آخر الاخبار

العميد طارق : ما حدث في سوريا لن يكون بعيدًا عن اليمن وادعاء الحوثيين التصنيع الحربي مجرد وهم وكل أسلحتهم تأتي من إيران اللجنة العليا للحج تؤكد على استكمال إجراءات السداد وتحويل المبالغ لضمان جاهزية الموسم مقاومة قبيلة أرحب تدعو المجلس الرئاسي إلى اتخاذ قرار الحسم وتمويل معركة الخلاص وتعلن.جاهزيتها العالية لرفد الجبهات بكافة سبل الدعم وول ستريت جورنال تسخر من تعامل الرئيس الأمريكي السابق مع الحوثيين وتورد بعض أخطائه حنين اليمنيين يتجدد كل رمضان للراحل يحيى علاو وبرنامج ''فرسان الميدان'' عاجل: الدفاع الأمريكية تعلن مقتل عشرات القادة الحوثيين بينهم عسكريين وتكشف حصيلة ''الموجة الأولى'' من ضرباتها وعدد الأهداف التي قصفتها الرئيس اليمني يدعو المجتمع الدولي لمعاقبة الحوثيين كما فعلت أمريكا ويتحدث عن السبيل الوحيد لإنهاء التهديدات الإرهـ.ابية ترامب يتوعد إيران بعواقب وخيمة ويحملها مسؤولية هجمات الحوثيين عاجل: أمريكا تكشف متى ستتوقف ضرباتها ضد الحوثيين غارات أمريكية تدمر مصنعًا في الحديدة

مأرب بلا دولة .. وليس بلا رجال !!
بقلم/ كاتب/محمد الشبيري
نشر منذ: 12 سنة و 9 أشهر و 11 يوماً
الإثنين 04 يونيو-حزيران 2012 06:22 م

استوقفني مقال للكاتبة الصحفية غادة العبسي نُشر في عدد يوم أمس الأحد من صحيفة “ الجمهورية” بعنوان (مأرب بلا رجال ..) وكعادة الكثير من الزملاء الصحفيين، وبالتحديد في كل موضوع يتعلق بمحافظة مأرب، لجأت غادة للتعميم وصبت جام غضبها على “المأربيين” ووصفتهم بأنهم “لصوص وقطاع طرق وبلاطجة يبيعون ضمائرهم بالريال”، واختتمت مقالتها بذات العنوان مطالبة المأربيين (فقط) الاعتراف بأن مأرب بلا رجال،وأن نساءهم أشجع منهم وضمائرهنّ حية أكثر من الرجال؛ وهو طلب سينظر فيه حال اجتماع الجمعية العمومية لقبائل المناطق الشرقية !!

والسبب على ما يبدو أعمال التخريب التي تتعرض لها أبراج الكهرباء في بعض مناطق مأرب، ومن قبل أشخاص قلّة ومعروفين بالاسم لدى الجهات الأمنية ووسائل الإعلام!

بتُّ كــ “ مأربي” أعاني حساسية مفرطة تجاه كل ما تنشره الصحافة عن مأرب، وهي بلا شك تفتقد الموضوعية والمهنية وتتحامل كثيراً على مأرب وأهلها؛ وأتساءل يومياً : لماذا يُحملنا الآخرون وزر “شلل فاسدة” اقتاتت على هذه الأعمال المرفوضة ديناً وعقلاً وعرفاً ؟!

وما يؤلمني أن لدى البعض _وغادة منهم_ تصوّراً خاطئاً عن مأرب هو أن المأربيين حتى ولو لم يكونوا راضين بمثل هذه الأعمال إلا أنهم يتسترون على فاعلها بل ويحمونه !!

وهذا اعتقاد خاطئ، إذْ ليس لدينا أي مانع من أن تمارس الأجهزة الأمنية دورها في ضبط الجناة وتقديمهم إلى العدالة جزاء ما اقترفوه من جُرم عظيم في حق هذا الوطن،بل أننا على استعداد لإبلاغ الجهات الأمنية عن أي شخص يقوم بمثل هذه الأعمال.فقط يفترض أن تصل هذه الرسالة إلى كل من يريد للمواطن في مأرب أن يتحول إلى دولة وأن يقوم بكل هذه المسئولية الجسيمة؛ نحن يا أهلنا لسنا دولة .. نحن مواطنون غلابى مثلكم!

نحن لا حول لنا ولا قوة تجاه كل ما يجري، فلماذا تريدون أن تشوهوا صورتنا وكأننا متورطون وراضون عن هذه الجرائم؟!!

ككل مرة أحاول اقناع اصدقائي بفكرتي هذه وهي أن القبيلة بدأت تتلاشى وتفقد دورها، وبات الشيخ مجرد “نافذ سابق” لا يهش ولا ينش والقبيلة كذلك.

وبدأت الناس تتطلع إلى الدولة، لذا فاسألوا أي مأربي هذا السؤال : لماذا لم تقوموا بردع مخربي المصالح العامة؟

حتماً سيجيب : هذه مسئولية الدولة وليس المواطن.

وحدهم المثقفون والكتّاب هذه الأيام هم من يجيشون عواطف الناس ويستنهضون همم الرجال كما فعلت غادة، وهو تحول خطير في طريق اعادة سلطة القبيلة يقابله يأس لدى هؤلاء من إمكانية تفعيل أجهزة الدولة والقيام بمهامها .

لا يمكن لعاقل أيّ كان أن يبرر لمثل هذه الأعمال البشعة في حق أبناء وطنه، لكننا في المقابل لا يمكن أن نسكت عن هذه الحملة الشعواء التي تهاجمنا كل يوم وتجتاج قرانا وتستخدم التعميم في كل شيء.

يحق لــ غادة ولغيرها أن تصف مأرب بأنها بـ “لا رجال” إنْ كانت هذه قناعتها، لكننا لا نرضى أن يتحول اسم مأرب إلى “طُعْم” نصطاد به القراء بعيداً عن أخلاق المهنة الصحفية التي تُجرم التعميم وتكشف الحقائق للناس وليس مجرد نقد لاذع يفتقد الدّقة في أغلب الأحيان!

مراراً وتكراراً أكتب وأقول : لا يمكن لضميري أن يسمح لي بتبرير أعمال كقطع الكهرباء ولكن الضمير ذاته يجبرني على أن أقول لكم وبكل أسف : إن مأرب بلا كهرباء هي الأخرى، ودوائرها الحكومية شبه معطّلة و...و..الخ، غير أن ذلك ليس مبرراً للمخربين البتة، وفي الوقت ذاته ليس جديراً باهتمامكم ولفت أنظار الناس إليه.

حسب اطلاعي على الصحافة المحلية لم أجد مقالاً يُنصفنا .. دع ينصفنا هذه ! لم أجد كاتباً يطالب الحكومة بحماية هذه المنشآت الحيوية باعتبارها المسئولة عن ذلك. فقط ينعون قبائل مأرب وشهامتهم ورجولتهم التي ضاعت وكأن الأمر مجرد هجاء عشائري في القرون الغابرة .

shubiri@yahoo.com

*الجمهورية