وزير الدفاع اليمني: ''ساعة الحسم اقتربت وقواتنا في أعلى درجات الجاهزية''
معلومات هامة عن الشعر الزائد عند الرجال.. إليك الأسباب
أين تقع القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط وأكبرها في دولة عربية ؟ وما هي التعزيزات التي أرسلها ترامب
خلال ساعتين.. 29 غارة أميركية تستهدف مواقع حوثية في اليمن
أعلى أجر في تاريخ ليفربول.. الكشف عن راتب محمد صلاح
إسرائيل تعترض مسيّرة جديدة وسقوط أُخرى في الأردن والحوثيون يعلنون مسؤوليتهم.. تفاصيل
اجتماع أميركي إيراني في عمان وترامب يتوعد مجددا
قصف عنيف على غزة.. والاحتلال يعلن استكمال سيطرته على محور موراج
الإعلام الأمريكي يكشف عن أوجه الاختلاف بين إستراتيجيتي بايدن وترامب الموجهة ضد الحوثيين؟ الإفتراض الخاطئ
الحوثيون يجددون تحديهم للإدارة الأمريكية وترسانتها العسكرية في المنطقة.. عاجل
إلى صديقي، وأخي، وأستاذي الغالي محمد قحطان...
أينما كنت، وحيثما أراد خاطفوك أن تُخفى، إليك السلام والتحية، أرسلها إليك في الذكرى العاشرة لاختطافك القسري.
تعمدت أن أكون آخر من يكتب إليك في هذه المناسبة، لا عن تقصير أو تأخر، بل حتى أقرأ رسائل رفاق دربك وزملائك، من تلك النخبة السياسية التي عايشناها سويًا. قرأت معظم ما كتبوه: أثنوا عليك، وصفوك بالرمز، تحدّثوا عن نزاهتك، عن مواقفك، عن فضلك. لم يتركوا صفة نبيلة إلا وعلّقوها على جدار الذكرى.
لكنهم نسوا، أو تناسوا، أو تغافلوا عن الحقيقة الأهم:
ماذا فعلوا لأجلك خلال عشر سنوات كاملة؟
ماذا قدموا لاستعادة حريتك؟
ماذا قالوا أو فعلوا ليوقفوا جريمة استمرار تغييبك؟
كل ما قرأته كان استنكارًا مكررًا وإدانة محفوظة، كلمات تُكتب في المناسبات لا في ميادين الفعل، والواجب.
أقولها اليوم للتاريخ، ولك، ولأسرتك، ولأبنائك الذين ذاقوا مرارة الانتظار، وعاشوا عقدًا من القهر لا يعرفون إن كنت حيًا تُعذَّب في الزنازين، أم شهيدًا في كنف الرحمن.
لقد خذلوك جميعًا، يا صديقي... بلا استثناء.
مدحوك حين عجزوا عن إنصافك.
كتبوا فيك حين بخلوا بالعمل من أجلك.
جميعهم خذلوك، خذلوا أسرتك، وخذلوا كل معتقل، وكل مخفي في سجون الميليشيا.
كان في وسعهم أن يفعلوا كل شيء، أن يجعلوا الإفراج عنك قضية وطن لا تُؤجَّل، أن يفرضوا على الميليشيا السماح لك باتصال تطمئن فيه قلوب أهلك، أن يضعوا حريتك شرطًا قبل أي اتفاق أو تفاوض أو هدنة.
لكنهم لم يفعلوا.
كان بوسعهم أن يربطوا فتح مطار صنعاء بحريتك، أن يرفضوا تسليم الجوازات والنفط والموانئ إلا بثمن، وكان الثمن يجب أن يكون أنت... ومن معك في غياهب السجون.
لكنهم لم يفعلوا شيئًا من ذلك.
هل أحدثك عن الحديدة التي سلّموها على أعتاب التحرير دون شرط؟
عن الطائرات الأربع التي مُنحت للميليشيا دون مقابل؟
عن تصدير النفط الذي توقف طاعةً لأوامر الانقلاب؟
عن الانقلاب الأبيض الذي أطاح برئيس ونائب رئيس دون أن يُذكر فيه مصيرك؟
هل أحدثك عن "خارطة طريق" تُشرعن القتلة وتجعل منك انت وكل المختطفين ومن دماء الشهداء والجرحى وعذابات المهجرين مجرد ملف منسي في أدراج السياسة؟
صديقي... إن النخبة التي خذلتك، خذلت الوطن كله.
خانوا القيم، وباعوا المبادئ، وصمتوا حين وجب عليهم أن يصرخوا.
حتى من كانوا أصدقاءنا – من جلسنا معهم في ليالِ النضال والنقاش – بعضهم باتوا في مقاعد الخيانة، وآخرون تزينوا بصمتهم.
ومع ذلك، أقولها بوضوح:
لو صدقوا مع الله، ومع هذا الشعب، ومع تضحيات الشهداء والمعتقلين،
لكانت حريتك قاب قوسين أو أدنى، ولكانت صنعاء محرّرة تحت راية الدولة.
لكنهم جبناء... والجبن لا يصنع الأوطان.
وختامًا، صديقي العزيز، أقولها لك من القلب:
في ظل هذه النخبة السياسية، لست وحدك المختطف، بل الوطن كله في الأسر.
ولست وحدك المعتقل بين أربع جدران،
فالشعب اليوم كله معتقل: تحاصره الميليشيا، ينهكه الفقر، يخنقه الجوع، ويطحنه خذلان من ادّعوا تمثيله.
ومع كل هذا، لا نزال نحلم، ونؤمن، ونقاوم...
حتى نلتقي في صنعاء حرة - باذن الله -وتشرق شمس الحرية على جسد الوطن، كما نتمناها أن تشرق على روحك، وأنت حرّ كما كنت دومًا.