الماجستير بامتياز للباحث في العلوم السياسية عبدالكريم إسماعيل اليمن تدين التدابير القمعية التي اتخذتها مليشيا الحوثي بحق الإعلامية سحر الخولاني خدمات إلكترونية جديدة تكشف عنها وزارة الأوقاف تهدف لتطوير قطاع الحج بتمويل كويتي افتتاح مدرسة في مخيم الجبول للنازحين بمحافظة مأرب. منظمة الهجرة الدولية تكشف عن استمرار عمليات النزوح من مناطق سيطرة الحوثيين ومارب القبلة الأولى للنازحين المليشيات الحوثية تقود حملة اختطافات واسعة ضد المواطنين بمحافظة الجوف .. عاجل الجيش السوداني يتقدم في ولاية الخرطوم والقوات الجوية تستهدف مواقع قوات الدعم السريع الحوثيون يوسعون دوائر الاعتقالات وألمانيا توجه تحذيرا لهم «هذه الإجراءات تضر بالبلاد» بريطانيا تعرب عن فزعها مما يجري في اليمن وفيات الكوليرا في اليمن تصل إلى أكثر من 800 حالة خلال 2024
رغم ما له من أضرار، الا أننا لم نتخذ بشأنه القرار، ومازلنا ندافع عنه، ونختلق الأعذار،لا يعالج بالعقاقير الطبية،بل بإرادة شعبية ،وعزم نابع من حب البناء والتطوير،بناء العقل بالعلم والمعرفة،والجسم بالتغذية الجيدة ،وبناء البلد باستغلال الوقت والجهد والأفكار البناءه،سيما ونحن نعيش طموح التغيير والتجديد،وتحقيق الحياة الكريمة،وجوده امتداد للضياع ،فهو عدو الاقتصاد، والصحة والوقت والإنتاج والإبداع..
القات بلاء حل باليمن ،جثم على الأرض وافقدها الطيبة،وافسد تفكير شعب الحكمة،احتل التراب اليمني الطاهر ودنسه،واستنزف ماءه وثروته،عقود ونحن مأسورون له،نمضى ساعات بحثا عنه،وإذا وجدناه دفعنا له ما يريد ،من الدخل المحدود،أو دينا" الى اجل معدود ،وعلى حساب الغذاء والتعليم واللباس والسكن،ثم نظل في جلسة التخزين ساعات ،يعقبها هم وضجر..
كانت الأرض اليمنية، تكسو مدرجاتها أشجار البن،والفواكه والخضروات،ومن البن استمد اليمن شهرته العالمية،البلد الرائد في تصدير البن-آنذاك -فمن مسميات القهوة (موكا) التي مازالت تنطقها السن العرب و العجم -نسبة الى ميناء المخاء(ميناء تصدير البن)-فلمع اسمه بالخارج،وأفل تواجده في الداخل...
*ماذا حل بأرض السعيدة؟؟
تفقد كساءها القشيب،وزينة مدرجاتها الخضراء بأشجار البن،وتتجاهل شهرتها العالمية بتصديره، لتمكن في الأرض شجرة القات..
القات يستنزف المياه،ويعرض البلد للتصحر،و ينهب المال من جيوب المخزنين،فيزيد من المعانات الأسرية،يدمر الصحة،ويهدر الوقت بالبحث عنه،والجلوس بفناءه ...
شًوه القات أجسام اليمنيين وتفكيرهم،وقدمهم بصورة غير لائقة بشعب حكيم ،باني حضارات ومجد وتاريخ، وجوه نصف منتفخة وقت التخزين، جالبة للسخرية،وأجسام متهالكة ليس لمجاعة في البلد، وإنما لتأثيره على التغذية، وفقدان الشهية،وتفكير عقيم،لا يقيم واقع بل أحلام، تتبدد بانتهاء نشوة القات..
اذا تجاهلنا الوقت المهدور،والبدن المهدود، و راجعنا الأرقام ،تهول العقول لذكرها،ينفق في اليوم الواحد على القات ما لا يقل عن (10) مليار ريال ما يعادل (47.619.047 دولار) ،وسنوياً ما لا يقل عن 18 مليار دولار..
نفقات هائلة، لو وجهت للمعرفة والبناء، لعادت بالخير على الفرد والمجتمع، زيد على ذلك استنزاف المياه، فثلث المياه الجوفية في اليمن تستهلك لري أشجار القات..بإهدار المياه نعرض اليمن للتصحر،فماذا بعد التصحر الا الرحيل؟؟
أما المرض فحدث ولا حرج، انتشر مرض السرطان، وفتك بالمواطنين وبأرقام متزايدة، وخاصة سرطان الفم، ومن أسبابه الرئيسية- وبشهادة الأطباء- تناول قات مرشوش بمبيدات سامة،كم وكم من ضحايا سموم القات..
أما آن للشعب أن يبدأ بالتغيير،تغيير ثقافة تناول القات وإهدار المال والوقت من اجله ،فتناوله ليس كما يدعي البعض موروث ينبغي التمسك به ،وإنما سلوك خاطئ يجب تصحيحه..
لتكون ثورة على القات، فالقات جزء من الفساد الموجود، ثورة الصحوة على كل ما هو مضر، ومؤثر سلبا على حياة المواطن واقتصاده، وصورته الحضارية.
لتبدأ وكما يخطط له من المؤسسات الحكومية ويخذ الدور المتدرج حتى يتحقق حلم يمن بلا قات،فعلى الحكومة أن تضع مشكلة القات على طاولة الدراسة لمعالجتها، والبحث عن بدائل، تجنب البلد هذه الشجرة،وعلى الإعلام الرسمي والخاص أن يضع بصمته في هذا الجانب،وأن يكثف جهوده في التوعية ،وترغيب المواطنين بالإقلاع عن تناوله ،أو اقل تقدير التنظيم والتخفيف،فالوقت والمال والصحة ركائز الحياة الكريمة فلا نفرط بها...
badrhaviz@hotmail.com