مباحثات مصرية إيرانية بشأن غزة والوضع في البحر الأحمر
أبطال أوروبا: برشلونة يبصم بالأربعة وباريس يتجاوز مفاجئة إستون فيلا
الغارات على ''النهدين'' تسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صنعاء وروايتين حول الضربات في نقم
ماذا يحتاج منتخب اليمن للناشئين لخطف بطاقة التأهل الثانية وضمان التواجد في مونديال قطر؟
منظمة العفو الدولية تحذر من ''عواقب انسانية وخيمة'' سيتضرر منها ملايين المدنيين في اليمن
مليشيا الحوثي تغتال حياة 3 أطفال كانوا يلعبون في فناء منزلهم.. تفاصيل جريمة مروعة ارتكبت في الحديدة (صور)
طال انتظارها.. ميزة جديدة من واتساب تعزز الخصوصية
تحسن الدولار والنفط بعد قرار ترامب تعليق الرسوم الجمركية
أسواق الخليج تصعد بقوة وبشكل مفاجئ بعد قرار ترامب تعليق الرسوم الجمركية
الحوثي يكشف عن الخسائر في الحديدة و صنعاء جراء الغارات الأمريكية
تعمل السعودية جاهدة من أجل إفشال الثورة اليمنية، ويحسُّ اليمنيون أنهم أمام دولة تقف بكل قواها ضد مصالحهم، ومع ذلك فهم يحرصون على تجنب المهاجمة المباشرة لسياساتها العدائية. فالسعودية بثقلها السياسي والاقتصادي شـر لابد منه، والمال السعودي ظل، على مدى عقود، يلعب دوراً مهماً في توجيه الأحداث وجذب القلوب سواء لمن هم في رأس السلطة أو بعض الشخصيات القبلية معروفة، فهم جميعاً يقبضون المال (المُدنّس) ويلعنونه في نفس الوقت. وكم أعجبني تصوير شخص ما للعلاقة بين السعودية واليمن عندما شبهها بوجبة السمك، ووجه الشبه أنك تتوق إلى السمك عندما تكون جائعاً ثم تذهب سريعاً لتغسل يديك جيداً وتُعطِّرهما محاولاً التخلص من أي أثر لرائحة السمك (الكريهة). إن حالنا مع هذه الجارة ينطبق عليه قول المتنبي:
ومن النكد الدنيا على المرء أن يرى عدواً له ما من صداقته بدُّ
تعامل السعوديون مع ثورة اليمن بنفس الموقف من احتجاجات البحرين، مع تغيير في الأسلوب، فحالة اليمن لا ينفع معها (درع الجزيرة) لهذا لجئوا إلى التآمر على الثورة بكل الوسائل، ابتداء بالوقوف إلى جانب الرئيس اليمني ودعمه بإعطائه مزيداً من الوقت عبر النُّسَخ المختلفة للمبادرة ، وصولاً إلى آخر محاولة فاشلة، هي إرسال الزياني في مهمة لإجهاض التصعيد الثوري الذي بدأه الثوار ولا ينوون التوقف أو التراجع عنه، فقد تعلّموا أن ليس للزياني إلا وظيفة واحدة: تعطيل تقدم الثورة.
أصبح الموقف السعودي شديد الوضوح بالنسبة لليمنيين، فلم يستغربوا استقبال خادم الحرمين للرئيس المحروق، لتبادل التهاني بآخر مذبحة نفذتها عائلة صالح بحق اليمنيين في 18 سبتمبر، وللتشاور، كذلك، حول سبل مواجهة التصعيد الثوري الجديد، مثلما لم يستغربوا رفع أنصار النظام صور الملك السعودي إلى جانب صورة الرئيس المخلوع، فاليمنيون يعلمون علم اليقين أن السعودية مشارِكة مشارَكة فعّالة في جرائم نظام صالح وعئلته.
لقد تأمَّل اليمنيون خيراً في المبادرة الخليجية في أوَّل أمرها ، وظنوا أن قلوب إخوانهم وجيرانهم قد تأثرت بمشاهد القتل وأنهم حريصون على الدّم اليمني. ولم يسأل اليمنيون أنفسهم السؤال التالي: متى كان السعوديون يحبوننا؟ ولكنهم صدّقوا عواطفهم، فربما يكون قد تحرّك العِرق العربي (!) في إخوانهم وجيرانهم، لكن المصلحة الضيّقة لقادة السعودية هي التي تُوجِّه الأمور و تعيق أي تقدم في اتجاه إنجاح الثورة، فهي تقف مع شخص ضد شعب. ويا ليتهم استمعوا إلى تصريح القيادة التركية عندما قالت إنها لو خُيِّرت بين الوقوف إلى جانب النظام في سوريا أو الوقوف إلى جانب الشعب السوري فإنها ستختار الوقوف إلى جانب الشعب السوري. لم يتعلَّم القادة في السعودية من الدروس القريبة التي جاءت من تونس ومصر وليبيا وتتلخص في عبارة قصيرة: "إن المراهنة على الأشخاص خاسرة".
لا يحتاج الأمر من السعوديين إلى كثير من الذكاء ليعرفوا أن المصلحة الحقيقية للشعب السعودي هي في الوقوف إلى جانب الشعب اليمني لا إلى جانب قتلته، وأن علي عبدالله صالح أصبح ماضياً، أما الثورة فهي الشعب، هي المستقبل. ولا شك أن الشباب السعودي، الذي سيثور حتماً ذات يوم، يُسجّل على قادته أنهم يعملون ضد المصلحة الحقيقية للشعب السعودي، في دعمهم لنظام فاسد وتقديم كل العون له لقمع شعبه وقتلهم وتعطيل إرادتهم في التغيير.
إن اليمنيين الذين وصفهم الرسول بأنهم أرقُّ قلوباً وألين أفئدة، صدقوا عواطفهم الأخوية والدينية والقومية، وتناسوا الحقيقة الواقعية، تناسوا كيف يعاملون في هذه الدولة الجارة، وكيف تصبح لغتك العربية دليل إدانة ضدك، إذ يصطادك الشرطي من بين الهنود والباكستانيين ويسألك عن جوازك وكل أوراقك الرسمية التي يجب أن تكون معك في جيبك أينما ذهبت، هكذا تصبح اللغة العربية في هذا البلد العربي، أو تصبح ملامحك اليمنية سبباً كافياً لتتعرض للمساءلة والمضايقة. تجد نفسك في هذه الدولة (الشقيقة !) غريب الوجه واليد واللسان.