آخر الاخبار

ترامب يخسر معركته الأولى.. الاقتصاد الأمريكي يتهاوى البنك المركزي الأوروبي يعلن عن أكبر خسارة على مدار تاريخه هل تستطيع أوروبا الدفاع عن نفسها بدون دعم أميركي؟ عاجل .. توجيهات عسكرية مشددة من رئيس مجلس القيادة الرئاسي لوزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان ..تفاصيل عاجل : وفد حوثي يسافر سراً للمشاركة في تشييع حسن نصر الله ووفد أخر يغادر مطار صنعاء يتم الإعلان عنه.. إستياء واسع لحلفاء المسيرة .. جناح إيران يتفرد بكل التفاصيل احتشاد قبلي مُهيب بمأرب.. قبائل مذحج وحمير تُعلن جاهزيتها الكاملة لمواجهة مليشيا الحوثي وتدعو التحالف العربي لمواصلة الدعم العسكري وتطالب الشرعية إعلان معركة التحرير بيان توضيحي عاجل لشركة الغاز اليمنية حول الوضع التمويني وحقيقة تهريب مادة الغاز إلى الخارج الشركة المالكة.لفيسبوك وواتساب وانستغرام تعلن عن نشر أطول كابل بحري بالعالم.. يربط القارات الخمس؟ خفايا وأطماع مواجهات نارية في الدور الستة عشر في دوري أبطال أوروبا قرعة دور الستة عشر للدوري الأوروبي لكرة القدم

ليلة مطلع الفجر.. جديد الترابي
بقلم/ الجزيرة
نشر منذ: 17 سنة و 4 أشهر و 11 يوماً
الأربعاء 10 أكتوبر-تشرين الأول 2007 11:53 م

 قد أثارت الفتوى التي أصدرها المفكر السوداني حسن الترابي مؤخراً حول ليلة القدر الكثير من الجدل والضجة , فبرغم كونه أعتاد منذ مدة على إصدار مثل هذه الفتاوى ( المثيرة ) ـ من قبيل فتواه بجواز إمامة المرأة للرجال في الصلاة وشرعية زواج المسلمة من الكتابي , بل وحتى إنكاره لوجود عذاب القبر ـ خرج علينا بفتوى جديدة ينكر فيها على المسلمين ممارستهم وأفكارهم عن ليلة القدر ويقول : ( إن المسلمين يتوهمون ويعيشون في الأحلام وينتظرون ليلة القدر لتأتي لهم بالنعم) ويفسر الآية : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر) بأن هذه الليلة أنما هي مناسبة تشبه العيد أو مثلها مثل غزوة بدر.

يحق للبعض منا أن يقول أن للترابي كما لغيره الحق في أن يجتهد ..

لم تختص امتنا الإسلامية بشعيرة الصيام دون غيرها من الأمم. فهو شعيرة ومنسك عرفته مختلف الشرائع والأديان منذ القدم . فعندما قدم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وجد اليهود يصومون في ذكرى نجاة موسى عليه السلام من فرعون, كذلك كان للنصارى صيامهم الذي ربطوه بحادثة الصلب.

وفي السنة الثانية بعد الهجرة شرع الله لهذه الأمة فريضة صيام الشهر التاسع من العام الهجري أي شهر رمضان, لكن السؤال الباحث عن الحكمة من اختيار رمضان بهذه المنزلة عن غيره من الشهور؟ يبقى مطروحاً.

أن القرآن الكريم لايترك الإجابة عن السؤال الباحث عن حكمة هذا التوقيت للاجتهاد والاستنتاج فآياته تحدثت عن لحظة الميلاد للأمة الإسلامية الخاتمة , ولقد كانت بداية هذه اللحظة هي نزول الروح الأمين على الصادق الأمين بأولى آيات القرآن الكريم , لحظة مطلع الفجر في ليلة من ليالي الوتر في العشر الأواخر من شهر رمضان في غار حراء.

ومنذ تلك الليلة ظل المسلمون يتحرون تلك اللحظة من كل عام, وكيف لا يتحرون ليلة تعدل عمل ألف شهر وتزيد ؟ ولعل الحكمة من إخفاء وقتها واضحة جلية فلو عرفت بالتحديد لأنصرف المسلمون عن العبادة في غيرها من ليالي هذا الشهر الفضيل ولعطلت شعائر الله فيما سواها.

ولكن الناس ظلت تتحرى علاماتها التي وردت في الأثر كونها ليلة مضيئة كثيرة النجوم وأن الكلاب لاتنبح فيها وتظهر الشمس صبيحتها مشرقة منذ ساعات الصباح الأولى إلى آخر التوصيفات التي اشتهرت بين الناس ولا نعلم مدى صدق مرجعيتها في الشرع.

ومع انتشار رقعة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها أمتزج تخليد هذه الليلة المباركة بعادات وطقوس كل مجموعة مما يصل أحياناً الى الخروج عن هدى الإسلام المعتدل.

لكن السؤال هو هل يحق لأي كان أن يشكك في ثوابت الأمة ؟ وأن يؤول الآيات القرآنية الجلية التي وردت في فضل هذه الليلة التي هي خير من ألف شهر؟

أم أن أفول نجم السياسي حسن الترابي أستاذ الفلسفة وخريج السربون يشفع له في استصدار مثل هذه الفتاوى الشرعية الغريبة بين الحين والآخر. لقد منّ الله، سبحانه وتعالى، على هذه الأمة عندما تعهد "بحفظ" هذا "الينبوع" وصيانته عن الخلط والتحريف والتبديل حيث قال : (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ). لكن "إقامة" هذا الدين.. وتجديد دنيانا بفكره المتجدد هي "الأمانة" التي حملناها نحن عندما سعدنا بنعمة التدين بهذا الدين.. فطوبى للسالكين سبل التجديد والإحياء للعمران الإسلامي.. الساعين إلى أداء "الأمانات" في مختلف ميادين العمران.. أولئك الذين يجعلون من صيام رمضان الاحتفال اللائق بإحياء ذكرى لحظة الميلاد العظيم لأمة محمد، عليه الصلاة والسلام