تنحي الرئيس وحوار المشترك متاجرة بحرية الشعب وخيانة للوطن 1-2
بقلم/ توهيب الدبعي
نشر منذ: 13 سنة و 9 أشهر و يومين
السبت 05 فبراير-شباط 2011 05:01 م

حينما أحس الرئيس باللحظات الأخيرة وان الدائرة تدور وعاصفة الثورات توشك أن تصل إليه والتي قالها بصراحة السيناتور الأمريكي جون مالين \" اليمن والأردن وليبيا قد يكون التالي بعد مصر\" بدأ التلويح بالتنحي عن الرئاسة في 2013م وهذا في الحقيقة إجهاض للثورة في مهدها خصوصا أن التوقيت يوم الأربعاء 2 فبراير والثورة الشعبية في 3 فبراير وتضحية من الرئيس من اجل بقاء نظامه أو على الأقل بقاء من سيكون اليد اليمنى لأمريكا، وكان قبل أيام وبعد 30 عاما قد خاطب المشترك قائلا \" وما اختلفنا فيه يستمر الحوار على النقاط محل الخلاف دون أن يحصل تصدع في العلاقات بين الأخ وأخيه، بين الشقيق وشقيقه، بين الزميل وزميله.. لا نريد شقاق لا نريد خلاف، نحن ندعو إلى الحوار، إلى التفاهم دون التسويف\". وقال \"نحن مع التغيير وضد التوريث، وهذه اسطوانة وقحة بل قمة الوقاحة القول إنه عندنا توريث، نحن نظام جمهوري ديمقراطي ضد التوريث لا في القرية ولا في القبيلة ولا في المشيخة ولا في السلطة ولا في الوحدة ولا في الوزارة، نحن ضد التوريث\"..

من هم الإخوة الذين يخشى الرئيس تصدع علاقاتهم؟ وماذا يقصد بالتغيير وضد التوريث؟ إن الرئيس لم يورث بعد ولا ينوي ذلك وخير شاهد أن العائلة المالكة مكونة من: علي عبد الله صالح (الأب) رئيس الجمهورية اليمنية، أحمد علي عبد الله صالح (الابن ولي العهد) قائد الحرس الجمهوري والقوات الخاصة، يحيى محمد عبد الله صالح (أبن الأخ) رئيس أركان الأمن المركزي، طارق محمد عبد الله صالح (أبن الأخ) قائد الحرس الخاص، عمار محمد عبد الله صالح (أبن الأخ)وكيل جهاز الأمن القومي، علي صالح الأحمر قائد القوات الجوية وقائد اللواء السادس طيران، توفيق صالح عبد الله صالح (ابن الأخ ) شركة التبغ والكبريت الوطنية، أحمد الكحلاني ( أبو زوجة الرئيس الرابعة ) متنقل من أمين عاصمة إلى محافظ إلى وزير ..، عبدا لرحمن الأكوع (نسب- شقيق الزوجة الثالثة) متنقل من وزير إلى محافظ إلى أمين العاصمة ..، عمر الأرحبي (شقيق زوج الابنة) مدير شركة النفط اليمنية، عبدا لكريم إسماعيل الأرحبي ( نسب- عم زوج الابنة ) نائب رئيس الوزراء وزير التخطيط ، مدير الصندوق الاجتماعي للتنمية، خالد الأرحبي (زوج الابنة) مدير القصور الرئاسية، عبدا لوهاب عبد الله الحجري (نسب- شقيق الزوجة الثانية) سفير اليمن في واشنطن، خالد عبدا لرحمن الأكوع (نسب- شقيق الزوجة الثالثة) وكيل وزارة الخارجية، عبدا لخالق القاضي (ابن خال الرئيس) رئيس الخطوط الجوية اليمنية، القاضي (نسب) قائد لواء المجد بتعز، مهدي مقولة (من قرية الرئيس) قائد المنطقة الجنوبية،محمد علي محسن (من قرية الرئيس) قائد المنطقة الشرقية، صالح الضنين (من قرية الرئيس) قائد قوات خالد سابقا، علي احمد دويد (زوج الابنة) شؤون القبائل، نعمان دويد (اخو زوج الابنة) محافظ محافظة صنعاء وقبلها عمران ، مدير مصنع اسمنت عمران لعشر سنوات، كهلان مجاهد أبو شوارب (أخ زوج بنت الرئيس) محافظ عمران،محمد عبد الله حيدر(من قرية الرئيس) قائد اللواء35 مدرع بالضالع...لو أردت إن استوفي القائمة لقامت الثورة ورحل الرئيس ولم أكمل بعد.

هل يخشى الرئيس من تصدع العلاقات بين الأخ وأخيه والشقيق وشقيقه من أبناء الشعب في الشمال والجنوب وقد خرج الجنوبيون ولا يزالون ينادون بالانفصال، انه يخشى فقط من التصدع بين الإخوان في السلطة أما الشعب فلا يستحق أن يتحدثوا عنه وقد بلغ الشقاق بينهم مبلغا من بدء مسيرات الحراك الجنوبي والذين يهيئون أنفسهم للانفصال حتى النشيد الوطني لدولة الجنوب قد أمسى جاهزا ولا كأن الأمر يعنيهم وقد دمعت عيني خوفا على وحدة اليمن وتشظى قلبي ألما وأنا استمع لذلك النشيد بصوت فنان مشهور في إيقاع حماسي يقول:

والله ورب العرش ما نخضع...للطاغي الفاسد وأعوانه

لو السما من فوقنا تولع...والكون يتزلزل ببركانه

أو يهدمون البيت بالمدفع... وإلا علي يهجم وأركانه

المؤمن الصنديد لا يركع...إلا لرب الكون سبحانه

والله بعد اليوم ما نرجع...لو يفتحوا مليون زنزانة

ويا ما نصحنا إنسان ما يسمع...كلما نصحنا زاد طغيانه

ثورة قرعنا الطبل والمدفع...والشعب يتقدم بفرسانه

الشعب كله قال لك برع...يا من فقد قدره وميزانه

اليوم يا شعب الجنوب انزع...حقك وجهز للعمل زانه

نعيد دولة والعلم يرفع...من فوق صيرة يوم إعلانه

ألا يخشى كل مواطن يمني مخلص فضلا عن الرئيس حامل الأمانة الكبرى والقادة السياسيين المؤثرين في الواقع السياسي على وحدة بلدهم بعد أن يسمعوا مثل هذا ويصبح الهم الأكبر فوق كل الحسابات الأخرى ؟

ليس ذلك الصوت فحسب حتى في مهرجانات للإخوة الأشقاء في الجنوب يقول احد الشعراء:

لا عاد به وحده ولا أنا وحدوي

قولوا يساري أو من اصحاب اليمين

باقولها من صدق يحنق من حنق

لازم براميل الشريجة يرجعين

يا ما نصحناهم وقلنا غيروا

ولا وجدنا للشكاوى سامعين

واليوم ماتت عظم الله أجركم

يا من قتلتوها ادفنوها وسط طين

لما تجي وحدة على دين النبي

يكون فيها العدل للناس اجمعين

أما انها وحدة لصنعاء وحدها

مرفوض عند الله في دنيا ودين

أنا انفصالي واضحة باقولها

ما دامت الوحدة بلا مبدأ ودين

ما أجمل الوحدة وما احسن اسمها

لكن خانوها السرق والمفسدين

ثورة ولا والله نصبر هكذا

لما يحق الحق رب العالمين

اقسم برب الكون خالق كل شيء

ما نحمل الباطل ونحن قادرين

لو تحرق الدنيا بما فيها خلق

ما عاد نتحمل فساد المجرمين

حتى كرهنا اليوم ذي فيه أعلنت

ويوم ذكراها أصبح اليوم الحزين

بسبب الفساد الذي عم أنحاء البلاد وتحت وطأة الظلم صرخ الجنوبيون بهذا النداء الذي يكرهه أهل الأرض والسماء الله والملائكة والناس أجمعون، إلا أن للظلم أحوال وللمظلوم مقال، إن المبادئ التي تحمي الوحدة هي ما هتف بها الفضول وغناها أيوب قبل الوحدة:

مات في أنفسنا معنى الضياع

وانتفى من بيننا روح الصراع

وتساوى قدرنا في الارتفاع

إن مشى الحق على ساحاتنا

ينصف الأكواخ من ظلم القلاع

فعاد الضياع والصراع وظلمت الأكواخ وساكنيها من قبل أصحاب القصور والقلاع واستأثرت بالحكم أسرة وأما الشعب رعايا سخرت للانتفاع فهل يحمي هؤلاء الوحدة؟ إنهم لا يلقون لهتاف الانفصال بالا ولا يعنيهم ذلك شيئا. فخامة الرئيس يرى ذلك الحراك انه من صنع المشترك وان أولئك الأفراد مغرر بهم ويقول: \"أقول لأبنائي في ردفان والضالع وأبين هؤلاء سيضحكوا بكم ويهربون كما هربوا في فتنة حرب 94م\"، وعندما يقيم المشترك مهرجانا في شبوة تخرج مسيرة للحراك في معقله تهتف \" يا مشترك برع برع، لا مشترك بعد اليوم\". والطفل يستطيع فهم هذه اللعبة المخيفة إنها لعبة الموت ، الوطن يتشظى وكل يريد إضافة ما يجري إلى رصيده.

وفي مثل هذا الوضع لا يحمي هذه الوحدة إلا ثورة تنطلق من قلب الشعب يحملها شباب لم يتطلخوا بعد بأوساخ السياسة تهتف بهتاف الشرفاء:

واحفظوا للعز فيكم ضوءه

واجعلوا وحدتكم عرشا له

واحذروا أن تشهد الأيام

في صفكم تحت السماوات انقساما

كم أبي قبلنا فيها أبى

أن يرى للبغي فيها ملعبا

فإذا ما البغي فيها طلبا

فيئة في الظل لاقى اللهبا

لم يجئ يوم بخلنا بالدماء

فيه أو كنا نكصنا عن عطاء

أو ركعنا في هوان الضعفاء

أو حملنا فيه رجس الجبناء

أنت يا ارض السماحات التي

أنفقت أرواحنا بذلا وجودا

إن رجفنا الساح من غاراتنا

أو ركعنا في المحاريب سجودا

لن يضيع الفجر من آفاقنا

فيه لن نرجع لليل عبيدا

نحن رفض رافض إن مسنا

ظلم ظلام بعيدا أو قريبا

كم رفضنا ولبسنا رفضنا

حللا حمرا وإصرارا عجيبا

اربعينياتنا فيها رفضنا

وضحى سبتمبر فيه رفضنا

ومدى السبعين يوما قد رفضنا

وسنمضي رافضين...

كل من جاء لكي يدجي ضحانا

وسنمضي داحضين...

كل إثم شاء للناس الهوانا

وسنمضي فارضين...

صدقنا حتى يرى الحق مصانا

اخوتنا في الجنوب: إن كنتم تألمون من فساد هذا النظام فانا نألم منه كما تألمون ولكننا نرجو من الله مالا ترجون... نريد قلع جذور الفساد والذين طغوا في البلاد تحت راية الأخوة والاتحاد، وأقولها براءة للذمة أمام الله والناس: إن لم يتحرك أبناء الشمال والجنوب معا بثورة تطالب برحيل المفسدين والإنصاف للمظلومين فإن الوحدة في خطر وإذا حدث المكروه لا قدر الله فسنكون ممن قال الله فيهم وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون.

انتم بين خيارين: إما التغيير أو التشطير، تغيير جذري يرحل فيه هذا النظام عن بكرة أبيه، فشعب اليمن بكل أطيافه واليمن من كل أطرافه من شماله إلى جنوبه ليست بخير، فاذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا، تحركوا فأنتم أولى وأوجب من يتحرك قبل تونس أو مصر فلا تبدلوا نعمة الله كفرا وتحلوا قومكم دار البوار.

في الجزء الثاني من هذا المقال سنحاول الإجابة على هذا التساؤل: هل قبول المشترك بناء على دعوة الرئيس الأخيرة بالعودة إلى طاولة الحوار يعد متاجرة بحرية الشعب وخيانة للوطن في ظل الظروف الراهنة أم لا..؟