات الأمريكية تكشف معلومات خطيرة تظاهرة احتجاجية حاشدة للمعلمين في تعز
انتشر خبر بيان المجلس الانتقالي الجنوبي يوم امس كانتشار النار في الهشيم، وذهبت وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بعيدا عن مضمون الاعلان بمنشيتات عريضة وعبارات صاعقة تذهل القارئ، بل تخلق لديه حالة من الصدمة العنيفة. معظم وسائل الاعلام عنونت الخبر بعبارات الانقلاب والانفصال والتمرد وغيرها من الكلمات والعبارات المشابهة، التي ضخمت الحدث وبالغت كثيرا بخصوص ما يتضمنه نص البيان.
تلك الضجة الاعلامية المهولة جعلتني افتش وابحث واتتبع خيوط الشبكة العنكبوتية كي اصل الى النسخة الاصلية للبيان من اجل قراءته بتأني والاطلاع على مضمونه لتفادي الانطباع السلبي السائد في وسائل الاعلام عن البيان المذكور. بعد القراءة تبين لي ان البيان هو مجرد اعلان تطبيق الادارة الذاتية اي الحكم الذاتي لجنوب اليمن وليس انقلابا او انفصالا او تمردا. صحيح ان البيان يشكل تحديا جديدا للحكومة اليمنية المقيمة في الرياض، ولكنه يترجم مخرجات الحوار الوطني على ارض الواقع بعد تعثر تطبيقها نتيجة الحرب التي فجرها الحوثي في عموم البلاد.
الاشكالية التي سيواجهها المجلس الجنوبي الانتقالي تكمن في عدم الواقعية التي انطوى عليها البيان وتحديدا فيما يخص الحكم الذاتي لجنوب اليمن بشكل كامل، فمن حيث الواقع، نجد ان اقليم حضرموت أي محافظات شبوة والمهرة وحضرموت وسقطرة تخضع حاليا لادارة مستقلة عن المجلس الانتقالي الحنوبي، وعلى ما يبدوا ان المجتمع المحلي في تلك المحافظات يرغب بادارة ذاتية خاصة بهم بعيدة عن سيطرة المجلس الانتقالي. اما من حيث التنظير الشرعي، فان اقليم حضرموت يتمتع بحكم ذاتي وفقا لما ورد في مخرجات الحوار الوطني الشامل، وهذا يظفي شرعية على طموحات المجتمع المحلي هناك ويحد من المطالب التوسعية للمجلس الانتقالي الجنوبي.
ان سياسة الامر الواقع هي من ستفرض نفسها في نهاية المطاف، واذا لم يتعامل المجلس الانتقالي بوعي وواقعية مع المتغيرات الجديدة على الارض فانه سيجر الجنوب الى حرب اهلية خاسرة ستنتهي حتما بانتصار الارادة الشعبية في اقليم حضرموت على الطموحات التوسعية لقادة المجلس الانتقالي الجنوبي. من الواضح ان المجلس الانتقالي الجنوبي في هذه الظروف يواجه تحديات صعبة ابرزها الحرب ضد الحوثيين وصرف مرتبات الموظفين في المناطق التي يسيطر عليها والقدرة على تشغيل المؤسسات الخدمية وتوفير الموازنات اللازمة لتشغيل وادراة المؤسسات في المناطق التي يسيطر عليها وهي عدن ولحج والضالع وابين، مما يعني ان المجلس في حالة ضعيفة لن تمكنه من شن الحرب ضد اقليم حضرموت الذي رفض بيان المجلس الانتقالي جملة وتفصيلا.
الخطوة التي اقدم عليها المجلس الانتقالي الجنوبي في حقيقة الامر تعد خطوة واعية وحكيمة وتأتي في اطار الشرعية الجديدة التي ستكون حتما بديلا لشرعية الدولة المركزية التي كانت قائمة قبل انتفاضة 2011م. وعلاوة على ذلك فان هذه الخطوة ستشجع اقليم حضرموت الى الاعلان رسميا والتنفيذ عمليا الادارة الذاتية او ما نسميه الحكم الذاتي لاقليم حضرموت، وبهذه الخطوة سيكون لدينا في اليمن ثلاث مناطق حكم ذاتي واضحة الحدود والمعالم هي منطقة الحوثيين في معظم مناطق شمال اليمن، ومنطقة اقليم حضرموت، ومنطقة اقليم عدن. ومن هنا ستبقى المشكلة المعقدة في حسم مصير محافظة مأرب والجوف والبيضاء وتعز والشريط الساحلي الغربي الذي يسيطر عليه طارق صالح. الى حد الان يبدو مصير تلك المناطق غامضا ويصعب على المرئ التنبؤ بخصوص مستقبل المناطق المذكورة، لكن ما يبدوا جليا هو ان اليمن سيبقى موحدا ولكن بادارة جديدة وشكل جديد عما كان عليه الوضع في السابق، ومن هنا نستطيع القول ان اليمن الاتحادي اصبح في الوقت الراهن هو الاقرب الى التحقيق من السيناريوهات الاخرى.